قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج13- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 6932
قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج13- رشيد جبر الأسعد
قرية إجزم ومقاومة المشروع الصهيوني ج13- رشيد جبر الأسعد

لمحات عن التعليم في فلسطين وفي قرية إجزم والمنارة

 

التعليم في فلسطين العهد العثماني.

فتح المدارس في مدن وقرى فلسطين.

سياسة التعليم البريطانية.

بين التعليم العربي والصهيوني في ظل الاحتلال.

دائرة المعارف في فلسطين.

ضآلة وقلة ميزانية التعليم.

مراحل الدراسة التعليمية.

التعليم في قرية اجزم والمنارة.

 

 التعليم في فلسطين في العهد العثماني :

 بالرغم من كل الظروف العصيبة والعسيرة التي كانت تعصف بالخلافة العثمانية ومجابهة الدولة العثمانية لمؤامرات[1] وحروب دول الاستعمار الغربي مجتمعة متآمرة معتدية اكلة القصعة ، طيلة قيام الخلافة الإسلامية العثمانية ومع هذا [2] كان للبلاد العربية الواقعة تحت حكمها ، كان لهذه الاقطار العربية كيانها المميز وتمثيلها ونصيبها من الثقافة والتعليم وفتح المدارس في مدن واقضية وقرى فلسطين وما يتطلب من جهود حثيثة وصرف الاموال رغم ما يطلقه الاستعمار على هذه الدولة مصطلح  ( الرجل المريض )[3].

اهتمام العثمانيين بفتح مدارس البنين والبنات في كل فلسطين تقريباً جعل المؤرخ الفلسطيني المشهور مصطفى مراد الدباغ ( رحمه الله ) ، جعله يدون او يقول بهذه الحقيقة الانجاز والمكسب ، بأن العثمانيين قد فتحوا مدرسه في كل قرية ، وهذا ان دل على شيء فأنما هو مؤشر ايجابي وحالة صحية حضارية حين فتح العثمانيون مدارس البنين ومدارس البنات في متصرفية القدس وقرى فلسطين الاخرى..

إذ قال المؤرخ الدباغ:

( ان تعليم البنات لم يكن مهملاً لتلك الدرجة التي صورها البعض . ففي متصرفية القدس وحدها (56) ستة وخمسون مدرسة للبنات في سنة 1910م وكانت هذه المدارس موزعة بين مدارس عمومية ومدارس خصوصية) .[4]

لقد بلغ العثمانيون درجة من الرقي واحترام العلم ونشر المعارف  الى انهم لم يفرقوا بين الذكر والأنثى ، ولا بين الرجل والمرأة الا بالعمل الصالح والعلم والعبادات ودليل ذلك فتحهم عشرات المدارس  للبنات في فلسطين وغيرها

يضيف المؤرخ الدباغ :

( وكانت هذه المدارس – إي مدارس البنات – موزعة بين مدارس عمومية ومدارس خصوصية ، كما ان قانون التعليم التركي نص على ( الزامية  ومجانية) التعليم لجميع رعايا الدولة دون تمييز بين ذكر وأنثى او بين طائفة او قومية واخرى ، وليس هناك من دلائل تشير الى ان الدولة العثمانية مارست سياسة من شأنها التفريق بين المرأة العربية في فلسطين وبين المرأة التركية في أسيا الصغرى فالدولة العثمانية لم تفتح مدارس للفتيات من أصل تركي على حساب الفتيات العربيات في فلسطين ألاانهن جميعاً كن متساويات إمام قانون التعليم التركي . والملاحظة الثانية ان هناك ادلة توضح لنا ان الدولة العثمانية استطاعت توفير اكبر عدد من المدارس للسكان العرب حسب إمكانياتها المتاحة فوزارة التعليم العثمانية.

كانت تشرف على ( 356) مدرسة في متصرفية القدس وحدها [5] وكانت الغالبية العظمى في قرى نابلس مزودة بالمدارس ، وعلق على ذلك مصطفى مراد الدباغ بقوله :-

( قلما نجد في العهد العثماني قرية بدون مدرسة ).[6]

ولم يشعر السكان العرب بأنهم يخضعون لقوى استعمارية اجنبية كما يصور البعض .[7]

وفي وسعنا ان نردد هنا اقوال عدد من الزعماء الفلسطينيين التي تعبر عن موقف العرب ازاء الحكم العثماني قبل وصول رجال الاتحاد والترقي الماسوني الصهيوني للحكم في تركيا عام 1908م .

هذه مقتطفات من شهادة زعيم فلسطين ورئيس حركته النضالية الحاج محمد امين الحسيني التي أدلى بها امام لجنة التحقيق الملكية في سنة 1937م  التي يقول فيها :-

( لقد كان العرب يؤلفون جزءاً مهماً من كيان الدولة العثمانية ومن الخطأ ان يقال ان العرب كانوا تحت عبودية الاتراك .. فقد تمتع العرب في كيان الدولة العثمانية بجميع انواع الحقوق التي كان يتمتع بها الاتراك سياسية كانت او غير سياسية وذالك بحكم الدستور الذي وضع اساس حكم واحد لجميع البلاد والعناصر التي يتألف منها كيان الدولة ، وكان العرب يشاركون الاتراك في جميع المناصب ، جميع مناصب الدولة المدنية والعسكرية وكان منهم وزراء وقادة فيالق وفرق وسفراء وولاة ومتصرفون .[8]

كما ان مجلس النواب والأعيان يضمان عدد كبير من الاعضاء العرب  بنسبة عددهم وفقاً للدستور وقانون الانتخاب  العثماني وفوق ذلك كانت البلاد العربية  تدار بحكم يستند على مجالس ادارية ومجالس عمومية منتخبة في الاقضية والالويه والولايات وكان لهذه المجالس صلاحيات واسعة في الادارة المالية والعمران والتعليم)[9].

وكان الموظفون العرب يستخدمون كموظفين عثمانيين في الولايات التركيه ، لا فرق بينهم وبين الاتراك كما كانت الصبغة العربية هي الصبغة العربية الشاملة في هذا العدد.

قال عبد اللطيف صلاح المؤرخ الفلسطيني امام اللجنة الملكية :

( كان العرب في الحكومة العثمانية شركاء متساويين مع الترك في جميع الحقوق والوظائف . فالاسلام اوجد الوحدة السياسية عوضاً عن الوحدة القومية .. وكان العرب يشتركون في مجلس النواب ، فأنتخاب نوابهم بنسبة نفوسهم وكان منهم الشيوخ في مجلس الاعيان والوزراء والمشيرون [10] والولاة والمتصرفون ورؤساء الدوائر).[11]

فالمدارس العثمانية العربية على انواعها ، وعلى كثرتها ، وتخصصها ، والزاميتها ومجانيتها، وكانت موجودة في فلسطين وبلاد الشام وفي كثير من الاقطار العربية والاسلامية ، في زمن الدولة العثمانية ، المدارس موجودة في مدن وقرى فلسطين.

 

فتح المدارس في قرى فلسطين :-

اشار التقرير السنوي الذي اصدرته وزارة التعليم العثمانية سنة 1901م الى وجود المدارس التالية في القرى التابعة لقضاء حيفا ، ومنها قرى اجزم جبع عين غزال وغيرها من قرى قضاء حيفا ،فتحت المدارس رغم كل الظروف العسيرة ... التي كان يمر بها العثمانيون ... وهذه هي المدارس :

مدرسة قرية كفرلام               أسست في عام           1882م

مدرسة قرية شفاعمرو           أسست في عام           1882م

مدرسة قرية عرعره              أسست في عام           1882م

مدرسة قرية قيسارية             أسست في عام           1883م

مدرسة قرية عين غزال          أسست في عام           1884م

مدرسة قرية جبع                  أسست في عام           1884م

مدرسة قرية الشيخ               أسست في عام           1885م

مدرسة الريحانية                  أسست في عام           1886م

مدرسة عرب الغبيات              أسست في عام            1887م

مدرسة قرية اجزم                 أسست في عام           1887م

مدرسة قرية عين حوض         أسست في عام           1887م

مدرسة قرية الفرديس            أسست في عام           1888م

مدرسة قرية الطنطورة           أسست في عام           1888م

مدرسة دالية الكرمل              أسست في عام           1888م

مدرسة قرية الكفرين              أسست في عام           1888م

مدرسة قرية عسفيا               أسست في عام           1888م

مدرسة قرية ام الزينات           أسست في عام           1888م

- مدرسة قرية الغابة                أسست في عام           1888م  [12] [13]

 

ولو بقيت الدولة العثمانية التي يرأسها السلطان عبد الحميد الثاني لفتحت الاف المدارس في فلسطين وحدها وليس مئات المدارس فقط.

