إن مقولة إن التاريخ يعيد نفسه يبدو انها تنطبق كثيرا على شعبنا الفلسطيني وخاصة فلسطينيو العراق فلو رجعنا قليلا إلى الوراء إلى عام النكبة لوجدنا ان أجدادنا وآباءنا كانوا يمنون النفس بالرجوع إلى بلادهم التي خرجوا منها بالقوة ولم يكونوا يتصورون أبدا ان بلادهم التي عاشوا فيها مئات السنين سيجبرون على مغادرتها بهذه الصورة ولكنهم جميعهم ماتوا خارج بلادهم ولم يبقى منهم إلا بمقدار عدد الأصابع وعندما تعرض العراق إلى ما تعرض إليه من حصار وحروب خرج كثير منهم قبل عام 2003 إلى بلاد عديدة ظنا منهم انهم قد يجدون السعادة والرخاء والعمل والمال الوفير تاركين أهاليهم على أمل أن يعودوا يوما إلى أهاليهم وهم مكللين بأكاليل المال والجاه والسعادة ولكنهم لم يعودوا وبعد عام 2003 خرج القسم الأكبر من فلسطينيو العراق إلى كافة بلاد الأرض تاركين أيضا أهاليهم وتاريخهم ظنا منهم بالحصول على السعادة والأمل بعد ما شاهدوا من قسوة هذا البلد وأهله عليهم إلا انهم لم يجدوا وعلى الغالب إلا المخيمات لتؤويهم بما في هذه المخيمات من ضنك العيش واهانة الكرامة الإنسانية على أمل أن يأتي الفرج بالسفر إلى دولة من دول العالم الغريب وعندما جاء الفرج لهذه الدولة أو تلك لم نعد نسمع منهم إلا الألم وشدة عذاب الغربة وفقدان الأهل وآلامه على أمل منهم أن يحصلوا في يوم من الأيام على جنسية هذه البلاد التي طردتهم معززين ورافعي الرؤوس ولكن أقول لهم أيضا لن تعودوا حتى ولو حصلتم على الجنسية وحتى لو امتلكتم المال فانتم لستم كأبنائكم الذين سيذوبون بالحضارة الغريبة وتأثيرها على نفسيات الشباب لذلك أقول ان من خرج لن يعود وهذا هو الشتات الأكبر حتى من بعد النكبة انها وللأسف (نكبة النكبات)علينا أن نهيأ أنفسنا لهذا الشيء ونرضى بالمقسوم وإرادة الله وإنا لله وإنا إليه راجعون .
بقلم : محمد خيري عثمان الماضي
11/11/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"