سلسلة" الحقيقة المغيبة" ج2: مائة فلس يومياً ؟؟ كذبات ؟؟ ترهات ؟؟ افتراءات ؟؟!- جمال أبو النسب

بواسطة قراءة 2330
سلسلة" الحقيقة المغيبة" ج2: مائة فلس يومياً ؟؟ كذبات ؟؟ ترهات ؟؟ افتراءات ؟؟!- جمال أبو النسب
سلسلة" الحقيقة المغيبة" ج2: مائة فلس يومياً ؟؟ كذبات ؟؟ ترهات ؟؟ افتراءات ؟؟!- جمال أبو النسب

مئة فلس يومياً ؟؟ كذبات ؟؟ ترهات ؟؟ أفتراءات ؟؟

أيُعقل أن يُنكل ويُروع ويُهجر ويُخطف ويُذبح ويُباد شعباً في أي بقعة من بقاع الأرض أو في أي بلد كان؟! وبعد عيشه فيه لستون عاماً مضت وبعدما كان أخاً لهم في الدين و العروبة و الجيرة و النسب واللغة والدم ليصبح بين ليلة وضحاها غريباً طريداً شريداً مهجراً مهانا  مقطع الأوصال لا لذنب اقترفه أو جرم قد جناه أو دَين وجب عليه سداده من كرامته وأعماره ولحومه ودمائه ..

ولسان حال جلاديه ما يزال يردد على الملأ أن فعلهم هذا بحقه جزاءً وعقاباً لنا نحن فلسطينيو العراق وعدم التواني من تكراره أو الاستمرار في فعله يومياً كان وما يزال بحجة ( فرية ) لا يسعنا سوى الإطلاق عليها تسمية ( كارثة الكذبات ) هو لأنه ودون وجه حق وحسب زعمهم كان يحصل في العهود السابقة من حكم العراق على مكرمات وامتيازات ؟؟!

لذا كان لزاماً علينا أن ننفض الغبار عن ذاكرتنا لبيان الحقيقة المغيبة ,, لأن حتى جراحنا باتت تشكو من طول حملنا لها لكثرة صبرنا على جلادينا ,, أيعقل أن نبقى أسيري ذاتنا ,, ليبقوا هم عبيداً  للكذب والترهات والافتراءات ؟؟   

فقبل الخوض فيما اقترفتم ،، وقبل استعراض بعضاً مما فعلتم ,, والله وحده يعلم متى ستقولون اكتفينا ،، لنقول لكم نحن فلسطينيو العراق ما أكرمكم لأنكم أخيراً منا اكتفيتم ؟؟  ولكن أتحسبون أنكم بقولكم هذا وبأفعالكم تلك منا غنمتم؟! وبالكف عن فعلها بعد كل سنوات القتل المبرمج لنا سلمتم ؟!

أنظروا لخزائن قلوبكم لتحصوا فيها كم من أرواحنا حصدتم ,, واسألوا عقولكم ماذا استفدتم وماذا جنيتم أو كسبتم ؟! وفتشوا في جيوب صدوركم لعلكم تعثروا على شيء مما كنزتم ؟! ولكي تكتمل الصورة لديكم ,, ها نحن فلسطينيو العراق جئنا لنذكركم ببعض ما نسيتم ,, ها نحن نقول للقاصي والداني منكم ,, خذوا اليكم الحقيقة ,, فلتكن حجة لكم علينا ,, ولتكن منا لكم وثيقـة ,, كذب الصادق منكم  في كل الذي به علينا افتريتم ,, هل آن لكم أن تمنحوا العقل فرصة ولو لدقيقة ,, وتفتحوا أعينكم ثانية واحدة عسى ولعل أن تروا الحقيقة ؟! أم أنكم حقاً ستبقون عبيد الفرية (( كارثة الكذب )) ,, لنبقى مثل ظلكم نلاحقكم وفي أحلامكم نقاسمكم ,, وتمنون أنفسكم بأنه سيغفر لكم ما فعلتم ,, أنتم ما زلتم ها هنا حيث القلب ,, ونحن ما زلنا هاهناك وقد طوانا الدرب ,, رغم الفاصل بيننا أصبح بحر دماء ,, بعدما كان نهر حب ومحيط وفاء ،، ويشهد بذلك رب السماء ,, فجراحنا لم يعد ينفع معها أي دواء ,, ولكن ما خاب في قلوبنا الرجاء ,, ولن ولم ينقطع يوماً فينا إيماننا بمرسل الأنبياء  ,, كيف لا وهو خالقنا ,, يا ربنا ابعث لنا من عندك الشفاء ..

