شكرا موقع فلسطينيو العراق .. لقد ايقظتنا من غفلتنا – علي جابر

بواسطة قراءة 1335
شكرا موقع فلسطينيو العراق .. لقد ايقظتنا من غفلتنا – علي جابر
شكرا موقع فلسطينيو العراق .. لقد ايقظتنا من غفلتنا – علي جابر

إلا أن هذه السنة كان للجرد لونا آخر وصيغة أخرى تلامس مشاعر الفلسطينيين ومعاناتهم وهو جرد بالصور وفق تسلسل زمني بـ 29 منشور .. نشر على صفحة الفيس التابعة للموقع .. وأهم ما تم عرضه هو صور الضحايا الفلسطينيين في العراق سواء من قتل عن طريق القوات الأمريكية الغازية أو عن طريق المليشيات الطائفية والقوات الحكومية أو بالقصف أو بالتفجيرات والمفقودين والمعتقلين .. الخ ، ومن غرق وفقد بالبحار والمحيطات بحثا عن الامان ومن تشرد في الصحراء .. الخ ، كما تم عرض صور المعتقلين ومن اختفى منهم في غياهب السجون ..

وقد عرض الموقع الصور الشخصية للضحايا فقط وليس صور جثثهم التي عليها آثار تعذيب .. ورغم الحزن الذي ألم بنا ونحن ننظر إلى صور أعز الناس على قلوبنا .. إلا أن هذا العمل قد أيقظنا من غفلتنا .. نعم من غفلتنا .. لقد وصلنا إلى مرحلة كدنا ننسى فيها مأساتنا ودماء أبناءنا .. وأصبحنا فقط نحاول كيف نقنعهم بأنه لا يوجد لدينا إرهابيين وكيف نقنعهم بكذب رواية الـ 1251 انتحاري فلسطيني وووو .. الخ .. ولم ولن يقتنعوا فهؤلاء قد تمت برمجتهم على ذلك .. فلا بد من إعلام حقيقي مضاد ..

ولكل عمل ناجح تجد هناك بعض المخربين والمثبطين والمرجفين الذين لا يستحون من ترديد نفس الاسطوانة المشروخة والحجة السخيفة التي اصبحت رخيصة ومكشوفة ومدفوعة من قبل من لا يروق لهم ذلك وفقا لمصالح ضيقة .. فلقد قرأت لبعض المعلقين بالإضافة الى تهجمهم على الموقع المحترم بأن هذا العمل سوف يؤثرعلى أهلنا في العراق !!!!!!!! .

والصلافة عندما تفتح البروفايل لهؤلاءالمعلقين تجدهم يعيشون خارج العراق وبحثت في التعليقات القادمة في العراق وعددها بالمئات فلم اجد تعليقات واحدا قد اعترض على هذا العمل .. بل على العكس كان هنالك تفاعل ايجابي لجميعهم أو معظمهم .

وتفنيدا لمزاعم هؤلاء المشاغبين .. أذكر لهم ان أهلنا في العراق قد ظهروا مؤخرا ولأكثر من مرة على كبرى القنوات الفضائية العربية والعراقية وهم يتحدثون عن مأساتنا في العراق .. وعن المعتقلين وعن القرارات الجديدة وعن المضايقات وغيرها .. الخ .

فهذه مزاودة بسفاهة قد اصبحت مكشوفة من قبل هؤلاء المخربين والمشاغبين ..

لا ادري ما هو الخطر الذي سوف يأتي على أهلنا المتبقين في العراق عندما نعرض مأساتنا وصور ضحايانا الشخصية ومظلوميتنا .. فنحن لنا ضحايا ومغدورين في العراق .. وعرض مأساتنا هذه المرة لم يكن يتضمن كما قلت صور الجثث ولا يتضمن مهاجمة أشخاص أو جهات بعينها .. فهل سوف يحاسبوننا على قتلهم لنا !!؟؟ منطق عجيب !!؟؟

لقد تعرض الفلسطينيين في العراق لعملية تطهير طائفي وعرقي لا تقل عن عمليات التطهير العرقي الكبرى التي سجلت في التاريخ .. ورغم ذلك فقد قلبوا علينا الطاولة وأصبحنا نحن المجرمين والمفجرين والإرهابيين .. الخ .

ان السكوت إعلاميا طيلة هذه السنوات وعدم عرض ونشر مظلوميتنا .. قد شجعهم على تركيب مزيد من الشائعات ضد ابناء شعبنا منها اكذوبة الـ 1251 انتحاري التي لا زالت تردد لحد الان ..

فلا بد من مواجهة ذلك الاعلام المزيف بإعلام حقيقي مضاد وذلك بنشر على نطاق واسع صور ضحايانا في العراق وما تعرضنا له ..

فنحن لنا دماء سالت أيضا وليست رخيصة كي ننساها ونطمس قضيتها .. مع التأكيد على اننا بريئون من دماءهم التي طالما اتهمونا بها .. وأشغلونا بها وأنسونا دماءنا ابنائنا التي سالت .. وكأنها ليست غالية عندنا ..

وللأسف بسبب ضعف إعلامنا الرسمي ووهنه وبسبب المثبطين الذين يحاولون طمس حقيقة معاناتنا تحت حجج سخيفة ورخيصة .. فقد انتشر موضوع وشائعة الانتحاريين الفلسطينيين الكاذب ليس داخل العراق فحسب بل امتد الى دول اخرى عربية واجنبية فقد قرأت في تويتر بعض التغريدات من مصر ومن اليمن ومن لبنان ومن أمريكا تذكر هذه الشائعة ويتم الترويج لها .. ومن أشخاص وشخصيات ليس عراقية .. للأسف الشديد ..

فقد استفحل الأمر إلى أن وصل وانتشر في دول أخرى غير العراق ويعمل على نشره وتسويقه الطائفيين التابعين لهم في لبنان وفي اليمن وفي سوريا وفي أوروبا وأمريكا ..

وهذا كله بسبب السكوت وعدم عرض مظلوميتنا وتعريف العالم العربي والإسلامي بها .. فاستغل هؤلاء ذلك وراحوا ينشرون ويوسوقون بإعلام كذاب مفبرك التهم على الفلسطينيين في العراق ..

فماكنة التشويه وتسويق شائعاتهم الكاذبة ضدنا تركض وتنشر وتكسح .. وهؤلاء الجهلاء الذين بيننا يبثون الوهن والتثبيط والإرجاف لنخفي عن العالم الخارجي الحقائق وما تعرضنا له كي تصدق روايتهم الكاذبة أمام العالم بأننا ارهابيين ولدينا انتحاريين  ..

فهم يتظلمون بالباطل ويستخدموننا كادوات لتظلملهم بتهم كاذبة .. محاولين طمس ما جرى لنا على أيديهم .. ونحن ممنوع علينا ان نتظلم بحقيقة وليس كذب بحقيقة ابنائنا الذين قتلوا على أيديهم ونساءنا التي رملت وأطفالنا التي يتمت وصرخات أمهاتنا الثكالى وعذابات أمهات المعتقلين .

فهؤلاء يريدون للضحية ان تذبح وممنوع عليها ان تصرخ من الألم بل ممنوع عليها أن يسيل دمها .. فكان عليها أن لا يسيل دمها عندما يتم ذبحها وإن سال فهذا سوف يؤثر على البقية .. منطق عجيب أجوف !!؟؟

فتحية لموقع فلسطينيو العراق وارجو الاستمرار .. دون الالتفات لهؤلاء ..

 

علي جابر

26/7/1440

2/4/2019

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"