تجمع العودة الفلسطيني (واجب) يسيّر حملة مساعدات من مخيم اليرموك بدمشق إلى مخيم التنف الحدودي

بواسطة قراءة 3818
تجمع العودة الفلسطيني (واجب) يسيّر حملة مساعدات من مخيم اليرموك بدمشق إلى مخيم التنف الحدودي
تجمع العودة الفلسطيني (واجب) يسيّر حملة مساعدات من مخيم اليرموك بدمشق إلى مخيم التنف الحدودي

نظم تجمع العودة الفلسطيني (واجب)، لجنة مخيم اليرموك رحلةً إلى مخيم التنف انطلقت صباح الجمعة 19 رمضان الموافق لـ 19 أيلول (سبتمبر) 2008م بأكبر حملة أهلية لإغاثة فلسطينيي العراق في مخيم التنف الحدودي حملت مساعدات عينية متنوعة تقدر بعدة أطنان. خرج في الحملة وفد يضم حوالي 21 شخصاً يمثلون لجنة واجب في مخيم اليرموك التي يترأسها الأستاذ أحمد الباش، إضافة إلى ستة من أعضاء اللجنة النسائية لواجب في المخيم وأربعة أطفال من فرقة أشبال العودة التابعة للتجمع أصروا إلا أن يشاركوا أطفال شعبهم الفلسطيني في مخيم التنف، ورافق الوفد الأستاذ ثامر مشينش رئيس لجنة إغاثة فلسطينيي العراق.

وصلت الحملة إلى مخيم التنف الساعة العاشرة صباحاً وبدأ بتنفيذ البرنامج المحدد مسبقاً، وكانت بدايته التعرف إلى المخيم وأبناء المخيم ولجانه المختصة، وقد جالت لجنة اليرموك بين الخيام واطّلعت على تجربة التغريبة الفلسطينية الجديدة واستمعت من أبنائه شرحاً مفصلاً عن حالهم وأحوالهم ومعاناتهم.

الخطوة الثانية كانت تفريغ شاحنات المساعدة حيث قام أعضاء لجنة اليرموك بتوزيع المعونات، بينما قام أطفال العودة بتوزيع ألعاب العيد على إخوتهم أطفال التنف كمشاطرة من أبناء مخيم اليرموك أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في سورية إلى أصغرها مخيم التنف.

أما اللجنة النسائية المكونة من ستة أعضاء فقد رافقتهم زوجة ممثل مخيم التنف إلى الخيام لتطلعهم عن كثب على مشكلاتهم وحاجياتهم.

بعد أداء صلاة الجمعة، قام وفد مصغّر مكون من ستة أعضاء وثلاثة أطفال مع رئيس اللجنة بزيارة والد الطفل الذي دهسته سيارة قبل أسبوع على طريق دمشق ـ بغداد الدولي الملاصق للمخيم، والذي يهدد كل يوم أطفاله، حيث قدم الوفد واجب العزاء والمواساة لوالد الطفل، وقد تأثر الوفد كثيراً حين وصف والد الطفل حادث الدهس واللحظات الأخيرة لابنه حين قال له "دعني أقبلك يا أبي لأنني سأموت" والأب رغم إيمانه بقدر الله وصبره على المصاب إلا أنه ما يزال في حالة صدمة وذهول.

هذا وقد دعا وفد التجمع أهالي المخيم عند الساعة الثانية ظهراً لحضور النشاط الذي يقام في خيمة المسجد تحت عنوان ((يوم القرية الفلسطينية .. عين غزال))، حيث افتتح الأستاذ أحمد الباش مسؤول قسم الدراسات والأبحاث في واجب هذه الفعالية بكلمة تحدث فيها عن رسالة يحملها مع أعضاء لجنته إلى الأهل في التنف مفادها "أننا أبناء المخيمات الفلسطينية في سورية نقف معكم ونشعر بشعوركم ووجودنا إلى جانبكم اليوم هو وقفة مع إخواننا نستشعر فيها معاناتكم ونعبر عن تضامننا معكم".

وتابع الباش، "لقد أخذ التجمع على عاتقه تسيير رحلة شهرية تنطلق في كل شهر من أحد المخيمات الفلسطينية في سورية، وقد انطلقت في الأشهر الماضية رحلات من كل من منطقة الحجر الأسود، مخيم السيدة زينب، منطقة القابون، ومخيم سبينة، واليوم من مخيم اليرموك".

وتحدث الباش "أننا نحيي اليوم ذكرى قرية من قرى فلسطين من قرى مثلث الصمود الصغير (جبع ـ عين غزال ـ إجزم) التي لم تسقط إلا بعد أن أذاقت العدو الصهيوني طعم الهزيمة عدة مرات بصمود ثلة من أبناءها ولكن نفذت الذخيرة وكانت حجم المؤامرة أكبر وأكبر فسقطت القرى الثلاث في 23/7/1948 أي بعد ثلاثة أشهر ونصف من سقوط مدينتهم حيفا".

وذكّر الأستاذ أحمد الباش بأننا إذ نحيي قرية عين غزال في هذا المخيم ونتحدث عن العودة نقول أن هذا ليس ترفاً فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فحين اشتد حصار الكفار للمسلمين في شعب أبي طالب واشتد عليهم الجوع حتى أنهم أكلوا أوراق الشجر لم يقنطوا من رحمة الله بل صمدوا وصبروا وكانت العزة لله ولرسوله والمؤمنين.  

ونوه مسؤول قسم الأبحاث والدراسات في واجب إلى أن التجمع كان قد نفذ نشاط القرية الفلسطينية في كل من مخيم اليرموك، مخيم النيرب بحلب، والقابون في دمشق، أحيا فيها ذكرى قريتي طيرة حيفا والطنطورة، وتابع الباش، "اليوم جئنا لكم لنعيش معكم ربوع قرية عين غزال قضاء حيفا ومعنا فلم وثائقي عن القرية يبين في شرح مفصّل الينابيع والجبال والوديان والأراضي التي كانت تقبع فوقها بيوت القرية من آل حماد والصعبي والحسين وغيرهم من عوائل القرية".

وقد كان تفاعل الأطفال والشباب من الجيل الثالث واضحاً، وكذلك كان تفاعل جيل النكبة كبيراً حين شاهدوا قريتهم بعد ستين سنة وما حلّ بها حيث ذرف الكبار الدموع وقد استحضروا الذكريات السعيدة منها والمؤلمة.

وقد جرى في نهاية النشاط عدة لقاءات مع شهود النكبة في مخيم التنف أجراها مسؤول التوثيق في لجنة اليرموك الأستاذ حسين عليان، حيث عرّج في أسئلته على الخروج الأول من قرية عين غزال إلى العراق، والخروج الثاني من العراق إلى مخيم التنف، وقد أجرى حواراً مع كل من أحمد الصعبي مواليد 1929،  حسين صادق محمد أبو علي من قرية  بلد الشيخ مواليد 1940، ومحمد عبد الحفيظ مسعود من قرية اجزم مواليد عام 1927.

وفي ختام الزيارة قام أعضاء الوفد بتوديع إخوتهم في التنف، راجين الله سبحانه أن يتم التوصل إلى حل عاجل لقضيتهم وأن تنتهي مأساتهم بأسرع وقت.