مكرمات ؟؟ مكرمات ؟؟ مكرمات ؟؟

لمـاذا كل هذا ؟؟ اسألوا سيوفكم التي حزت رقابنا ,, لِمَ ما زالت تنزف من سيل دمائنا؟! لمـاذا ؟؟ اسألوا مناجلكم كم حصدت من أعناقنا ,, لماذا ؟؟ اسألوا زنازينكم هل كفت جدرانها يوماً من ترديد صدى أنيننا ,, لمـاذا ؟؟ أسألوا مثاقبكم التي للآن ما يزال في صريرها الكثير الكثير من آهاتنا ,, لمـاذا ؟؟ اسألوا سمائكم ما لها لحد الآن تمطر دمً ودموع بدل الماء ,, لِمَ نسيتم أنكم قطفتم زهرة أعمارنا قبل ما رملتم نسائنا ويتمتم أطفالنا ,, لمـاذا ؟؟ اسألوا شهقات أمهاتنا المبحوحة لمّا كانت تلهج بالدعاء بأن غضب الله على كل من فعل هذا بنا وأرواحهن تتصاعد الى السماء ,, ولم يزل صدى دعائهن يملىء الفضاء،، لمـاذا ؟؟ اسألوا بسمات آبائنا الخجلى , وي كأنها أكف كانوا يلوحون بها في أقبية الموت كي يصفعوا وجوهكم ,, وثغورهم  تزبد أسفاً قبل أن تفيض أرواحهم لتعانق السماء ,, وي كأنما أرادوا أن يبصقوا قرفاً لستين عاماً عاشوها بينكم ,, لمَ لأنكم يوماً لشيبتهم ما احترمتم ولا لعجزهم رحمتم ,, لمـاذا ؟؟!

اسألوا ثوب تلك الصغيرة الذي مزقته نظرات عيون ذئابكم قبل ما أن يمزقه كثرة تعثرها وهي تعدو هرباً لتفر بعيداً من بين براثينكم ,, لمـاذا ؟؟ اسألوا صفرة وجه ذاك الصبي لمّا الخوف احتبس دمعه ودمه والرعب قد عقد لسانه متمتما ومتعلثماً من فرط فزعه ,, أمي ذبحوا أبي يا أمي ،،  وما كان لينجو لولا بركة دعواتها ليفلت من بين مخالبكم ,, لمـاذا ؟؟ اسألوا عروساً في ليلة زفافها ,, ما ذنبها لتمزق قذائفكم فرحتها بثوب عرسها قبل ما أن يصبح جسدها الطاهر أشلاء ..
كيف ؟؟ وكيفما ؟؟ ولمَ ؟؟  ولماذا ؟؟ اختاروا أنتم أية صيغة لسؤالكم ؟؟ واسألوا كل هؤلاء ,, لمّا سيكونون عليكم  شهوداً ويكون قولهم الحق حين ينطقهم الله عليكم ,, بعد كل هذا وذاك هل لكم أن تفلحوا بما حزتم أو تستبشروا فيما كسبتم؟!

كل ذلك اقترفتموه تحت فرية ما زلتم فيها تتحدثون وبمليء أفواهكم للآن بها تتمنطقون وتتشدقون لتبرروا ما فعلتم بنا وما زلتم له فاعلون ؟!

بذريعة الامتيازات التي كانت تمنح لنا نحن الفلسطينيون في العراق ,, وجئتم أنتم لتضيفوا اليها المكافآت ,, نقسم بالله أنها (( كارثة الكذبات )) ,, وأنكم الى ركن الشيطان ركنتم  ,, والى مجنون ذهبتم  فاستفتاكم ولفتواه استمعتم ,, فإن صدقتموه حقاً أجزم أنه مجنون وأنتم من بعد فتواه جننتم ..

إذاً خذوا منا الحقيقة واجعلوها لديكم علينا وثيقة ,, نعم كانت لنا مكاسب وكانت عندنا
امتيازات ؟؟ امتيازات ؟؟ امتيازات ؟؟

نعم امتلكنا أو ملكنا بالمجان بيوتا وقصوراً وعمارات وليس خرباً كأنها قبوراً و ( كنتونات ) ,, نعم ؟؟ كنا نمتطي  يخوتاً ونركب سيارات فارهات ،، وليس أقداماً أدمتها السنين وهي تركض خلف الباصات ,, نعم ؟؟ حزنا على رواتب وأرصدة ومناصب وقيادات ,, وليس ثلاثة دنانير معميات ,, كان أهلنا يستلمونها كل شهر لينالوا معها نصيبهم من الذل والمهانات ,, وسرعان ما قطعت أحتفاءً لأي مناسبة من المناسبات ,, والدليل على صدق فرية الفريات ,, والتي أسميناها من قبل (( كارثة الكذبات )) ,, ما زالت العمارت الناطحات للسحاب شاخصة في مجمع البلديات ,, والقصور والشاليهات ما زالت أطلالها قائمة في ملجئي الزعفرانية ،، والبعض منها باقي في ( المنطقة الصفراء ) الطوبجي ومدينه الحرية ،، وسياراتنا قد سبقتكم اليها صواريخ أصحاب القبعات ,, فهياكلها المحروقة ما زالت قرب مجمع البلديات ,, وأرصدتنا ومصوغات نسائنا قد سرقت عندما كنتم تحلون ضيوفاً غير كرام ولا مرحبا بكم ليلاً ونهاراً  لتفتشوا قبورنا عفواً قصورنا في كل حملة من الحملات ,, أو أنها نهبت أيام تطهير البنوك على أيدي السراق أبناء الحفاة ,, ورواتبنا لم تعد تصرف لأنكم لم تجدوا لنا اسماً واحداً في أي جرد للرواتب أو في كشف الصدقات،، وأن صدقتم كل هذا لا تخافوا بأنه سيأتي يومنا لنقول لأي منكم هات ,, بل هيهات هيهات أن تثبتوا شيئا مما صدقتم به ,, أو أن تأتوا بشيء مما زعمتم .. لأنكم تعرفون كما نعرف ,, أن كل هذا قمة الكذب ومحض افتراءات ..

