الشرق الأوسط : فلسطينيوا العراق يدفعون ثمن الانطباع بأنهم ...

بواسطة قراءة 7478
الشرق الأوسط : فلسطينيوا العراق يدفعون ثمن الانطباع بأنهم ...
الشرق الأوسط : فلسطينيوا العراق يدفعون ثمن الانطباع بأنهم ...

لسنوات عديدة وفر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ملاذا آمنا لمجموعة صغيرة من الفلسطينيين في العراق، ممن كان يدفعهم الى الشارع مهرولين وهاتفين كلما توجه الى حرب، كان يبررها عادة باعتبارها ضرورية للقومية العربية والقضية الفلسطينية. وكان الشيعة وعراقيون آخرون، ينظرون بأسى الى قصوره، وبغيرة الى امتيازات الفلسطينيين، بينما يواجه الآخرون المعاناة .

 

ويقبع صدام حسين الآن في السجن. ويهيمن الشيعة على السلطة. أما الفلسطينيون فيشعرون بالقلق. وقال محمد عبد الله البالغ 36 عاما انه «منذ الأسبوع الأول لحكومة ابراهيم الجعفري، بدأ كل شيء بالتدهور بالنسبة لنا».

 

واثار مخاوفه اعتقال أربعة فلسطينيين في مايو (ايار) الماضي من جانب وزارة الداخلية التي يتهمها نقادها بكونها مخترقة من جانب رجال المليشيات الموالية للأطراف الشيعية، وتمارس تعذيب السجناء. والتقط الرجال الأربعة من ممرات مكان سكني مزدحم شرق بغداد وسط اطلاق نار كثيف ثم عرضوا على شاشة التلفزيون باعتبارهم ارهابيين.

 

 وقال ايمن شعبان، رجل الدين الفلسطيني السني، 33 عاما «انهم عرضوا الصور الشنيعة للقصف والموسيقى الحماسية التي تصور الفلسطينيين، الذين يعيشون في العراق وهم يقتلون العراقيين بالقنابل. وقد اذلوا الفلسطينيين وأثاروا الناس ضدنا».

 

وفي شقة انيقة علقت فيها آيات من القرآن في لوحات مؤطرة، قالت انعام محمد احمد، زوجة احد المعتقلين، ان زوجها «اعتقل لأنه فلسطيني لا غير». وأضافت أن رجال الأمن ركلوا طفلها البالغ ست سنوات وشتموه قائلين «ابن الكلب».

 

وقالت تقية خضر احمد، 61 عاما، وهي ام مقعدة لثلاثة من المشتبه فيهم ان «الاحوال هنا كانت جيدة، ولكن ليس الآن». واضافت «ان الرجال لا علاقة لهم بالسياسة، انهم ابرياء».

 

وتقول السلطات العراقية ان الرجال، الذين ينتظرون محاكمة، مرتبطون بعملية تفجير جرت وقت الضحى في أحد اسواق شرق بغداد، وقتل فيها ما يزيد على 15 وجرح عشرات الأشخاص. وينفون أن يكون الفلسطينيون مستهدفين.

 

وكان وزير الداخلية العراقي بيان جبر، قد ذكر أخيرا انه «ليس هناك سوء معاملة للفلسطينيين الذين نقسمهم الى قسمين، كما نفعل مع كل العراقيين. أغلبية آمنة عاشوا هنا ويريدون الاستمرار في الحياة في هذا البلد. وأقلية صغيرة تشارك في عمليات ارهابية». واضاف الوزير «لدينا في الوزارة قائمة تضم 30 فلسطينيا فقط نراقبهم. وهو عدد صغير». الا ان مكتب المفوضية العليا للاجئين التابع للامم المتحدة قد عبر أخيرا عن قلق متجدد بالنسبة للفلسطينيين ـ جزئيا بسبب ازدياد غضب الرأي العام تجاه كل العرب من غير العراقيين، الذين يشتبه في وصولهم للبلاد للانضمام للتمرد.

 واوضحت ستريد فان غندرن ستورت المتحدثة باسم المفوضية في جنيف «لقد اصبحوا ضحايا للغارات الليلية وعمليات الاعتقال التعسفية». ويردد الفلسطينيون في بغداد العديد من الروايات، عن الاهانات التي يتعرضون لها والبصق عليهم في الشوارع، والتعرض للضرب من قبل العراقيين الذين يعرفون جنسياتهم. وقال أحمد موسى وهم محام في الثلاثين من عمره «المشكلة هي انهم يعتبروننا من اتباع النظام السابق. وبعدما بدأ في تمثيل المعتقلين في مايو (ايار) الماضي، بدأ يتلقى تهديدات. وبعد سقوط صدام حسين عام 2003 غادر عدة آلاف من الفلسطينيين العراق الى الاردن وحوصروا في منطقة عازلة على الحدود. وذهب العديد منهم الى معسكر للاجئين داخل الاردن. وبعد ظهور التهديدات الجديدة، غادرت مجموعة من 19 فلسطينيا العاصمة في اكتوبر (تشرين الاول) الى سورية، وقضوا هناك اكثر من شهر في منطقة عازلة على الحدود بين البلدين، قبل ان يسمح لهم بدخول معسكرات للاجئين في شمال شرقي سورية. إلا أن الأغلبية من الفلسطينيين في العراق، لا يزالون يعيشون في بغداد في احياء فقيرة، حيث تم اسكانهم على نفقة الحكومة لعقود طويلة.