مقدمة لا بد منها ... وان جاءت متأخرة ، الا ان هناك مثل روسي شهير يقول ( ان تأتي متأخرا ... خير من ان لا تأتي ... ) حيث وجد الكاتب نفسه مضطرا لان يروي قصة الفلسطينيين وبهذا الشكل ... وذلك بعدما هاله من سماع سؤال لا على البال ولا على الخاطر من احد الاخوة العرب .... !!! والسؤال كان هل فعلا فلسطين محتلة ؟؟؟ !! وعندما ظن الكاتب ان السؤال ( مزحة ) كان هناك اصرار من الاخ العربي على معرفة الحقيقة .... والسائل يا اخوان لم يكن من جيل الشباب الجديد ... وعندما فوجئت بالسؤال وجدت ان الاخ ليس لوحده بل ان العدد لافت للنظر في الوسط العربي الذين يجهلون حتى بعموميات القضية الفلسطينية ... وحتى اكون امينا كان هناك تفاوتا بين الاخوان في مدى الاطلاع على قضاياهم القومية ... ومنهم من رأى بعد الحديث ان الفلسطيني محظوظ لان فرص حصوله على الاقامة في الغرب كبيرة ....!!! يعني حسدونا على المأساة يا اخوان وكون الحال كذلك كان لا بد من البداية ومن الطريقة التي تروى فيها القصة .... لاننا معنيين بان يكون الاخوان ملمين بالحد الادنى .. لمساعدتنا في عكس القضية ... المعذرة مرة اخرى عن ( كثرة اللبي واللت مني )..... وكما كان يا سادة يا كرام ... وبعد ان تأكد لشهرزاد بان السلطان من اصحاب اللاءات الثلاث ( لا يقرا , لا يفقه ,لا يفكر ) فكان عليها ان تسرد الحكاية من بداياتها ... او ان تتقدم باقتراح يريحها ويريح السلطان من عناء العودة الى البداية ... فالسلطان يا اخوة يا اكارم في غيبوبة فكرية ووطنية وقومية ... ولانه السلطان وله جبروته وامنه وحراسه واجهزة مخابراته .... فكان عليها ان ترهق نفسها في التفكير في مدخل يكون مقبولا للسلطان وبدون تداعيات امنبة ... لانها تعرف حق المعرفة بان اجهزة السلطان يكتبون التقارير حتى بزوجاتهم واولادهم لينالوا الرضا ... ولانها تعلم ايضا ان موضوع العلاقة مع السلطان هي ( جمعة مشمشية ) فلا امان له ... فقد عزمت على ايصال فكرتها بايجاز وبعدها اذا ماتت بسيف السلطان نفسه ..( كما هو متوقع ) او انقلب احد الاخوة عليه ... تكون قد اراحت ضميرها وروت للسلطان ما تيسر لها عن مأساة الشعب المنكوب .... في ذات الوقت ايها الاحبة ... كان السلطان يفكر بينه وبين ذاته ... ( ليش انا سمحت بهالقصة ... طيب ما انا ما عدت فاهم وين الله حطني فيها ... ) ولكن ولانه السلطان بدأت تتلاطمه الافكار ... فكيف له ان يخبرها بعدم المامه وضياعه من تفاصيل الموضوع وفي ذات الوقت كان يتمنى ان تؤمن هي مخرج مشرف دون ان تجرح مشاعرة ... دخلت شهرزاد المجلس ... وبعد ان القت التحية ... تقدمت بطلب من جلالته وعرفت انه سيوافق ... وكانت تعرف ان طريقتها محببة في مخاطبة السلطان .... ولان جلالتكم يحملون من الهموم ما يهد الجبال ... فانني اطلب موافقكتم بعد الرجاء على ان يدون كاتبكم المحترم ما تحدثنا فيه سالفا وباختصار ... ليكون في ارشيفكم تعودون اليه عند الحاجة ... ولان العادة قد جرت على ان يسجل ويؤرشف كل ما يقوم به العظماء من نشاطات ... حتى وان كنتم تستمعون لقصة شعب منكوب ... فالفضل ان ندون باختصار ما قلناه وبشكل موجز وذلك ( لبريستيج ) السلطان المبجل ... بدون تردد وافق السلطات ... واومأ للكاتب ان يدون ما كان في العام 1948 ... تشرد الشعب الفلسطيني من ارضه ... وتشتت في ربوع الارض ... وتعداد من تشردوا منه يشكل ضعفي من بقوا في وطنهم ... استقبلت المنافي في الاردن ولبنان وسوريا والعراق اللاجئين الفلسطينيين ... ولجأ قسم من الفلسطينيين داخل اراضي عام 1948 نفسها ... كما لجأ اخرين الى الضفة الغربية وقطاع غزة وهناك من لجاء الى دول اخرى ولكن باعداد اقل ... بقي الفلسطينيين في داخل الجزء المحتل من فلسطين تحت سلطة الحكم العسكري الاسرائيلي ... وكان عليهم ان يثبوا حضورهم في مراكز الشرطة والبوليس يوميا وبقي الحال كذلك الى ما بعد العام 1957 ... وتم رفض السماح لهم بلقاء اي من اقاربهم في مناطق اللجوء وبقرار عربي ... كونهم الزموا بحمل ( الجنسية ) وتعامل معهم العديدين على انهم اتباع لاسرائيل ... بقيت الضفة تحت الحكم الاردني بما في ذلك القدس الشرقية ... وفرض على اهلها الجنسية الاردنية وبطبيعة الحال اللاجئين في الاردن .... وبقي الحال كذلك حتى بعد احتلال الضفة والقطاع ولغاية العام 1988 كانم مفرضا عليهم خدمة العلم في الجيش الاردني رغم ان هناك لواء لجيش التحرير الفلسطيني