محرمات ؟؟ محرمات ؟؟ محرمات ؟؟

محرم علينا أن نسجل غرفة بأسمائنا ,, فكيف صدقتم أننا كنا نملك قصوراً أو بيوتا أو شاليهات ؟؟  محرم علينا أن يكون لأي منا مهما بلغت شهادته أو كفاءته أو أمانته أن يكون مأموراً أو أميناً لمخزن حتى لوكان بحجم كشك ,, إذن كيف كنا ننهب الخيرات ,, محرم علينا أن نترأس لجنة مبيعات أو مشتريات ,, وهل يعقل بأننا كنا غارقين بالرشوات ؟؟  محرم علينا أن نفتح رصيداً ثابتا في المصارف ،، فكيف كنا إذن نخبيء أموالنا إن كنا من أصحاب الثروات ؟؟ محرم علينا أن نسجل بأسماءنا هاتفا حيث كنا نسكن ,, فكيف كنا كثيري الاتصالات ؟! يا سادتي نحن كنا نتبادل التهاني والتعزيات عبر الصرخات ,, محرم علينا السفر منذ سنين بل لسنوات ,, لهذا كل واحد منا أصبح خليفة ماجلان ورديف ابن بطوطة مكتشفي القارات دون الحاجة الى وثيقة سفر أو جوازات ؟؟ بالله عليكم هل يعقل أن تبقى عقولكم حبيسة كل هذه الافتراءات ؟؟ ..

هل تبخرنا إن كنا نعد بالملايين ؟!!

كنا وحسب فريتكم (( كارثة الكذبات )) وحتى في ظن المنصف فيكم نعد 500000 خمسمائة الف روح ,, أي نصف مليون نسمة ,, واليوم أصبحنا قرابة 7000 سبعة آلاف نسمة في ربوع فيحائكم ,, كيف أصبحنا بفضلكم نفس العدد مضروباً في اثنين حين هجر أجدادنا وجيء بهم الى العراق عام 1948 ,, فهل كنا لستين عاما مضت ونحن مصابين بالعقم لذا لم نتكاثر أو أنا كنا نباد جيل بعد جيل وانتم وحدكم كنتم تعلمون ونحن كلنا لم نكن نعلم ,, من منا يعرف أقدارنا ساقتنا أم أنه أمر دبر بليل ,, إن صحت أرقامكم الفلكية هذه إذن أين ذهبتم بالباقي من أرواحنا وعلى أقل تقدير ماذا فعلتم ب 493000 نسمة ,, أيروقكم بأنكم قتلتم وشردتم وهجرتم ونكلتم وأبدتم وذبحتم كل هذه النسمات ,, هل أنتم على استعداد أن تجيبوا يوماً ربكم على هذه الترهات ,, ولكي لا يظلمكم أحد إن جاء يوم وتبخرنا جميعاً بفضلكم ولم يبقى منا سوى قبوراً وآهات وذكريات ,, ولأن الظلم يوم القيامة ظلمات ,, كنا حتى يوم 2003/4/9 نقرب من 33000 ألفاً من البشر ,, وأصبحنا من فرط حبكم لنا أقل بكثير من 10000 عشرة آلاف نفر ,, لم نعد نعرف أنعزي أنفسنا أم نعزيكم على فعلكم هذا بنا ,, هل حقاً ستثبون يوماً الى رشدكم لتعودوا وتأخذوا منا الحقيقة ,, فهي لكم منا أصدق وثيقة ،، أننا بهذا لا نتهم أي حكومة من الحكومات ,, ولا ننحاز به الى فئة على حساب باقي الفئات ,, لأن الكل أخذ نصيبه منا وفي جراحنا قد غاص وعلى أجسادنا مر يوماً أو فات ,, تلك أقوالكم عنا وهذه أفعالكم بنا ,, أجبرتمونا أن نسبح في دمائنا ,, لكي نقرأ لكم صفحة واحدة ,, فكفوا عنا ولا تجعلونا نقلب كل الصفحات ,, وقد قلناها لكم منذ البداية أنها كذبات وترهات وافتراءات ..

وللحديث بقية ,, أن كان هنالك في العمر بقية أن شاء الله ,,,

 

http://www.paliraq.com/images/paliraq2011/abo-alnasab/002.JPG

 
بقلم / جمال أبو النسب

الولايات المتحدة الأمريكية - كاليفورنيا

2011/01/15

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"