إيهاب سليم-السويد :
شنت المحامية السويدية "بريجيتا ألفستروم" , هجوماً لاذعاً على قرارات مجلس دائرة الهجرة بإبعاد بعض الفلسطينيين الى العراق , واصفةً إياها بأنها "مُثيرة للأشمئزاز" , على حد قولها .
وأضافت المحامية السابقة في مجلس دائرة الهجرة والخبيرة المُختصة في شؤون الشرق الأوسط: " المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقول أن العراق بلداً غير أمن للفلسطينيين عديمي الجنسية , ولاسيما أن هؤلاء الناس هم بالفعل من اللاجئين الذين توقف وضعهم كلاجئ في بغداد , وعلاوة على ذلك فأن وضع الفلسطينيين المتبقين في العراق خطير وغامض جداً , ولا تزال الميليشيات تنظر أليهم على أنهم من مؤيدي صدام حسين", على حد قولها .
وتابعت ألفستروم التي سافرت عدة مرات إلى فلسطين/(إسرائيل) , لبنان , سوريا , الأردن , العراق , ليبيا وغيرها من البلدان التي تضُم اللاجئين: " سُئلت من قبل المنظمات غير الحكومية حول عدد الفلسطينيين الذين عادوا الى العراق, ووجهتُ سؤالي إلى دائرة الهجرة في الثالث من سبتمبر أيلول عام 2009 بأني أريدُ أن أعرف كم عدد الفلسطينيين عديمي الجنسية الذين تم إرسالهم إلى العراق بالقوة منذُ عام 2003 ؟" , على حد قولها .
وأضافت ألفستروم : "جاء الرد من دائرة الهجرة في الرابع من سبتمبر أيلول من ذات العام وقالوا فيه أنه لا يوجد فلسطيني من عديمي الجنسية جرى إرساله إلى العراق بالقوة منذُ عام 2003, وقرارات الطرد المُرسلة من دائرة الهجرة إلى الشرطة مُعلقة !", على حد قولها .
وتابعت ألفستروم : "وهكذا لم يتم إبعاد أي فلسطيني إلى العراق , ومن الواضح إنه لأمر جيد أن لا تُنفذ قرارات الأبعاد غير القانونية , ولكن هنالك ثقوب في الرأس من قبل موظفي الخدمات في دائرة الهجرة الذين يعتبرون أن هذه القرارات ليست ثقوب , بل هي بمثابة فوهة بركان وليس ثقوب وحسب في واقع الأمر" , على حد قولها .
واختتمت ألفستروم : " هل هنالك شخص يستطيع أن يحل هذه المشكلة ؟ أم لا توجد شجاعة أخلاقية بين صانعي السياسة والسياسيين ؟ أين كُل هؤلاء القادة الدينيين الذين يصرخون من أجل عالم مُختلف؟ لماذا لا تقفون بجانب حقوق الفلسطينيين عديمي الجنسية ؟" , على حد قولها .
ومن الجدير بالذكر إن اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق إلى أراضي الاتحاد الأوروبي يحملون وثائق سفر فلسطينية من بغداد وجوازت سُلطة فلسطينية تحمل ثلاثة أصفار , باعتبار أن غالبيتهم من الفلسطينيين النازحين من قُرى أجزم وجبع وعين غزال (كرم مهرال , حيفا كرمل , عين ايالا) الى العاصمة العراقية بغداد على أثر تدمير واحتلال قُراهم بعد تأسيس الدولة العبرية بشهرين ونيف في عام 1948 , وقد تعرضوا إلى الاستهداف المُباشرة وغير المُباشر من قبل الميلشيات المدعومة من طهران بعد الغزو الأمريكي - البريطاني للبلاد عام 2003 , ليواجه البعض منهم قرارات مُخالفة لقوانين اللجوء والأمم المتحدة ولا سيما في السويد وقُبرص واليونان وبعض البلدان الأوربية والإسلامية الأخرى , في وقت ترفض فيه البلدان العربية منحهم اللجوء والإقامة الدائمة بالتزامن مع رفض تل أبيب إعادتهم إلى قُراهم وفقاً للقرار 194 الصادر من الأمم المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر كانون الأول عام 1948 .
إيهاب سليم - السويد
1/9/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"