اشعلت الحركة الصهيونية الحرب العالمية الاولى وادخلت تركيه في اتونها فخسرت الحرب تركيا وانسلخت البلاد والولايات العربية عنها وبدأ الغرب متمثلاً ببريطانية وفرنسا بأستعمار الوطن العربي وجر الويلات والنكبات عليه ..!!؟

فكيف كان نصيب التعليم في فلسطين في ظل الاحتلال البريطاني ..!؟.

 

سياسة التعليم البريطاني في فلسطين :-

كانت سياسة ومناهج التعليم في فلسطين في ظل الاحتلال البريطاني كانت خالية تماماً من الروح ونوازع التحرر والحرية والابداع وبث الوعي والنهوض ، ومناهج ومواد دراسية لا تخدم الاسلام ولا العروبة ولا الوطن الفلسطيني ولا قضية تحرير فلسطين والامة من عجلة  الاستعمار الغربي وعبوديته ، مناهج جامدة لا تلبي الحد الادنى من طموحات ابناء البلد مع غمره الاحداث العاصفة ، احداث التغيير في تطورات الحرب العالمية الاولى والثانية ، ومناهج دراسية فلسطينية لتلاميذ فلسطين لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تمت بصلة الى تاريخ فلسطين وتراث وماضي الشعب العربي الفلسطيني وكم من مربي ومؤرخ وباحث انتقد مساويء الانكليز ومكرهم في عملية اقرار مناهج وخطة التعليم .

فقد انتقد الدكتور عبد القادر يوسف الذي كان تلميذاً في احدى مدارس الانتداب في فلسطين انتقد المناهج بقوله :-

( كان مصدر السلطة في بناء المناهج التعليمية في فلسطين يتبع من ادارة المعارف .. ولكن المربين والاداريين الذين وضعوا المناهج والسياسة التعليمية بنوا سلطتهم واستمدوها من خبرتهم واجتهادهم بالنسبة لحاجات ومصالح امة أخرى ، وثقافة اخرى هي الامة البريطانية ، والثقافة البريطانية ولم يستطيع هؤلاء الموظفون تكييف انفسهم او تكييف العملية التعليمية بما يلائم اوضاع العرب في فلسطين )[14].

واستمر المؤرخ والكاتب الفلسطيني في نقده وفي تحليله لمناهج التعليم الحكومية ابان الانتداب البريطاني قائلاً :-

( اما التوجيهات الثقافيه في المنهج فكانت ضئيله لا فائدة منها ولم يبدأ المنهج اهتماماً بالخصائص العامة للثقافة العربية وكان المنهج موجه نحو الاستقرار فجئ من النوع الذي لا يصلح الا للمجتمع الجامد المحافظ ولم يكن المجتمع العربي في ذلك الوقت من هذا النوع المذكور لانه يجتاز فترة انتقال جديدة من الاحداث والتغييرات التي خلفتها الحربان العالميتان الاولى و الثانية) .[15]

وفي شهادة للدكتور خليل طوطح امام اللجنه الملكية نقد مماثل لمناهج التعليم الذي عبر عن ارائه

قائلاً :-

( لا تشجع الحكومة الكتب المدرسية الموضوعة محلياً وتستعير لمؤلفين من سوريا اتضح لنا ان ادارة التعليم استعادت الكتب المدرسية من لبنان وسوريا ومصر وانكلترا )[16]. [17]

كذلك حرمت ادارة التعليم العناصر العربية الفلسطينية الوطنية الكفوءة المخلصة ، الكثيرة العطاء والخبرة .. حرمتهم من المشاركة في وضع المناهج التي لا تلائم الاوضاع المحلية والتي تحقق اهدافها ومصالح العرب .

وعلى سبيل المثال – وليس الحصر- عن الاجحاف البريطاني في حق اختيار مناهج التعليم في فلسطين ، تساءل عبد اللطيف الطيباوي عن فائدة دروس الالعاب الرياضية اليونانية وقيمتها التعليمية بين طلاب القرية الذين يساعدون اسرهم في اعمال الزراعة والبناء وامور الفلاحة والارض .. والذين يقطعون في وصولهم للمدرسة مسافة طويلة وهي عشرين كيلو متر ذهاباً واياباً او اكثر ...!! كل يوم في مشقة الطريق وبعد المسافة حتى يتعلموا الالعاب اليونانية والجغرافية البريطانية وغيرها ...!؟

كانت مناهج التعليم وخاصة مادتي التاريخ والجغرافية في مدارس الحكومة الابتدائية محل انتقادات دائمة من العناصر العربية طيلة فترة الانتداب واشار الدكتور خليل طوطح في شهادته امام اللجنة الملكية الى انه لا يوجد مفتشون بمادة التاريخ والجغرافية .. ويرى الوطنيون العرب ان منهج مادة التاريخ والجغرافية قد تناولت موضوعات عالمية غريبة ولم تركز على الشخصية الفلسطينية وتاريخ فلسطين  وجغرافيتها ويرى المؤرخ الطيباوي الذي عمل مفتشاً بالتعليم في اللواء الجنوبي بأن مقررات التاريخ والجغرافية لا تربط بين الظروف  السياسية والاجتماعية والاقتصادية المضطربة العصيبة التي يمر بها الشعب العربي في فلسطين وان تلك المقررات والمناهج التي لا تتلائم وظروف المجتمع العربي.[18]

يذكر الاستاذ عبد الله عبد السلام القطشان :-

( ويلاحظ من خلال الاطلاع على مناهج التربية القومية ان هناك تجاهل لواقع وخصائص وتاريخ فلسطين العربي ولم تبرز الطابع العربي للبلاد وكان التلاميذ يدرسون تاريخ داوود وسليمان والعبرانيين بينما كان تلاميذ فلسطين لا يعرفون الا المعلومات القليلة عن القائد المقدام ابو عبيدة بن عامر الجراح والقائد البطل سيف الله المسلول والقائد خالد بن الوليد والقائد شرحبيل بن حسنه والصحابي عبد الرحمن بن عوف وامثالهم قادة ابطال ومسلمون ابرار وصحابة افذاذ بينما كان التلاميذ الصغار تفرض عليهم دراسة - حياة ادوارد الاول وحياة شرلمان ويوليوس قيصر والملكة فكتوريا وكرومويل والمنازعات بين الملك والبرلمان والمندوب السامي والسكرتير العام واعمال الشرطة في فلسطين .. بينما حرم التلاميذ من تلقي اي معلومات في مناهج التعليم عن اتفاقية مؤامرة  سايكس – بيكو سيئة الصيت، ومعاهدة سان ريمو ، ووعد بلفور المشؤوم ، وصك الاحتلال الفلسطيني ، والهجرة الصهيونية المتفاقمة لفلسطين وغيرها من المواضيع الهامه والجوهرية المصيرية في حياة ومسيرة شعب فلسطين وقضيته الوطنية .)

وغيرها من المواضيع المطلوبة التي تمس وجود ومصير اهل  البلاد .. هذه المواضيع التي كان يجب ان يتبصر بها تلاميذ فلسطين ، ولو في حدها الأدنى ..

وحرم كذلك التلاميذ في مناهج الجغرافية من الاطلاع على جغرافية فلسطين ، جغرافية بلدهم ووطنهم الذين يعيشون فيه ، بينما يشبع التلاميذ بغزارة المادة التي تتحدث عن جغرافية هولندا وبلجيكيا والسويد والنرويج واستراليا والجزر البريطانية وفرنسا واوغندة وروديسيا والهند والصين واليابان ... !؟[19] [20]

من مساويء الانكليز في برامج التعليم في فلسطين :-

لم تكن ادارة الانكليز جادة في نشر التعليم والثقافة في فلسطين ، كما هو الحال في بريطانيا او حتى في البلاد العربية المجاورة، والسبب واضح ، والهدف البريطاني واضح، وهو لجعل فلسطين وطناً للحركة الصهيونية وتهيئة الافكار والبرامج لخدمة هذا الهدف الاجرامي، فكانت بريطانيا في فلسطين تحسب لكل خطوة ألف حساب ، تخطو خطوه للإمام، وثلاث خطوات الى الخلف ، بعد ان تتبين وتتأكد من مصلحة المشروع الصهيوني ، انه تعسف وظلم ما بعده ظلم واذى ، من هذه الاساليب المرفوضة المقيتة الظالمة التي مارسها الانكليز بحق عملية التعليم هي كثيرة منها على سبيل المثال – وليس الحصر.

