بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنام والمرسلين يبدو إن السيد ياسر عبد ربو يمتلك ثقة عالية في قدرة الإقناع لأحد المحطات الفضائية والتي لم تستطع إفحامه احد المقدمات معه. محاولا إقناعها بما يجري من مفاوضات مع الكيان الصهيوني والتي دائما تصل إلى طريق مسدود والتي أكل الزمان عليها وشرب دون التوصل إلى أي حل واصفا هذا العمل بأنه المقاومة السياسية، فأي مقاومة سياسية تلك فمسار المفاوضات اخذ أبعاد غير مألوفة سابقا حتى الآن هناك ثلاثة حلول في أروقة الدبلوماسية العالمية أولها حل إسرائيلي يتمثل بضم غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن، مستغلة بذلك مطالبتها للمجتمع الدولي بوقف تهريب السلاح إلى غزة عن طريق وضع غزة تحت الإدارة المصرية أما الحل الثاني فهو الحل الأكثر تداولاً وقبولاً وهو الحل القائل بإقامة دولة فلسطينية مجاورة لدولة إسرائيل على أساس تقسيم فلسطين التاريخية بين الشعبين وما يعنيه من الاستمرار في مفاوضات السلام التي مضى عليها حوالي عقدين ولم تُثمر شيئاً ولو حتى بصيص أمل. هذا الحل لم ينجح ولن ينجح، لعدة أسباب أهمها أنه في نظر إسرائيل ليس هدفاً وإنما تكتيكاً لكسب المزيد من الوقت لتغيير الواقع على الأرض لصالح إسرائيل وما يعنيه ذلك من استنزاف مبرمج ويومي لفلسطين وللشعب الفلسطيني الذي ما زال يدفع ثمن هذا التكتيك دماً وأرضاً وحلماً وحياة.
من هذا المنطلق فإننا نرى أن المضي في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ليس إلا تحايلاً على هذا الشعب، ولا يعني للقائمين عليه من الناحية الفلسطينية سوى نوع من أنواع البرنس. هنا يبرز الحل الثالث القائل بحلّ دولة واحدة لشعبين دولة ديمقراطية علمانية معاصرة تقام على أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر تستوعب سكان إسرائيل من يهود وفلسطينيين مسلمين ومسيحيين وسكان الضفة الغربية وسكان غزة واللاجئين الفلسطينيين الراغبين بالعودة لقد أكد "بيجين" على هذا المعتقد اليهودي الصهيوني عند اتخاذه قرار الانسحاب من سيناء بعد توقيع ما يُسمى بمعاهدة السلام 1979م بين مصر و"إسرائيل"، حيث قال: (نحن مضطرون للانسحاب من سيناء الآن لأننا ليس لدينا الأعداد اللازمة من اليهود لاستيطان هذه الأراضي الشاسعة وعندما تتوفر الأعداد المطلوبة من اليهود القادرة على استيطانها فإننا سنفعل ذلك فورًا). هذا الموقف الصهيوني يتسم بالاتساق والتماسك الأيديولوجي والاستراتيجي والتكتيكي. هل ترك المفاوض الصهيوني شيئًا للتباحث معه حول التسوية؟ لم يبقِ لنا شيئًا على الإطلاق وهذه هي الحيثيات وكما يقول المثل (خربناها وكعدنا على تلتها).
رحلت بغربة دياري
ابحث عن وطن ينسيني همي
أدور بالحياة عن إنسان يفهمني
وبجرحي يواسيني
لقيت إني على طبعي ...
وعلى صدقي كثير أنهان ....
تعبت ومالقيت إللي على همي يقاسمني
خذ يدي .. هل تجد نبضاً ؟
خذ بصري هل تجد نوراً ؟
خذ عمري هل تجد أملا ؟
أنظر إلى سمائي هل تجد شمساً ؟
أنظر في بحري هل تجد مرافئ آمنة ؟؟
أنظر في أرضي هل تجد سوى القبور و الأشلاء ؟؟
لو سنين عمري تظيع
والزهور تنسى الربيع ما أنساها لفلسطين
لو يصير الشوق دمي
أو سواد الليل همي ما أدور احد غيرها
فهذه التصريحات التي تدلوا بها تضج بها كياني لأنها تعني بأن الدرب على آخره و
أن القمر إلى محاق و أن الشمس إلى كسوف و أن النور إلى زوال و أن الغد إلى
انقضاء و أن العمر إلى فناء و أن القبر أصبح أقرب من ذي قبل
يا طبيبي .. اتركني و شأني ..
بقلم الزيداني
2009-07-24
"حقوق النشر محفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"