الشهيد بإذن الله زياد صالح رحمه الله |
أصبحت شعارات عفا عليها الزمن وليس لها من أرض الواقع إلا الأقاويل والإعلام المضلل . ففي انتهاك صارخ وامتهان لكل القيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية وجميع الشرائع والأديان السماوية ، دخلت ثلاث سيارات عسكرية أمريكية (نوع همر) في شارع العمارات السكنية في منطقة البلديات في الساعة العاشرة من مساء الأثنين الموافق 5/9/2005 وبطريقة استفزازية وفجأة تغير مسارها لتدخل الفرع المقابل للعمارة رقم ( 3 ) وبشكل ملفت للنظر كأنها تفر من شيء أو تتعمد فعل شيء ، واستقرت في الشارع الذي يربط العمارات السكنية بالشارع العام للبلديات قرب تقاطع الجامع ، وترجل بعض الجنود باتجاه محل لتصليح الأحذية ( إسكافي ) وسألوا بعض الشباب المتواجد قرب المحل وقالوا لهم : هل يأتي الحرس الوطني ويضايقكم ؟!!! فأجابوهم بالنفي ! يا سبحان الله يتظاهرون بحرصهم على سكان المجمع ، وهم أساس كل المصائب والويلات التي حلت بالفلسطينيين ، وما هي إلا دقائق معدودة أطلق أحد الجنود في إحدى الهمرات إطلاقة واحدة من غير مبرر ، بينما كان ثلاثة من العمال الفلسطينيين عائدين من محل عملهم باتجاه محل سكنهم في العمارات وهو مطعم براء للمقبلات والأكلات الشعبية ، فجلس الفقيد زياد رحمه الله واستدار جراء الإطلاقة الأولى منتصف الشارع تقريبا ، ثم أطلق الجندي الأمريكي إطلاقة أخرى أصابت رأس الفقيد زياد من شقه الأيمن من الخلف وخرجت من عينه اليمنى ، وسقط أثرها على الأرض وتُرك على الأرض دقائق خوفا من الجنود ولا أحد يستطيع الاقتراب ، وبعدها نقل إلى مستشفى الكاظمية ولم يفقد وعيه ولكن حالته كانت خطرة . أما بالنسبة للقوات الأمريكية وكالمعتاد غادروا المكان وانصرفوا بدم بارد وكأن شيئا لم يحدث !!. وفارق الحياة وسلم الروح لخالقها في الساعة الخامسة وبضعة دقائق من فجر الثلاثاء عندما أذن المؤذن لصلاة الفجر ، فرحمه الله رحمة واسعة وتقبله في عداد الشهداء ، وتم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه في منطقته بعد الظهر من نفس اليوم ووضع في قبره عند أذان العصر بجوار قبر والده في مقبرة الغزالي . الشهيد بإذنه تعالى زياد صالح محمود زيادة من مواليد بغداد 1977، خريج معهد الأمل والمعيل الوحيد لأهله ، موظف في الشركة العامة للصناعات الجلدية صباحا ويعمل مساءً في مطعم أهلي في منطقة البلديات . نشأ وتربى يتيما في أسرة فقيرة متواضعة محافظة ، مشهود له بالصلاح والخير وحسن السيرة وذو أخلاق عالية ، ويتميز بتقديم المساعدة من غير كلل ولا ملل ولا تعب لكل من يطلب منه ذلك ، بل كان رحمه الله يبادر في تقديم العون من تلقاء نفسه في أفراح الناس ومجالس العزاء ، ويشهد له أقاربه وسكان منطقته بالصفات الحميدة . والجدير بالذكر أن القوات الأمريكية أعلنت قبل أكثر من ستة أشهر عدم مسؤوليتها الأمنية على منطقة بغداد– الرصافة ، وهي مازالت تصول وتجول بكل شبر من هذه المناطق ، وكذلك فإن القوات الأمريكية لأكثر من أربعة أشهر مضت لم تمر من هذا الشارع الذي مرت منه في هذه الجريمة النكراء وكأنهم بيتوا هذه الحادثة ، ولا يتواجدون إلا للخراب والقتل وسفك دماء الأبرياء المستضعفين الآمنين المغلوب على أمرهم . وقد ندد أهالي المجمع الفلسطيني واستنكروا هذه الجريمة ويطالبون قوات الاحتلال الأمريكي بفتح تحقيق في الحادث ومعاقبة القاتل وتعويض ذوي الفقيد لأنه المعيل الوحيد لأهله ، وقد قام ذوو الفقيد برفع دعوى بأحد مراكز الشرطة ضد قوات الاحتلال لتثبيت حقهم في ذلك . وبما انه وكما تعرفون المواطن الفلسطيني في العراق مستضعف ولا حول له ولا قوة وتعرض وما يزال لمظالم كثيرة ولا يتسنى له المطالبة بأدنى حقوقه الضائعة ، فعليه يطالب ذووا الفقيد جميع الهيئات والمنظمات والجمعيات الإنسانية والحقوقية ومن يستطيع أن يقدم يد العون لهذه العائلة أن يقوموا برفع دعوى قضائية ضد قوات الاحتلال والمطالبة بتحقيق لكشف خفايا الحادث ومعاقبة الجاني .
ملاحظة : من بإمكانه تقديم يد العون في هذه القضية الرجاء مراسلتنا عبر بريد الموقع .
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"