1. كانت المناهج التعليمية المقررة خالية من الروح وفي غير المستوى المطلوب ولا تتماشى مع روح العصر لا في النواحي الاجتماعية ولا في النواحي الوطنية او الدينية .

2. عمل الانكليز على إضعاف وإماتة  الصلة وقطعها وعدم توثيق وتوطيد العلائق مع البلاد العربية الشقيقة وفق سياسة مرسومه.

3. كانت بريطانية تفرض رقابة صارمة وقيود شديدة على المعلمين والتربويين والمثقفين الفلسطينيين ( والعرب ان وجدوا في فلسطين ) ، خشية بث وانتشار الافكار التحررية الوطنية والنهج الاسلامي الداعي الى رفض كل اشكال الاستعمار  والصهيونية وهذا ما دعا اليه وطبقه الشيخ الازهري عز الدين القسام قائد الجهاد والتحرر في فلسطين ومن يثبت عليه انه يقوم بتوعية الطلاب ( بنين او بنات) في امورالوطن والدين والعروبة ورفض الصهيونيه وكشف تحالفها مع الانكليز ضد امتنا، من يثبت عليه هذا النشاط يحارب ويطارد او تغلق المدرسة ، كما حدث مع المعلم الشيخ علي احمد الحانوتي ، التربوي القادم من ترشيحا و المقيم عند اهله واحبائه في المنارة وكان يوجه التلاميذ والطلاب وينفخ في روحهم ونفوسهم المقاومة وجهاد الظالم ... فتعرض للمضايقة وأغلقت مدرسة جبع المجاورة الى قريتا اجزم وعين غزال .

كل من يحاول ان يكشف ويفضح مؤامرات الانتداب البريطاني يتعرض للارهاب والتخويف بل ويسرح من العمل ... او يتم اعتقاله ...

4. لم تعمل سلطات الانكليز على الاستفادة من الخريجين والمتعلمين والمثقفين الفلسطينيين الذين درسوا في الخارج مثل الازهر او في القاهرة واسطنبول ودمشق وبيروت وغيرها، كانت تهملهم وتتجاهلهم ولم تستفد من شهاداتهم ومن خبرتهم لا في تعيين ولا في تنسيب ولا في محاضرات ، او تفرض قيوداً وشروطاً تعجيزية على تعيينهم وذلك لعدم الاستفادة منهم في خدمة البلاد وأهلها.

5. سمح الاحتلال المسمى الانتداب البريطاني سمح للحركة الصهيونية في فلسطين والمستوطنين اليهود الصهاينة، سمح لهم بإشرافهم على  مدارسهم ومناهجهم ودوائرهم التعليمية وكان لهم دوائرهم المستقلة وقرارهم ومناهجهم المستقلة دون ادنى تدخل من الانتداب.

في الجانب الاخر وضعت ادارة الانتداب البريطاني يدها ورقابتها على كل صغيرة وكبيرة في دوائر ومناهج التعليم في فلسطين وفرض الرقابه وفرض الكثير من القيود التي حالت دون نهوض علمي معرفي فلسطيني فاعل..

اجل عملت ادارة الانتداب على الاشراف على ادارة التعليم الفلسطينية مع فرض الرقابة والقيود والاشراف على كل شيء في هذا المضمار اما الصهاينة المهاجرين الجدد فهم مستقلون في ادارة مدارسهم ودوائرهم التعليمية انها احدى جرائم الانكليز التي يجب ان لا تنسى.

6. وضعت ادارة الانتداب في دوائر التعليم الفلسطيني مناهج ومواد تدريسية مقررة خالية من التعريف بأصالة الحضارة العربية الإسلامية، خالية من التأكيد على عراقة وقدم عروبة فلسطين، والفتح الإسلامي الحضاري لها ، وتاريخ فلسطين العربي العريق الذي يمتد الى اكثر من خمسة ألاف سنه قبل الميلاد خمسة ألاف سنه من التفاعل الحضاري العربي ..

7. كانت ميزانية التعليم ورصيد فتح المدارس الذي اعتمدته ادارة الانتداب كان ضئيلاً جداً ، لا يتناسب مع عدد سكان فلسطين ولا يتناسب مع عدد المشمولين بالتعليم الابتدائي ، كان الانكليز يصرفون الأموال على التعليم بالقطارة .. مال قليل جداً بالقطارة .. من جانب اخر كانت ادارة الانتداب البريطانية تصرف الأموال الطائلة والرصيد المفتوح بلا حدود على سلك الشرطة ومكافحة المقاومة ومطاردة المجاهدين والثوار .. أموال طائلة لوقف المقاومة واخماد الثورات والانتفاضات .. فتح السجون .. اليس هذه من جرائم ( المدنية) البريطانية والغربية .. حين يتقدم ستة او سبعة تلاميذ للمدارس لم يتم قبول الا تلميذأ واحدأ  من هؤلاء السبعة او الستة بسبب القيود والضغوط البريطانية في فلسطين .. وقلة الميزانية .. وقلة فتح المدارس...

8. التلاميذ والطلاب ابناء فلسطين كانوا تواقون للدراسة لنيل أعلى الخبرة والمعرفة وأعلى الشهادات العلمية ولكن ادارة الانكليز كانت في الغالب تجعلهم يدرسون حتى الصف الخامس الابتدائي والاكتفاء بهذا الحد .. دون تمكنهم من الدراسة حتى الصفوف الثانويه العليا ومعاهد المعلمين ..

9. كانت مدارس فلسطين الثانوية تخلو من الدراسة الواضحة والمعمقة للمواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وغيرها وإنما إذا درسوا من هذه المواد فكانت المواضيع سطحية لا تغني ولا تسمن من جوع حتى لا يتمكن اهل فلسطين من الاخذ بناصية العلم والمعرفة والثقافة ... عكس الصهاينة ...!؟

بين التعليم العربي والصهيوني في ظل الانتداب البريطاني :-

ان اي منصف وان اي باحث او قاريء لتاريخ القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني يجد مفارقات عجيبة او جدها الاحتلال البريطاني ، مفارقات وثغرات ونواقض في جميع المجالات، ففي التعليم ايضاً نجد كل إجراء جيد للصهاينة الجدد المستوطنين في فلسطين في ظل الانتداب واهمال متعمد من جانب اخر تجاه العرب اهل البلاد  وملخصها :

 

 وضع العرب الفلسطينيين أهل البلاد

وضع اليهود المستوطنين الصهاينة المهاجرين الجدد

لم يحق لهم فتح المدارس إلا بقيود.

مستوى التعليم العالي محدود.

 

ميزانية محددة مقلصة.

الانتداب البريطاني هو المشرف المباشر على عملية التعليم للعرب.

 

 

لم تدرس المواد العلمية في مدارس العرب إلا بشكل سطحي ونظري وقليل.

 

 

 

عدم الاستفادة وعدم تعيين الفلسطينيين والعرب خريجو القدس والقاهرة والأزهر ودمشق واسطنبول وبغداد.

 

في التسلسل الهرمي لدائرة المعارف في فلسطين يوجد انكليز وصهاينة وبعض العرب.

 

تدريس التلاميذ العرب بأشراف وتخطيط الانكليز مواد جافه في الجغرافية والتاريخ عن بلاد الغرب وغيرها والتي لا تعني الطالب العربي بعيداً عن تاريخ الأمة العربية الإسلامية وحضارتها المشرقة ..

لهم الحق فتح المدارس بدون قيد.

مستوى التعليم العالي مفتوح وغير محدود.

-  ميزانية مفتوحة بدون حدود.

الحركة الصهيونية وليس ادارة الانتداب البريطاني المشرف على عملية تعليم اليهود ومدارسهم بفلسطين.

 

كانت تدرس المواد العلمية في مدارس اليهود بأشراف الحركة الصهيونية من هذه المواد الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب والعلوم الأخرى.

