استيقظت صباح الأحد الماضي حيث عطلة نهاية الأسبوع فرأيت ابني ذو العشرة أعوام يجلس وأمامه جهاز الكمبيوتر واضعا كفيه على خده وتكاد عيناه تدمعان ... فطبعت على جبينه قبلة الصباح وجلست قربه وسألته .... ما بالك يا بني ؟؟ لماذا تريد أن تبكي ؟ أبي ... اني انتظر أن ينهض ابن خالتي عبود من نومه لكي نلعب سوية احدى ألعاب الكمبيوتر فهو في نيوزلندا وأنا بأمريكا ... أنا وابن خالتي كنا في مخيم الوليد في الصحراء نلعب سوية وكنا ندرس سوية وكنا نتعاون على حمل علب الماء البلاستيكية رغم ثقلها ونوصلها الى الخيمة رغم بعدها عن صنبور الماء المزدحم باللاجئين بطابور طويل ليحصل كل منهم على خمس او ست علب ماء قبل انتهاء الساعة والنصف المخصصة لضخ الماء الصالح للشرب يا أبي وكنا من العواصف الترابية ايام الحر الخانق في الصيف الملتهب من شدة حرارة الشمس كنا في خيمة ابن خالتي او في خيمتنا نختبئ وكنا في الصحراء نلهو ونركض ونتشاجر ونتصالح .....يوما ما يا أبي أنا وابن خالتي وقبل أن نعود من المدرسة الشامخة في الصحراء وقفت مجموعة من القوات الأمريكية والتفت حولنا وبدأ الجنود يقذفون بالحلوى على الأرض لنلتقطها .... فتذكرت كلماتك حينها وتحذيراتك لي بعدم التقاطها من الأرض لأن في هذا اذلال لنا والتفت الى ابن خالتي وكان يرفض التقاط الحلوى من على الأرض ... يا أبي أنا وابن خالتي كنا في مخيم الوليد نر...... وقاطعته قائلا وأبن خالك وأصدقائك وجيرانك ... هل نسيتهم ؟؟ وكيف أنساهم يا أبي !!! لقد كنا في صف واحد وانا وحمادة ابن خالي وابن خالتي عبود وأصدقائي الكثيرين ... لقد كنا في مدرسة واحدة وكنا في مخيم واحد وكنا نلعب في نفس الصحراء وكنا نشتري الحلوى من نفس الخيمة الدكان ... ولكن أين عبود الآن وأين حمادة الآن وأين سمير ومحمد وهالة ومنى ؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا في السويد وهذه في النرويج وكل واحد منهم في دولة تبعد آلاف الكيلو مترات عن الدولة الأخرى وأنا في قارة وابن خالتي في قارة ...... لماذا يا أبي ؟؟؟؟ وهل سأرى ابن خالتي مرة أخرى ؟؟؟ وألعب معه ؟؟؟ وأدرس معه كما كنا في مخيم الوليد في الصحراء القاحلة ؟؟؟ وفوجئت بأسئلته تلك فدمعت عيناي قبل ان تدمع عيناه .
أخوكم خالد نواف أبو الهيجاء
ولاية تكساس - امريكا
4/5/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"