نعم ايها الاخوة والاخوات القراء لقد استشرت حالات المفاسد بمفاصل
كثيرة بمجتمعنا ومنها مجمع البلديات الذي كان بالامس قبل السقوط عصيا متعففا باهله
وناسه لا ينول منه غريب او قريب لخدشه امام شموخه .. الا ان ما تعرض له من تهجير
لاسباب معروفه جعله عرضة وبيئة للمندسين والمفسدين حاضنة امنة لهم ولشرورهم وسكنوه
فصاحوا عاليا اننا بريئون مما نراه .. فما يخدعون الا انفسهم وما يخدعون الخيريين
الفطنين.
نعم ايها القراء انها فضيحة من العيار الثقيل اكثر من 40 امرأة من مجمعنا للأسف
وبضع غريبات متورطات بمفاسد الربا وصلت الى ارقام كبيرة فمنهن من باعت شقتها ومنهم
من باع ما كنز من ذهب ومنهم سيارات ومنهم غير ذلك ومنهم من وقع على كومبيالات
ليوغل نفسه بمفاسد الربا .. انه الضياع.
والربا من أكبر الكبائر وعظم الجرائم وأشد العظائم الربا يهلك الأموال ويمحق
البركات ويجلب الحسرات ويورث النكسات.
الربا دمار للأفراد والشعوب وإشعال لفتيل الحروب الربا هلاك للأمم
والمجتمعات ، صغار وذلة للمتعاملين به .. ولا أدل على ذلك إلا هذه النكبات
والكوارث التي حطت رحالها بالأمم التي تتعامل بالربا من حروب مدمرة وقتل وسرقات
وجرائم واغتيالات ونهب للممتلكات وكوارث وحوادث ليس لها من دون الله كاشفة ولا
منجي منها إلا بتوبة صادقة ورجوع إلى الله الواحد القهار.
قال تعالى :
﴿ الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا
يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُم
قَالُوا إِنَّمَا البَيعُ مِثلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ البَيعَ وَحَرَّمَ
الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوعِظَةٌ مِن رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ
وَأَمرُهُ إِلى اللهِ وَمَن عَادَ فَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا
خَالِدُونَ * يمحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُربي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ
كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلاَ
خَوفٌ عَلَيهِم وَلاَ هُم يَحزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ * فَإِن لم
تَفعَلُوا فَأذَنُوا بِحَربٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُؤُوسُ
أَموَالِكُم لاَ تَظلِمُونَ وَلاَ تُظلَمُونَ ﴾ [البقرة: 275 – 279].
وقال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأكُلُوا الرِّبَا
أَضعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 130].
وروى مسلم من حديث جابر رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( لعَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ءاكِلَ الرِّبا ومُوكِلَهُ
وكاتِبَهُ وشَاهِدَيهِ وقالَ هُم سَواءٌ ).
نعم اخوتي واخواتي في الله .. فقد طمعت كثير من النساء بالمال
الفائض فلكل مليون عليه 250 الف دينار فبدئت بامرأة لسداد ديونها فاخدت من هنا
وعجزت بالايفاء فاجبرت للديون بالفائض لتسديد ما عليها وهكذا توالت عليها الديون
وهي تاخد الاموال وتقدم لهم الفائض واصبح لها وكيلات يتقاضين نسب منها لكل مليون
ربع حتى تراكمت الاموال والنساء وظهر العجز فما عليها الا الهروب مما وضعت نفسها
فيه ووقوع وكيلاتها ومشغلي الاموال ضحية لذلك.
إن من أعظم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة السيئة هو أن
كثيراً من هؤلاء الرجال قد سقطت هيبة الله في قلبه فأسقط الله هيبته عند أهله
وتجرأ على الله بالمعاصي والذنوب وإدخال المنكرات والفواحش إلى البيت واستخف بها
فسلط الله عليه من يستخف به وأبى أن يكون عبداً خاضعاً لله فجعله الله تابعا لفلان
أو لفلانة تسخره كما تشاء.
وقد تكاثر هؤلاء المفسدون في عصرنا الحاضر، وتعدَّدت راياتهم
وتفننوا في ابتكار صنوف الفساد والإفساد في كل الميادين وكان وجودهم من الأسباب
الرئيسية لتخلُّف وتشويه سمعة المجمع وتردِّي مكانتِه من أجل ذلك كان من الواجب
علينا أن نتدارس صفاتهم بيانًا للحقيقة وإيقاظًا لشعبنا لنبذهم ومحاصرتهم بعد ان
عاثوا بالمجمع فسادا دون رادع ولا وازع وتحذيرًا من تغوُّل المفسدين وطغيانهم في
المجمع والبصير الفطِن يُدرِك حقيقة هذا التلبيس ولا تنطلي عليه تلك الزخارف
والألاعيب المكشوفة.
بقلم : نضال الأحمد
1/4/1441
28/3/2019
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة
النشر بشرط ذكر المصدر"