 

الاستفادة من كل يهودي وصهيوني عنده شهادة او خبرة في مجال ما يتم تعيينه في مدارس اليهود بدون تدخل الانكليز.

 

في معارف الصهاينة المشرفون كلهم صهاينة .

 

 

تدريس التلاميذ اليهود بأشراف الصهيونية تدريسهم الحركة الصهيونية العنصرية وان فلسطين وما جاورها من بلاد عربية مجاورة أخرى هي ملك اليهود.

 

دائرة المعارف في فلسطين :-

حينما تلاحظ الجدول المبين لهيكل التسلسل الهرمي لدائرة المعارف في فلسطين تجدهم اما انكليز ( رسل الاستعمار والتبشير) وإما يهود صهاينة وبعض العرب لغرض ذر الرماد على العيون وان هؤلاء رئيس المفتشين اليهودي الصهيوني المدعو ( نور من بنتو يتثس) والذي قدم للبلاد مع حملة بريطانية على فلسطين برفقة  الجنرال اللنبي و هربرت صموئيل عام 1917م قام هذا الصهيوني بتشريع وسن القوانين الجائرة لاستلاب الأراضي بشتى القوانين والأساليب والخدع المدعومة المسنودة بالحراب الانكليزية .

في الوقت الذي يعمل فيه الانتداب على تطبيق سياسة التضييق والإفقار والتجهيل على المواطنين العرب نراه يدعم اليهود إداريا وامنياً ومالياً ..

 

انظر جدول التسلسل الهرمي لدائرة المعارف بفلسطين

 

ضآلة ميزانية التعليم :-

كانت ميزانية التعليم في فلسطين ضئيلة قليلة جداً ومثل ما يقال لا تسد الحاجة ولا تغني ولا تسمن من جوع ولا تغطي فتح مدارس كافية لأبناء فلسطين ، أنها إحدى إشكال الهيمنة والغزو الفكري ، وإحدى أشكال عملية التجهيل وتفشي الأمية ، لقد أنحرم  أطفال وأولاد فلسطين ( بنين وبنات ) انحرموا  من نعمة التعلم والتعليم، فإذا تقدم 60 تلميذ هم في سن الانخراط والقبول للتسجيل في المدارس لم يقبل منهم سوى 10 تلاميذ اي السدس .

في مدن فلسطين ازداد عدد المدارس التي فتحت بنسبة ضئيلة قدرها 15% فقط بين عام 941-1943م حتى هذه الزيادة الضئيلة في مدن فلسطين لم تتجاوز 5% تعمدت إدارة الانتداب بتقليص الاموال اللازمة لنفقات  التعليم تمشياً مع سياسة التجهيل ونشر الامية وتحقيق وعد بلفور ، فلم تخصص الاموال اللازمة لبناء وفتح المدارس وقد تجلى ذلك في تصريح ومثول مدير المعارف في تقريره عام 1930م الذي قال فيه :-

( لم تتكفل حكومة الانتداب منذ الاحتلال عام 1918م حتى اليوم بنفقات كافيه لبناء اي مدرسة في البلاد ، وكان الأهالي يتجاوبون بحماسة وسرعة مع الحكومة حين تطلب مساهمتهم في نفقة بناء مدرسة والإنفاق على المعلمين الإضافيين الذين جرى تعيينهم لسد النقص الكبير في عدد المعلمين قد تركت الحكومة المبادرة لإنشاء المدارس في القرية الى اللجنة المحلية من تأمين الأرض ومواد البناء على ان تجهز الحكومة للمدارس مستلزماتها من أثاث ومعلمين. لكن وزارة المعارف كانت تمتنع عن تقديم المساعدة في كثير من الأحيان بحجة ضعف الميزانية ).[21]

 

كتب الأستاذ مروان الماضي بهذا الصدد :-

( ان مساهمة الاهالي الكرام في قرية اجزم كانت اكبر من مساهمة الحكومة في جميع السنوات مما يدل على مدى استعداد أهالي البلد للتضحية من اجل نشر العلم بين أبنائهم.

اما ميزانية الانكليز مد الأسلاك الشائكة ومحاربة المقاومة ومطاردة الثوار ونشر الشرطة والمخبرين وفتح السجون كانت ميزانية مفتوحة ...[22]

وفي شهادة أدلى بها مستر بومن مدير معارف فلسطين البريطاني امام اللجنة الملكية التي جاءت للتحقيق في ثورة 1936م اعترف بومن قائلاً : ( كان ينفق التعليم في فلسطين (220) إلف جنيه وهي نسبة (5,22%) من مجموع نفقات الدولة وان 57% من الذين يتقدم أباؤهم بطلب تعليمهم هم الذين يقبلون في المدارس الابتدائية في المدن ، و58% يقبلون في التعليم القروي والباقي يرفض قبوله ومن بين 780 قرية لم يكن الا في 292 مدارس للأولاد وان 20% منها فقط مدارس بنات، ولا يوجد مدرسة ثانوية كاملة عربية عدا الكلية العربية بالقدس وفيها نحو 100 طالباً ودار المعلمات وفيها 65 طالبه وانه يوجد (330) طالباً فلسطينياً يدرسون في الجامعة الأمريكية في بيروت ، وهؤلاء كان يتلقون علومهم على حسابهم الخاص ما عدا طلاب قلائل او فدوا على نفقة الحكومة.

كانت سلطات الانكليز تفرض الشروط والقيود على فتح المدارس العربية وعلى قبول الطلاب ، اما الصهاينة اليهود الوافدين المستوطنين الجدد فكانت مدارسهم كثيرة بل اكثر من المدارس العربية اذا ما قارنا سكان اهل فلسطين مع المهاجرين الصهاينة ..!؟)

وفي احصائية لدائرة المعارف في فلسطين يتبين منها قلة فتح المدارس العربية من جهة ، وقلة المدارس العربية مقارنة بالمدارس الصهيونية من جهة ثانية، جاء هذه الإحصائية الهامة :

(صدر اخيراً عن دائرة المعارف العامة تقريرها السنوي لسنه 942-1943م وهو يشتمل على إحصائيات تهم المشتغلين بتتبع تطور التعليم في البلاد العربية وقد ورد فيه انه في سنة 1941-1942م كان مجموع المدارس العربية في فلسطين 770 مدرسة فيها 96928 طالباً . وفي سنة 1942-1943 كان عدد هذه المدارس 745 مدرسة فيها 98800 طالب، وكان عدد المدارس اليهودية 751 مدرسة في سنة 1941-1942، وفي سنة 1942-1943 كان عددها 785 مدرسة ..؟! . اما المصدر الهام فهو مجلة ( الكتاب) وهو مجلة شهرية تصدر عن دار المعارف بمصر ورئيس تحريرها عادل الغضبان ، المجلد الاول ، السنة الأولى، الجزء الأول، شهر ذي القعدة 1364 هـ الموافق 1945)، القاهرة ، صفحة : (117) .

مراحل الدراسة التعليمية : -

كانت الدراسة في مدارس فلسطين تبدأ في أواسط شهر أيلول تستمر لغاية تموز ومن خطط الاحتلال البريطاني لفلسطين في برامج التعليم انه لم يكن الزامياً كما في كثير او في معظم بلدان العالم، وكان التعليم في فلسطين في العهد العثماني الزامياً لحد ما ، ونسبة الذين يتم التحاقهم بالمدارس إعدادا محدودة، تختلف من مدينة الى اخرى ، تختلف من قرية الى اخرى حسب عدد المدارس في المدينة او القرية، كان نظام مراحل المدارس الابتدائية الحكومية يتكون من هذه المراحل :

أ‌. بساتين الاطفال ومدتها سنه يلتحق بها البنات وتضم قليلاً من الذكور.

ب‌. المرحلة الابتدائية الأولية ومدتها خمس سنوات.

ت‌. المرحلة الابتدائية العليا ومدتها سنتان ، اما فيما يتعلق بتوزيع الساعات ( الحصص) اليومية في المرحلة  الابتدائية فكان على هذا النحو :

 

الصف

عدد دروس كل يوم

زمن كل درس

الاول

6

30 دقيقة

الثاني

6

45 دقيقة

الثالث

7

45 دقيقة

الرابع

7

45 دقيقة

الخامس

7

45 دقيقة

السادس

7

45 دقيقة

السابع

7

45 دقيقة

 

كان يسبق كل درس فترة راحة مدتها خمس دقائق ويتلقى التلاميذ أربعة دروس في الفترة الصباحية وثلاث دروس بعد الظهر فيما عدا الصف الاول والثاني الذين لا يتلقيان دروساً في فترة ما بعد الظهر.

