عند المساء جلست شهرزاد الى قرب شهريار ... وبدأت بسرد القصة ... وقالت في احد العصور ,وتحديدا في زمن الحضارة البشرية وعصر الثورة التكنولوجية والانترنت .... وفي عصر اصبح فيه العالم كقرية واحدة بعد التقدم الهائل في ثورة الاتصالات والمعلوماتية ... كان هناك شعب يا سيدي ... ساحدثك عنه من بعد اذنك .... وبعد السماح لها بالحديث قالت : من عاثر الحظ ان تولد لاب وام فلسطينيين .... حيث اللعنة تبقى تلاحقك كما لاحقت ( جبر ) ولجبرهذا قصة طويلة .... تبدأ حين يزور احدى الدول الاوروبية ... ويمر بجانب احدى المدافن فيها ويقرأ ما هو مدون على شواهد القبور .... فيجد ان الفترات الزمنية المدونة قصيرة في كثير من الاحيان بحيث لا تتجاوز عدد السنوات فيها عدد اصابع اليد .... وعندها يتبادر له سؤال المشرف على المقبرة .... هل يموت الناس هنا في في سن مبكرة ... ؟؟!! ولكن هناك العديد من المسنين في هذه البلاد فكيف ذلك ... ؟؟!! يبادر المشرف ويجيب جبر ... بان المدون هنا على الشواهد هي تلك السنوات التي عاشها المتوفي بسعادة كاملة .... عندها يكفهر وجه جبر ... ويطلب من المشرف على المدفن ... بأن يدون على قبره فيما لو تيسر له ومات في هذه البلاد .... ( جبر ابن فلان , من.......... !!!!! امه للقبر .... !!! ) فمن غياهب السجون العربية ... والوقوف امام صفوف الطوابير على توزيع ( المؤن والمساعدات ) الدولية .... الى الوقوف على جانب في المطارات والحدود العربية .... والى الحرمان من ابسط الحقوق ... الى الى الى .....الخ , كل هذه الحياة التعيسة والعذابات التي يلاقيها الفلسطيني في دول العالم ... جعلته يبح عن مكان للجوء ... ليحصل في الحدود الدنيا على جواز سفر يؤهله من التنقل من مكان لاخر دون عقبات حاله حال الاخرين ممن يقطنون هذه المعمورة ... اذا فالحلم بسيط وهو حق مشروع لكل القاطنين على وجه الارض .... تتفن دول العالم الثالث في تلويع الفلسطيني ... فهي ان ( حنت ) عليه ورأفت بحاحه وسمت له بالاقامة فيها ... فهي في نفس الوقت تحمله ( جميلة ) ليس فقط له وحده بل ( الو ولابوه وابوابو ابوه ... ) , فمصر التي يقطنها ما يقارب التسعين مليون ( حايصة ولايصة بأكمن واحد ) يقطنون القطاع .... وهي عندما تمنح الوثيقة الفلسطينية المصرية لواحد ...فانها تكتب في ملاحظاتها ... انها وثيقة ذات شأن عظيم ... ولكنها لا تخول صاحبها الدخول الى مصر الا بأذن وتصريح مسبق ... وفي الوقت نفسه تطلب هذه الوثيقة من الدول الاخرى مراعاة حاملها ... في الوقت الذي لا تراعي فيه هي هذا الشأن وكما هو الحال في غزة ... فمن يغادر الضفة يحتاج لاذن الاسرائيلي للعودة ... حيث هم من يحكمون المعابر والحل والربط ... ورغم ان جدار العزل العنصري قد خنقهم ونفاهم عن ابنائهم واخوتهم من ساكني نفس القرى التي يمر بها الجدار وسلب ارضهم اعطاها للمستوطنين وحرمهم زيتونهم وماءهم ... فانهم لا يجدوا من يجيرهم من هذا كله ... وهم ليسوا اكثر من قاطنين مؤقتين على ارضهم ... مهددين في كل لحظة بالترحيل منها وتركها. وفي العراق ... وهل ابلغ من ما يجري لفلسطيني العراق ...؟؟!! هل شاهد العالم ثقافة ( الدريل والمسامير ) وهل شاهد العالم التجسيد الحقيقي لصلب السيد المسيح من جديد ... وفي الوقت عينه ضاقت ارض العرب التي تبلغ مساحتها حوالي 13 مليون كم2 ببضعة الاف من القاطنين بين السماء والطارق في صحارى العراق ... ثم اليك حال من لجأوا الى لبنان .... وكيف منعوا الهواء والشمس ... ولا يتوقف الامر عند ذلك ... بل ان من يكسر زجاج الشباك في ( السقيفة ) التي يقطنها داخل المخيم يمنع عليه استبدالها بواحدة سليمة ... !!! ثم كان العالم شاهدا على ما جرى للفلسطيني في الخليج في التسعينات من القرن الماضي .... رغم انهم من بنوا الخليج وساهموا في تغيير وجه الصحراء فيه كل ذلك دفع الفلسطيني للبحث عن مكان يموت فيه بهدوء ودون ضوضاء ... فارض العرب اصغر من ان تتسع لهم ... حتى في ذلك وجد من ينافسه على اللجوء ... ويركض قبله الى ذلك ... ووجد انه محسود على هذا الحالة ... وتمنى الجميع لو ان مأساته كمأساة الفلسطيني لتساعده في اللجوء .... حتى في هذا الجانب هو محسود ... وظن الكثيرين تعاسة الفلسطيني على انها نعمة .... وعلى الرغم من ان اللجوء عرف في مدونات العالم والامم المتحدة .... على انه فلسطيني المنشأ والمصدر ... الا ان كل هذا المأسي التي عانها وما زال الفلسطيني يعيشها ..... لم تشفع له في البلدان المتحضرة ...!!! فتجد ان دوائر الهجرة في اوروبا ورغم المامها التام بتفاصيل الوضع الفلسطيني ... الا انها تزيد من قهر الفلسطيني وتمرمره ( وتلعن سنسفيل جدو الاولاني ) قبل البت في موضوعه .... وحان الصباح فاصبح للحديث بقية .....
ماجد قرمش – صحفي فلسطيني – السويد