المنظمة العالمية لمواجهة التطرف – شهود
فلسطينيو العراق / متابعات
تلقى اللاجئون الفلسطينيون في منطقة الحرية في بغداد منشورات ورقية تحوي تهديداً شديد اللهجة من جهات تسمي نفسها ( سرايا يوم الحساب ) و ذلك في يوم الخميس الموافق 23 مارس 2006 .
و قد احتوت المنشورات على اتهامات للفلسطينيين بالخيانة و تهديد بالتصفية إذا لم يخرجوا من العراق .الأمر الذي يعد تصعيداً خطيراً ينذر بحدوث مأساة إنسانية كبيرة.
ويأتي هذا التصعيد بعد ثلاثة أعوام من إعراب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من احتمال تعرض نحو تسعين ألف لاجئ فلسطيني للترحيل من ديارهم في العراق، بعيد الإحتلال الإمريكي للعراق في عام 2003 وتدهور الأوضاع الأمنية هناك.
و نحن في المنظمة العالمية لمواجهة التطرف - شهود، نتابع بمزيد من القلق ما آلت إليه أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، والذين أضيف إلى معاناتهم الحياتية اليومية مأساة أخرى بسبب ظروف الحرب الدائرة هناك. حيث أنه و على إثر هذه التهديدات اضطرت أعداد كبيرة منهم إلى النزوح باتجاه الأردن و هو الأمر الذي واجه منعاً وعراقيل على الحدود العراقية الأردنية. أدى إلى بقائهم في المنطقة العازلة بين معبري طريبيل – الكرامة، حيث يتواجد منهم ما يقارب 117 لاجئا بينهم 41 طفلاً .. في ظل ظروف إنسانية غاية في السوء وتحت محاولات للضغط عليهم للرجوع إلى بغداد مع علم الجميع بما ينطوي عليه هذا الرجوع من مخاطر.
وفي بياننا هذا نلفت نظر كل المعنيين إلى أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين عموماً وفي العراق بشكلٍ خاص هي مسؤولية الجميع وأن على كلٍ أن يقوم بدوره الإنساني والأخلاقي تجاه المعاناة التي يدفعون فيها ثمناً باهظاً من حياتهم وأمنهم دون ذنبٍ اقترفوه. كما نوجه تحديداً الرسائل التالية ..
- الرسالة الأولى : نطالب الحكومة العراقية بالتحرك السريع لحماية الأفراد من الفلسطينيين والمناطق التي يسكنونها، والتعامل بجدية مع التهديدات التي يتلقونها وملاحقة الجماعات المتورطة بإلقاء منشورات التهديد والتخويف، وفتح تحقيق جاد في هذه القضية بهدف استجلاء الحقائق وضمان حقوق الجميع.
- الرسالة الثانية : نحث الحكومة الأردنية على إظهار المزيد من المرونة وأخذ الجانب الإنساني في الإعتبار لدى التعامل مع قضية اللاجئين الفارين إلى الأردن، وأن يقوم الأردن باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الفارين من العراق وتقديم كل سبل الدعم والرعاية لهم. وهذا هو الموقف المأمول والمنتظر بدلاً من إغلاق الأبواب في وجه اللاجئين والتغاضي عن أوضاعهم المأساوية وتركهم في العراء يواجهون مصيرهم المجهول.
- الرسالة الثالثة : نطالب الحكومة الفلسطينية بأداء دورها في حماية هؤلاء اللاجئين وإثارة قضيتهم العادلة مع الحكومات المعنية وأمام المجتمع الدولي لتأمين إيوائهم وعدم تحميلهم تبعات الحرب التي لم يكونوا طرفاً فيها ولا مسئولين عنها. وأن يتم ذلك وفق خطةٍ قانونية مدروسة تأخذ بعين اعتبارها خطورة عامل الزمن وتقادم القضية من جهة وسوء الأوضاع الإنسانية التي يعيش فيها الفلسطينيون في المعابر الحدودية من جهةٍ أخرى.
- الرسالة الرابعة : نطالب الجامعة العربية ممثلةً في أمينها العام السيد عمرو موسى، بتحمل المسؤولية وإثبات فاعلية الجامعة وتواجدها الإقليمي وأن يشمل عمل الجامعة في هذه القضية مسارين هامين أحدهما يتمثل في إغاثة هؤلاء اللاجئين والنظر في أوضاعهم المعيشية الحرجة، و ثانيهما يتمثل في تبني الدعم السياسي والأمني لقضيتهم.
- الرسالة الخامسة: نوجه نداء لكل القادة والزعماء في المنطقة العربية أن يهتموا بهذه القضية ويتحملوا مسؤوليتهم التاريخية التي تترتب تلقائياً على مواقفهم السياسية المعلنة من القضية الفلسطينية، باعتبار أن اللاجئين الفلسطينيين يمثلون جزءاً من القضية الأم التي يتبنون الدفاع عنها في ميادين العمل السياسي.
- الرسالة السادسة: نوجه نداءً لمنظمات الإغاثة والجمعيات والمؤسسات الأهلية للتواجد سريعاً في أماكن تجمع اللاجئين ومعالجة الوضع الذي يتفاقم سوءاً جراء نقص الغذاء والدواء والإيواء والرعاية الطبية.
- الرسالة السابعة: نهيب بوسائل الإعلام أن تبذل جهداً أكبر في تغطية الوضع المستمر في التدهور يوماً بعد يوم سواءٌ في منطقة الحرية التي فرت منها الأسر الفلسطينية أو في نقطة التجمع على الحدود، و ذلك بغية إظهار حقيقة الأمور أمام الرأي العام والهيئات الدولية.
فاطمة البدر