هناك فترة استراحة قصيرة مدتها 15 دقيقة بين الفترتين الصباحية والمسائية الجمعة والأحد يوما عطلة.

  

كان توزيع الساعات الأسبوعية على مختلف سنوات الدراسية الابتدائية على هذا النحو :-[23]

المادة

السنة الأولى

السنة

الثانية

السنة

الثالثة

السنة

الرابعة

السنة

الخامسة

السنة

السادسة

السنة

السابعة

اللغة العربية

14

11

12

9

9

8

8

الحساب

5

5

5

5

5

5

5

الجغرافية

2

2

3

2

2

2

2

التاريخ

2

2

-

2

2

2

2

التاريخ الطبيعي

_

2

2

1

1

_

_

الصحة

_

1

1

1

1

_

_

العلوم

_

_

_

_

_

2

2

الرسم

2

2

2

1

1

1

1

الإشغال اليدوية

2

2

2

1

1

_

_

اللغة الانكليزية

_

_

_

8

8

9

9

الدين

5

5

5

4

4

3

3

الرياضة البدنية

_

3

1

1

1

1

1

المجموع

30

30

35

35

35

33

33

 

ثم هناك المرحلة الثانوية مدتها 4 سنوات، وهي حتى الرابع ثانوي .

ثم المتخرج من الرابع ثانوي يلتحق بأحد المعاهد العالية الاربعة ان حالفه الحظ وهي :

معهد الرشدية ( السنتان الخامسة والسادسة المؤهلتان لنيل الشهادة الجامعية المتوسط) يطلق عليها (انتر ميديان في الأدب والعلوم) ومعهدان للبنات وهما كلية دار المعلمات في القدس ومركز تدريب المعلمات الريفي في رام الله .[24]

وفي إحصائية عن عدد الطلاب في قرية اجزم وقرى أخرى مجاورة تابعة لقضاء حيفا عام 1894م كان عدد الطلاب على النحو التالي :- [25]

قرية اجزم      :                   30 طالباً

قرية ام الزينات:                   20 طالباً

الطنطورة      :                    15 طالباً

عين غزال     :                    15 طالباً

جبع            :                    15 طالباً

الصرفند       :                    15 طالباً

قرية فرديس  :                    11 طالباً

قرية عتليت   :                     5   طالباً

 

التعليم في قرية اجزم

تم بناء مسجد في قرية اجزم بناه الشيخ مسعود الماضي رحمه الله في القرية عند منطقة السفوح الشمالية للحارة الفوقا في عام 1223 هـ  الموافق 1808م وكان هذا المسجد الوحيد الذي تقام فيه صلاة الجماعة اليومية وصلاة الجمعة وصلاة العيدين في قرية اجزم كتبت على أبواب المسجد الأبيات الشعرية التالية [26]:

جمع البهاء بجامع جمعت به                   أنوار ذكر الله فأدخل وأحتسب

وأنظر لنظرة روضة كم حوت             من راكع يرجو الثواب ويرتقب

مسعود شاد فاجذلن ثوابه                 أرخ صفاه بسر واسجد واقترب

قال الدكتور عاهد الماضي :

( ان الشطر الثاني من البيت الأخير يؤرخ لبناء جامع اجزم بحساب الجمل ، وذلك ان حاصل جميع الاعداد التي تقابل حروف قول الشاعر (صفاه بسر واسجد واقترب) هو1221هـ ، وذلك هو العام الهجري الذي بني فيه الجامع.)

ويضيف الدكتور عاهد :

ان من ادني المغالطات التي لجأ إليها العدو، ما يقوله . اولائهم السياحيون لزوار قرية اجزم بأن جامع القرية بناه الصليبيون طمساً منهم للحقيقة ، واعتداء على التاريخ العربي الوطني الإسلامي للبلدة . إذ متى كان من هموم الصليبين إن يعمروا المساجد في قرى فلسطين العربية ...!؟[27]

ان الحجر الذي نقشت علية أبيات الشعر الثلاثة التي تنص على إن باني المسجد هو مسعود الماضي ، وتؤرخ سنة بنائه يدحض كذبهم وتزويرهم ومزاعمهم ويكشف أراجيفهم لكل أحرار العالم.[28]

مع وجود المسجد في القرية دخل التعليم ودخلت المعرفة الى اهل القرية وأبناءها ، في تلك الفترة في الربع الاول من القرن التاسع عشر (1800-1825م) وقبل حملة إبراهيم باشا (1830 – 1840 م) كان هناك لفيف من أبناء قرية اجزم قد حصلوا على التعليم والمعرفة من خريجو جامع الأزهر الشريف فلما عادوا لقريتهم مع وجود الجامع انتشر التعليم ببدايته البسيطة والمحددة.

حينما كان يريد رب أسرة ان يرسل ولده للتعليم ، ويرسله الى الجامع الأزهر في القاهرة أو الى دمشق ،  او بيروت، أو الى اسطنبول ، وكان المكلف في هذه المسألة فقط الإقامة ونفقاتها، فحصل هؤلاء أبناء اجزم على شهادات تخصص في الحقوق والعلوم الدينية ، الاول الحقوق صاحبها يمارس المحاماة والأخرى يمارس العمل في المحاكم الشرعية والجوامع وفي التدريس في كتاتيب الملا وهناك اسر ميسورة الحال فتريد تعليم ابنائها ما يطلق عليه اليوم تدريس خصوصي فتعهد الى احد هؤلاء خريجو الازهر او خريجو دمشق او اسطنبول    فيقوم بتعليم ابنهم القراءه، والكتابة ، ثم علوم الدين والعقيدة ومبادئ الإسلام والقرآن الكريم حفظاً وتفسيراً  وإعرابا قدر المستطاع ثم بعضاً من السيرة النبوية واللغة العربية وقواعدهما وأدبها ونصوص من الشعر ..

يقوم المعلم والتربوي بتعليم هذه المواد للصبي او التلميذ مقابل مبلغاً زهيداً من المال او كمية من الحنطة او الشعير او البيض وما شابة ، وقد تكون الحنطة او الشعير تعطى وتسلم للملا او المعلم على موسم الحصاد حسب الاتفاق. حيث الجهل والامية يلف القرية واهلها الا مارحم ربي فأذا وردت رسالة لأحدهم تعنى وجهد في البحث عمن يقرأ له محتوى الرسالة .

من أرباب الأسر من يريد ان يكتفي لولده بفك الخط مثل ما يقولون أي قراءة الرسالة .

صدر قانون التعليم العثماني في الصادر 1869م وبموجبه فتحت مدارس كثيرة في  ارجاء فلسطين.

وفي عام 1887م تم فتح مدرسة ابتدائية للبنين في قرية اجزم ، ولكن في بعض المدن والقرى الاخر فتحت مدارس للبنين ومدارس للبنات .

وحتى اواخر القرن (1894م) لم يكن عدد الطلاب في اجزم يزيد عن 30 طالباً وبعد الانقلاب الماسوني التركي الاتحادي عام 1908م حدثت بعض التعديلات مثل إدخال مادة الموسيقي والطبيعيات والرياضيات الى بقية الدروس وفي اجزم كان التعليم يتركز على التربية الدينية واللغة العربية وما يتبعها من حفظ للقرآن وإعراب الآيات ونحو وحفظ المعلقات ونصوص من الشعر في معظم هذه المواد كانت تملا على التلميذ مشافهة دون كتب مقررة وكان للمسجد دور في ذلك وفي مادة التاريخ في أكثره معلومات عامة عن الرسول القائد محمد ( صلى الله علية وسلم) وعن الخلفاء والصحابة وبعض قصص السيرة ولم يكن لدى الطلاب كتب سوى دفاتر وينقلون إليها ما ينقلونه عن المعلم وكان الاهتمام والتركيز على كل طالب شاطر وذكي ذو خط قوي واضح جيد واهتمام بالإملاء، وبعض الميسورين اذا رغب في إكمال دراسته في مدينة حيفا و الى دمشق وهذه المهمة مكلفة لا يقدر عليها إلا بعض الأسر.