في الاردن. وتم تسجيل قسم منهم في قوائم الامم المتحدة كلاجئين وهذا انطبق على كافة اللاجئين في الضفة الغربية وعلى جزء ممن لجأوا الى الاردن حيث لم يسجلوا جميعا في كشوفات الامم المتحدة كلاجئين.. واصبحت غزة ضمن الادارة المصرية وفرضت عليها الوثيقة الفلسطينية المصرية وهي التي لا تخول حاملها دخول مصر سواء لمن لجأ اليها او لمن كان مقيما وقاطنا في القطاع اصلا ... وسجل اللاجئيين في القطاع ضمن لوائح الامم المتحدة كلاجئين ... كما منح الفلسطيني في لبنان وثيقة السفر للفللسطينيين اللبنانين... و ايضا لم تكن تخوله الدخول للدول العربية بدون اذن مسبق ... ولم يفرض عليهم خدمة في الجيش اللبناني وجميعهم سجلوا في كشوفات الامم المتحدة... وفي سوريا منح الفلسطيني هناك الوثيقة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا ... وفرض عليهم التجنيد في جيش التحرير الوطني الفلسطيني ... جميعهم تم تسجيلهم في كشوفات الامم المتحدة الا من لجأ منهم في العام 1956 حيث لم يسجلوا في كشوفات الانروا وكون العراق كان قد رفض تلقي المساعدات من الامم المتحدة ..( وذلك لكرم العراق الذي غطانا والحمد لله ...!! فكما ترون الان يا مولاي كيف يعلق الفلسطيني في العراق على الاعواد. فقط لانه فلسطيني .. ) فاعتبر في وقتها ان من المعيب ان يأخذ المساعدات من الامم المتحدة .. وان مسؤولية الفلسطينيين عنده تقع على عاتقه لحين عودتهم .....فان الفلسطينيين هناك لم يسجلوا في كشوفات الاونروا على انهم لاجئين ... وكان هذا من سوء حظهم لاحقا عندما غدر بهم الزمان وسقطت بغداد فلم يجدوا من يلجأون اليه ... وكان فلسطينيو العراق قد منحوا وثيقة سفر عراقية خاصة بالفلسطينيين .... وهم التجمع الفلسطيني الاقل في مناطق اللجوء العربي ... وعلى الرغم من ان تعدادهم لا يتجاوز ال 25000 ... فان المأساة التي عاشوها ويعيشونها لا يمكن لاحد تصورها ... وهناك من هاجر من الشعب الفلسطيني الى دول اخرى ومناطق خارج الشرق الاوسط ... ولكن لم يكزنزا بتلك الاعداد التي وصلت اليها اعداد اللاجئين في لبنان والاردن وسوريا والعراق وداخل فلسطين نفسها .... ويا مولاي المعظم ... بعد ان بقيت الامور على هذا الحال ... والفلسطيني يشطب رزنامة الهجرة بقلمه يوما بعد يوم ... ليصل الى يوم العودة ... وكان كلما مضى يوم قال في داخله الحمد لله ان المسافة والفترة الزمنية للعودة اصبحت اقل بيوم ... وبقي الحال الى العام 1967 .... والفلسطيني ينتظر ... 20 عاما يا مولاي وهو ينتظر وظن انها قريبة ... الى ان يأست ... ولكن يا سيدي لماذا نقول يأست ولا نقول يأس ... سيما واننا نتحدث عن الفلسطيني ... لان من يأس ومل وقرف الانتظار هي ( اسرائيل ) وليس ابناء واهل فلسطين ... فهم جاهزين للانتظار اكثر وقد انتظروا وما زالوا ... ولكن اسرائيل يا مولاي ققرت ان توحد من بقوا في فلسطين من الشعب الفلسطيني المشتت هناك وذلك عام 1967 .... شو رأيك يا مولاي يمكن تكون ( شفقت ) عليهم ورأفت بحالهم ... ؟؟؟!!!! .... قررت وفعلت واحتلت الضفة وغزة وزادت عليها الجولان وسيناء ... ( يالله كرمال الفلسطينيين اسرائيل رايحة توحد الامة ... ) والله حلو جدا .... يعني احنا ما خلصنا ( لا ارتحنا من القروط ولا اقدرنا نطلق امو ) .... وبدلا يا سيدي من ان توحد اسرائيل بين من تبقى من الشعب على ارضه ... كان هناك نزوح اخر .... وهذه المرة سمونا بالنازحين ... وهذا كله من اجل الدقة في التصنيف ... الا ان حظ بعض المساكين يا سيدي من الفلسطينيين ... انهم كانوا اولا لاجئين عندما لجأوا الى الضفة والقطاع ... ومن جديد عادوا ونزحوا ... ويمكن من باب التوصف ان تطلق عليهم ( لاجناح ) كما هو الحال في وصف ( المتشائل ) فهو بين التفاؤل والتشاؤم ... وال ( لاجناح ) هم اكثر من الطير المكسور الجناح ... فهم انفسهم لم يعودوا يعرفون انهم لاجئين ام نازحين .... على كل يا مولاي هذا ما كان حتى العام 1967 ... مع تذكيركم يا مولاي بأن النزوح حصل فقط في اتجاه الاردن وذلك بحكم سيطرة الاردن حينها على الضفة ... منذ ذلك الوقت وحتى ما قبل ذلك والفلسطيني ملاحق ومتابع ... وهو الوحيد الواقف في الطابور من دون غيره ... ينتظر ويتوقع السجن والابعاد والقتل ووأد اولاده اما ناظريه ... فكما ان مصيره مجهول فان توقعاته لمفاجأت العرب له مجهولة ايضا وحتن نلتقي ... استودعكم
ماجد قرمش
صحفي فلسطيني - السويد