ما فعله مسعود بن خضر الماضي ، الذي عهد الى الشيخ المعلم التربوي عودة عباس ثم الى صالح نظمي بتعليم أولاده ، ولهذين الشيخين الفاضلين عودة عباس وصالح نظمي بعض القصائد التي يثنون فيها على مسعود الماضي وأبنائه.[29]

كان اهالي اجزم تواقون لحب التعليم والمعرفة ، يعرفون ان ادارة الانتداب الانكليزيه لا تشجع على العلم والمعرفة فاذا ما حصل موافقة على فتح مدرسة او فتح صف بادر الاهالي بالتبرع بالمال بسخاء لجعل المدرسة وادارتها وتلاميذها تقف على قدميها وتتقدم ..

(.. ان مساهمة الاهالي في قرية اجزم كانت اكبر من مساهمة الحكومة في جميع السنوات مما يدل على مدى استعداد اهالي البلدة للبذل والتضحية من اجل نشر العلم والمعرفة بين ابنائهم ..)[30]

وفي عام 1927م قدمت سلطات الانتداب البريطاني على ارتكاب جريمة بحق العلم والتعليم ، بحق الثقافة والمعرفة حيث اقدمت على غلق مدرسة اجزم بحجة ان بعض اهل بلدة اجزم قد اعتدى على معلم نصراني ، ولا اعرف حيثيات الموضوع بالضبط، ولكن سلطات الاحتلال الجائرة ارادت من ذلك كلمة حق اريد بها باطل ، أليس بمقدور الانكليز إن يحاسبوا الشخص المعتدي المعني بالامر على المعلم النصراني ، ولو كان هذا مع احد أهالي بلدة اجزم ومعلم مسلم اعتدى عليه هل سيقوم الانكليز بغلق المدرسة ، ام هي حجة وذريعة لمحاربة العلم وبث الطائفية والتفرقة وخلق الحزازات بين الشعب الواحد في الوطن الواحد، الم يعرف كل العالم ان اوثق العلائق المبنية على الود والاحترام والتعايش السلمي والقبول بالآخر وثقافة الحوار  والتسامح ... وهي السائدة والموجودة بين المسلمين والنصارى في فلسطين وفي البلاد العربية والوطن الاسلامي وبلاد الشرق وخاصة في فلسطين أنها ذريعة لغلق مدرسة وغلق صوت من أصوات الحق والحرية ، تم إغلاق مدرسة اجزم من عام 1927م حتى العام 1940 حتى لا يخرج من اجزم أناس مثقفون وتربويون وقادة وعلماء يقودون الناس والمجتمع نحو النور والخير والحق .. الا، ساء ما فعلوا ..

في فترة السنوات العجاف والمدرسة مغلقة ثلاثة عشر عاماً ... لم تتجه الأنظار في هذه المحنة الا الى المساجد مسجد اجزم ومسجد المنارة .. فأخذ بعض المعلمين والشيوخ يدرسون في المسجد وبهذا الموقف  العصيب من هذه السطور  أبارك واحيي شيخنا الفاضل التربوي المعلم الشيخ توفيق محي الدين البجيرمي الذي صمد امام مؤامرة الاحتلال واستمر في إعطاء الدروس المكثفة في فترة السنوات العجاف يدرس الأولاد في جامع اجزم ، غرفة مخصصة للتلاميذ وغرفة مخصصة للبنات .. تحية لهذا الشيخ الكريم ولا مثاله وارجو الله سبحانه  ان تسجل في ميزان حسناته ... هو وأقرانه الغيارى ...

         

في اجزم لم يكن عدد طلاب الصف الواحد يزيد عن 30 طالباً من الذكور و16 طالبة من الإناث، وفي نهاية العام الدراسي 1940م-1941 فتحت الحكومة مدرسة مستأجرة مؤلفة من الصفين الثاني والثالث الابتدائيين ، بدأت بالتنسيق مع اهل البلد ببناء مدرسة جديدة مؤلفة من ثلاث غرف لتكون ثلاث صفوف للتدريس ، وما جاء العام الدراسي 1941-1942 حتى نقل الطلاب الى المكان والبناء الجديد وبدأت المدرسة اول الامر عملها بدون تدريس اللغة الانكليزية في الصف الرابع الابتدائي ، لذلك كان الطلاب ينسبون الى مدرسة جبع لاتمام دراستهم  في الصفين الرابع والخامس . وبعد الحرب العالمية الثانية أدخلت تعديلات وتوسعات على مدرسة اجزم ، فقد تم زيادة عدد الطلبة المقبولين وزود بالمعلمين ، كانت المدرسة عام 1947 تحتوي على جميع الصفوف اي من الصف الاول حتى الصف السابع ، وكان عدد المعلمين سبعة ما عدا المدير وعدد الطلاب في ذلك الوقت يزيد عن 230 طالباً ، اي 13,4 من عدد السكان وهي نسبة قليلة اي نصف عدد الطلاب والطالبات الذين هم في سن التعليم من عام 7-13 سنه ومعنى ذلك ان نسبة 50% من هؤلاء بقيوا أميين بسبب العراقيل والصعوبات التي واجهت هؤلاء الطلاب من قبل ، سياسة التعليم المبتورة التي انتهجها الانتداب .

معلمو وشيوخ قرية اجزم :-

شهدت مدرسة اجزم التي افتتحت عام 1887م في زمن الدولة العثمانية، شهدت وجود معلمين وشيوخ ومدرسين كثر ، منهم من سبق ان تلقى تعليمه في مدرسة قرية اجزم ، ومنهم خريج صفد ، ومنهم خريج الأزهر او اسطنبول او حيفا او بيروت ، شيوخ وتربويون ومعلمون وضعوا بصماتهم في قرية اجزم وبذلوا وقتهم وعرقهم وجهدهم ... في سبيل تعليم ابناء القرية دون النظر الى المقابل ، سواء كان هذا المقابل من الاهالي  او من حكومة الانتداب، انه مقابل قليل  ، ولكن الهمة والغيرة والتضحية ونكران الذات .. التي أبداها هؤلاء التربويون على مدى نصف قرن هي التي حملتهم على هذا البذل وهذه التضحية دون انتظار المقابل والجزاء ... نسأل الله ان يسجل إعمالهم في ميزان حسناتهم .. هذه أسماء من تعاقبوا على التدريس في مسجد مسعود الماضي او في مدرسة اجزم وخلال نصف قرن ، سواء بشكل رسمي او غير رسمي ..

1. الشيخ توفيق محي الدين البجيرمي.

2.  الشيخ تقي الدين النبهاني.

3. مصطفى الطاهر ( وكان مدير مدرسة اجزم وهو من طيرة حيفا ).

4. توفيق مراد الماضي.

5. محمد علي الجرولي.

6. خيري جرار.

7. محمد يوسف البشير.

8. محمد السخنين.

9. رشاد نمر الماضي ( خريج ومعلم درس في خارج اجزم في إحدى مدن فلسطين واحياناً في اجزم في هذا المجال احاول ان اعدد كل رجل تربوي ومعلم ..).

10. محمد صالح الخديش.

11. تايه  الخديش.

12. الشيخ طه الخديش.

13. الشيخ علي احمد الحانوتي ( درس في المنارة واجزم وجبع).

14. عبد السلام الماضي.

15. الشيخ حفظي الخديش (رجل فقيه وكان يعقد القران اي النكاح الشرعي).

16. الاستاذ محمود بلقيس.

17. لطفي النمر الماضي.

18. الشيخ ذيب الزغم المؤذن.

19. حيدر النمر.

وهناك الكثير من الشيوخ او التربويون الخريجون من اجزم مارسوا التدريس في قرى ومدن فلسطينية وعربية .

من مظاهر التعليم في اجزم

المسجد:

كان للممسجد دوره الايجابي والبارز في تعليم ابناء القرية ، القراءة والكتابة والقران الكريم حفظاً وتفسيراً واحياناً ترتيلاً، مع نبذة عن السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام والسلف الصالح وما كان عنهم من قصص وعبره وتجارب .. حينما تكون في اجزم مدرسة ، للمسجد دوره المتمم ايضاً ، وحينما يغلق الانتداب المدرسة كان للمسجد دوره الايجابي والفعال في اعطاء الدروس للتلاميذ مواد دراسية مما سبق ذكرته أعلاه مضافاً اليه اللغة العربية والادب والنثر والانشاء وحفظ النصوص من الشعر وخاصة شعر المعلقات وبعض العلوم والمعارف الاخرى ..

اجل مسجد قرية اجزم، ومسجد المنارة شاركا في مكافحة الامية ونشر التعليم والثقافة بين التلاميذ لعل من هؤلاء الشيوخ والمعلمين الشيخ توفيق محي الدين البجيرمي والشيخ علي احمد الحانوتي و الاستاذ  محمود بلقيس وغيرهم ..

ختمة المصحف الشريف :- كان التلميذ الذي يعتني به اهله ويشجعوه على القراءة وحفظ وختم المصحف بعد ان يعهدوا الى شيخ لتعليمه او في في مسجد القرية فكان هذا التلميذ هو لا يزال اي ثمان او عشر سنين قد اتم حفظ المصحف وختمه ويفرح اهله وجيرانه وأقربائه فيقيمون له أروع المراسيم والاحتفالات  منها اعداد فرس وتزينه بمختلف مواد الزينة والبأس التلميذ ملابس جميلة وأركابه على ظهر الفرس والاحتفال به وسط التهاليل والتكبير والزغاريد والحفاوة .. والتجوال به بين بيوت القرية ايذاناً بختم القران من قبل تلميذ جديد حقاً انه عمل رائع .. رائع ... ثم يأتي من الجيران والاقرباء والمعارف .. يزورون هذه العائلة التي ختم ابنهم القران الكريم ويقدمون للصبي ولاهله التهنئة .. بهذه المناسبة المحمودة ..

الكتاتيب : وهي ملحقه بالمساجد اذا لم يكون هناك مدرسة او مدارس ، يقوم بها الملا او الشيخ او المعلم بتعليم الاطفال والتلاميذ على الطاعة والنظام والنظافة واحسان الوضوء واداء الصلاة وتعليم القراءة والكتابة واللغة العربية  وبعض المعلومات الاضافية الاخرى ..

مارس هذا الدور في اجزم كثيرون ، مثل الشيخ توفيق محي البجيرمي والشيخ علي احمد الحانوتي ، وقد يكون مارس هذا الدور التربوي معلمو وشيوخ ومثقفو قرية اجزم وما اكثرهم .

فك الخط : مصطلح شعبي اجتماعي تعليمي يتداوله الناس فيما بينهم فكان بعض الاهالي لا يقبل ان تكمل بنته الدراسة للصفوف الاعلى وقولهم حول ذلك فقط تفك الخط ، وحين يدخل الاب ابنه للمدرسة او عند الملا او الكتاتيب يقول على الاقل يفك الخط .. وهذه معناها اي ان يعرف يقرأ الرسائل .. وكثير ما كانت ترد رسالة للاب من ولده المسافر او من أقربائه او تبليغ رسمي .. وما شابه .. يتجول في انحاء القرية حتى يعثر على شخص يقرأ له الرساله .. بعد جهد جهيد ، كيف يتمكن الاب من ان يكمل ولده الدراسة .. والانتداب اثقل كاهله بالعديد من الظرائب ... ضرائب تعسفية ظالمة ..

 

ألفلقه: وهذه صفه او سلوك مرفوض وفي الاسلام على لسان العلماء منهم الامام الغزالي وغيره توصي بالولد وتعليمه باللين واللطف والتشويق والمداراة  والتدرج .. اما الفلقة فهي عادة مرفوضه من مخلفات قرون طويلة ماضية ، ومعناها انه اذا كان احد الطلبة عمل وقاحة اولم يكتب الواجب فينفذ الملا الصارم وعيده بضرب الطالب فلقه بأن يأتي طلاب اثنين كبار نسبياً يساعدون الملا على ربط قدمي التلميذ وهو مستلقي للاسفل ويقوم الملا بضربه على قدميه عدة ضربات .. ان الملا لا يستطيع ان يقوم بهذا العمل المؤذي نفسياً وجسدياً لو لا ان لقي دعماً ادبياً وتخويلا من والد واهل الطالب ... فكانوا يفتخرون بالفلقه والضرب بالعصا وتأديب التلاميذ من كان كسولاً او ابدى سلوكاً غير مرضي فيقولون العصا لمن عصا ..

ضرب زيد عمرا :- في مادة اللغة العربية وفي درس النحو اي القواعد كان بعض الشيوخ ومعلمو قرية اجزم يستعملون بعض الجمل الإعرابية بشكل مكرر المهم غايتهم افهام التلميذ الفعل والفاعل والمفعول به فكانت الجملة الاعرابية المتداولة المتكررة على الا لسن مثل ضرب زيد عمراً ..

وقد سأل احد التلاميذ مرة الشيخ بعفوية : يا شيخنا الفاضل دائماً زيد يضرب عمر ، ولا مرة عمر ضرب زيد ...؟

وشعر اخر : وهناك بيت شعري كان الأساتذة والطلاب يرددوه بهدف الاعراب ، وفي معناه انك لا تعرف خيري الا ما تجرب غيري .. وهو من شعر متداول مشهور انذاك :

 

دعوت على عمر فمات فسرني        فبليت بأقوام تبكيني على عمر

شهادة ألمترك:- كانت فلسطين وفي القدس ورام الله مدارس محدودة تمنح اعلى شهادة تقويمية وهي شهادة المعلمين تمنح للذي عنده شهادة ادنى مثل شهادة ( المتر يكو ليشن  ) وقد بنى على شهادة المتر يكو ليشن شهادة اخرى هي شهادة الانتر ميديت.

كان التعليم في فلسطين في بعض فترات الانتداب البريطاني على مرحلتين المرحلة الابتدائية من السنه الاولى حتى الصف السابع، فيكمل ابناء اجزم هذه المرحلة في قرية جبع، ثم مرحلة الثانوية تبداً من الصف السنه الثامنه اي الاول ثانوي الى نهاية السنة الحادية عشر اي رابع ثانوي حيث يحصل الطالب في نهاية المرحلة الثانوية على شهادة الاختبار لمرحلة التعليم العالي المتركليشن ، او اختصار : matriculation  .

اي بعبارة اخرى ان الدراسة لمدة اربع سنوات في مناهج التعليم الثاني تؤهل الطلاب لتقديم امتحان المتروكليشن فلسطين واحياناً سنة خامسة لتدريب المعلمين ، ولا يسمح بالالتحاق في هذه السنة الاخيرة الا للطلاب المتخرجين المتفوقين في امتحانات متروكليشن  فلسطين المؤهلي للتعليم.

لذلك كان الصف الخامس ثانوي يطلق علية اسم ( صف المعلمين).

فشهادة المتركليشن كان يجتازها الطالب الذي يدرس الصف الرابع ثانوي وبعدها الصف الخامس ثانوي والسادس ثانوي هناك الصف المنتهي علمي او ادبي فيحصل على شهادة ( الانتر ميديت).

وكان المتقدم لامتحان المترك اما يحصل على هذه الشهادة المتقدمة وهي المتركليشن على شهادة مدرسية.

 

نشاطات الطلاب:- كان طلاب مدرسة اجزم يشاركون اهل قريتهم بمختلف النشاطات والمناسبات ، وكم مرة خرج الطلبة في تظاهرة غاضبة يشاركون ابناء الامة حينما كان الانتداب البريطاني يقوم بأعدام احد الابطال المجاهدين .. يخرج الطلبه في مناسبات اسلامية ووطنية ونضالية عديدة معبرين عن وعيهم ومشاعرهم ووجودهم ..

ذكر لي سهيل مهيوب الزهري حفيد لطفي النمر ان جده رشاد النمر ( اخو لطفي ) وقد درسني في الثالث والرابع ابتدائي في مدرسة بني سعيد في منطقة ابو سيفين في شارع الكفاح ببغداد ، عام 1955-1956 قال الاخ سهيل ان جده رشاد قال له : انه اي رشاد كان في الثلاثينات يعمل معلماً في احدى مدارس فلسطين منطقة الجليل في نابلس او غيرها ، فعلم به الشيخ عز الدين القسام وأرسل وراءه ، فرحب به الشيخ عز الدين القسام واثنى على جهوده التربوية وشجعه على المزيد من العطاء وتواعد عز الدين القسام مع رشاد النمر على تبادل اللقاءات المثمرة .. والعمل المشترك لعداله القضية الفلسطينية .. الا ان القسام بعدها بمده استشهد .. رحمه الله .

 

ابن قرية إجزم

الكاتب

رشيد جبر الأسعد

2012م

                                                                

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر "



[1] انه العداء الشركي الوثني العدواني الصليبي على الأمة العربية والإسلامية لامتهانها وإذلالها وتقسيمها وإضعافها وحرمانها من الاخذ بناصية العلم .. جاءت الصليبية سافرة ثانية وعلى لسان قادتها : اللنبي ، غورو ، بوش .. وغيرهم.

قال الاستاذ الكبير فيلسوف العقيدة الاسلامية الشهيد سيد قطب بهذا الصدد : ( نحن نشهد نموذجاً من تمويه الراية في محاولة الصليبية العالمية اليوم ان تخدعنا عن حقيقة المعركة ، وان تزور لنا التاريخ، فتزعم لنا ان الحرب الصليبية كانت ستارا للاستعمار .. كلا انما كان الاستعمار الذي جاء متأخراً هو الستار للروح الصليبية التي لم تعد قادرة على السفور كما كانت في القرون الوسطى ، التي تحطمت على صخرة العقيدة بقيادة مسلمين من شتى العناصر وفيهم نور الدين زنكي التركي وصلاح الدين – الكردي ، وتوران شاه المملوكي ، العناصر التي نسيت قوميتها وذكرت عقيدتها فأنتصرت تحت راية العقيدة : قال تعالى :

(وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد وكذب المموهون الخادعون) . معالم في الطريق1388هـ -1968م ،صفحة : (186).

[2] راجع : كتاب : حاضر العالم الاسلامي ترجمة عجاج نويهض ، تعليقات وهوامش وحواشي وملاحظات امير البيان شكيب أرسلان ( رحمه الله ) ، فهو كتاب تاريخي وثائقي وهام جداً فيه خفايا واسرار وتفاصيل مائة حملة ومحاولة سياسية وعسكرية : استعمارية صليبية مستمرة .. ، للنيل من الخلافة العثمانية / ومن اجل القضاء عليها واسقاطها وتمزيقها وتفتيت وحدة العرب والمسلمين والتكالب على الامة واستعبادها واستعمارها وضياع فلسطين وتقسيم الامة كما جاء في مؤامرة سايكس – بيكو، وسان ريمو ، ووعد بلفور، ومعاهدة لوزان ،و عصبة الامم ، وصك الانتداب على فلسطين والاعتراف بالصهيونية كوجود رسمي في فلسطين ... ! ؟

[3] ( الرجل المريض) مصطلح دعائي ماسوني صهوني خرج من داخل المحفل الماسوني في سلانيك وقد اثبت الباحث مجدي الصافوري في دراسة سياسية تاريخية له حصل بها على درجة الماجستير من كلية اصول الدين في جامعة الازهر بالقاهرة ، قال الباحث :

ان هذا التعبير المزيف الخاطئ .. لم يكن ترجمة حقيقية لوضع الخلافة قبل السقوط ، وانما هو مجرد دعاية صهونية ماسونيه يهودية خرجت من داخل تركية ..

[4] مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، الجزء العاشر / القسم الثاني- بيت المقدس (2) ، الطبعة الاولى ، بيروت ،1976م ،صفحة : (138).

[5] مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، المرجع السابق ،صفحة : (136).

[6] مصطفى مراد الدباغ : الديار النابلسية ، الجزء (1) ، صفحة (54).

[7] كما يحلو للبعض من المغفلين والسطحيين اطلاق هذه التسميات والنعوت على الدولة العثامية التي حافظت على فلسطين ، وعلى وحدة العرب والمسلمين قرون عديدة ..

[8] مع الاسف الشديد ان من  الذين نفذوا الانقلاب الاتحادي – الماسوني العثماني على السلطان عبد الحميد الثاني ( رحمه الله ) عام 1909م هم بعض الضباط العرب ومنهم عزيز المصري من مصر ومحمود شوكت من العراق وغيرهم ، وان عدم معرفتهم بنوايا حزب الاتحاد والترقي الصهوني الماسوني .. لا يعفيهم من المسؤولية والذنب.

[9] مصطفى مراد الدباغ : الجزء الثامن / القسم الثاني في ديار بيت المقدس ،صفحة : (136).

[10] المعتقد ان المقصود المشيرون اي مستشارون ..

[11] مصطفى مراد الدباغ : الجزء الثامن / القسم الثاني في ديار بيت المقدس ،صفحة : (136). المرجع السابق .

[12] ساطع الحصري : حولية الثقافة العربية الثانية ، جامعة الدول العربية ، القاهرة ، 1951 ، صفحة : ( 481 – 666).

[13] كان في قضاء عكا ما يقارب (81) مدرسة على اساس التقديرات السابقة التي تبين عدد المدارس في مختلف مناطق فلسطين ما يقارب (558) مدرسة.

[14] عبدالله عبد السلام القطشان : التعليم العربي الحكومي ابان الحكم التركي والانتداب البريطاني (1516 – 1948م) ، سلسلة كتب صامد (13) التعليم في فلسطين الجزء الاول ، مشورات دار الكرمل ، عمان ، ط1، 1987م ، صفحة : (43).

[15] عبدالله عبد السلام القطشان : المرجع السابق ، صفحة : (43).

[16] رغم ان مصر ولبنان وسوريا هي اقطار عربية عزيزة ، ولكن ظروف تلك البلدان الشقيقة تختلف عن واقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في فلسطين ، فهذه البلاد الشقيقة والحمد لله لا يوجد فيها هجرة صهيونية ، ولا وعد بلفور ، ولا عمليات تهويد ، ولا مستهدفه من قبل الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني .. ولا تخلو تلك البلاد الشقيقة من اثار واصابع الجنرال غورو ويمن ودهافنة السياسة الاستعمارية البريطانية والفرنسية في المنطقة.. فسياسة التعليم البريطانية هي فلسطين في سياسة خبيثة متعمدة مبرمجة لهدف تجهيل وافقار وتشريد عرب فلسطين وهذا ما حدث بالفعل ..

[17] عبد الله عبد السلام القطشان : المرجع السابق ، صفحة : (43).

[18] عبد الله عبد السلام القطشان : المرجع السابق ، صفحة : (47).

[19] عبد الله عبد السلام القطشان : المرجع السابق ، صفحة : (49).

[20] راجع خفايا ومظالم الانتادب البريطاني في مجال التعليم وفتح المدارس وسياسة التجهيل والاهمال والمتعمد في سياسة خبيثة معادية اعتمدها الانكليز من عام 1918 – 1948م وفي الابقاء على حياة وعلى واقع الجهل والامية والخرافات والفقر في المجتمعات الفلسطينية والعربية ، راجع مراجع ومؤلفات عديدة منها على سبيل المثال : عبدالله عبد السلام القطشان :  التعليم العربي الحكومي في ابان الحكم التركي والانتداب البريطاني في 1516 – 1948م ، سلسة كتاب صامد (13) التعليم في فلسطين ، الجزء الاول  ، منشورات دار الكرمل ، عمان الاردن ، الطبعة الاولى ، 1987م وغيرها من المراجع ..

[21] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (132).

[22] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (132).

[23] عبد الله عبد السلام القطشان : مصدر سابق ذكره ، صفحة (41).

[24] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (131).

[25] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (128).

[26] معلومات على جهاز الشابك ( الانترنيت ) موقع موسوعة الاقصى .

[27] خساً من قال الفرنجه في حروبهم على بلاد الشام قددبنو مسجداً في اجزم او في اي مكان من بلاد العروبة والاسلام ، اليس هم الذين حولوا مسجد قبة الصخرة الى اسطبل للحيونات ، وهدموا المساجد الكثيرة ..شأنهم شان الصهاينة الذين هدموا وحولوا ودنسوا اكثر من 1200 جامع ومسجد في فلسطين منذ عام 948 وهم الان يحاولون هدم الاقصى ...!؟ والذين وضعوا أيدهم على الحرم الابراهيمي ... !؟ .. انه الكذب المفضوح والدجل الرخيص.

[28] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (115).

[29] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (115).

[30] مروان الماضي : الحمامة البيضاء .. اجزم ، صفحة : (132).