قسما بأن الدم يا أبي يغلي كاللهب .. وبأن روح الثأر في دمي تراتيل وإعصار على مر الزمن .... قسما بأنك لم تمت .. ما زلت في كل الحنايا ساكنا كل الصدور.. حطمت كل قيودهم...أرعبتهم ..لم يبق فيهم سافل الا ارتجف....ولكن ...
... ولكنك ارتجلت عن صهوة جوادك بعد ان أثخنوك جراحا ... ارتحلت لتكتحل عيون الأرض بروحك الصافية ... وتضمك الى صدرها المثقل بالحزن والألم ... ليهدأ النبض الصاخب مرة واحدة ..ويترك دمعة حارقة تتأرجح في عيون الواقفين خلف حواجر الألم والحزن ....
حي انت يا أبي .. حي أنت يا ابي وقريب ... وتعيش في صمت دماءنا الغاضبة .. لن يطاردوك بعد اليوم ..فمسكنك القلوب الدامعة .. حي أنت يا أبي وقريب.. أكاد أشعر بنبضك يروي ظمأ قلبي بدم الشهادة وعشقها....أكاد أشعر بأنفاسك الدافئة تلفحني.. تدغدغني ..تبث حبك لي
آه . من قسوة الزمن ..
أبي الغالي ... لقد خطفك القدر الى الأبد .. خطفك في وقت أحتاج اليك فيه ..احتاج الى حنانك وعطفك وحبك ورضاك وكلماتك الرائعة ....اااااااااه كم أشتاق اليك ...أبعدتك عني يد المنون .... أحن اليك ..الى صدرك الحنون ... وهمسك الدافئ ... وعينيـك الجميلتين البراقتين ...الى يديك المكفنتين بالرقة والحنان ...أحن الى صوتك..ضحكتك .. حبك الأبدي...
أو ترحل يا أبي ..هكذا ..دون وداع ...أو ترحل عادت دمعتنا تجري في مجرى الأحزان ؟؟ أو ترحل... وقلوب أحبتك حيرى ..اااااااااه كم كنت اتمنى رؤيتك لأخر مرة .. أن اودعك...أقبلك ... يا ربي .. حتى هذا حرموني منه...لماذاا؟؟ أي ذنب اقترفته ؟؟ أأحرم من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة ..أأحرم من لمس وجنتك الطاهره.. من طبع قبلتي الأخيرة ..... من ...من...من.. أأحرم من أن أقول لك مرة واحدة فقط ودااااعااااا ؟؟؟
وتسير الجنازة حزينة ..وأنا خلف أسوار المعتقل ... أبث أشجاني وحزني ..أبعث لجسدك الطاهر قبلتي...لعل النسيم يحث الخطى ليوصلها قبل فوات الأوان .... آآآآه ما أصعبها من لحظات ... ما كان لي غير البكاء .. وقلب أدماه الفراق ... أبث اشتياقي للسماء...أبثها بين سطور زماني.. وسط بحر دموعي المهراقة...أبثها الى شمس قطفت من زنبق عينـيـك الرائعتين صفاها ومداها ...
أبي العزيز ...
كم في فؤادي طعنة غارت الى حد الممات وما بكيت ..ما بال دمعتي التي عانت من اليتمان ...ما بالها تسيل الآن ؟؟؟
الآن قلبي قد هوى في عمقه ... أفلوعة هزت فؤادي واشتياق ؟؟ أم أنه ألم الفراق ؟؟ كفي دموعك يا عيوني ... هم يرتقون الى عرائسهم هناك ...وساحة العرس الجنان .... تغرورق العينان دمعا ..لكن دمعتي الوحيدة سوف تجري في الوريد ..هي دمعة الحزن المكفن بالنشيد ...هي دمعة تأبى البقاء .. وترتحل.. صوب فجر من جديد ..
أبي الغالي : ها قد رحلت .. وفي فؤادي من عيونك ألف ذكرى ....يجتاحني منها هواك.. فأنحني حزنا وقهرا ... ها قد رحلت ..فكيف لي أن لا أفجر ما كتبت لأملأ الآفاق شعرا .....
يا فلسطين الحبيبة : هم قتلوه وكان مشغولا بحبك هائما قلبا وفكرا .... هم قيدوه الى السجون وفي السجون وأشربوه الكأس مرا ...
قالو له دع قيدها ..دع سحر عينيها وغادر ... ما درو أنه قد كان في عينـيـك حرا ...
قالو له ..هذي قصور الطامحين فخلها .. لا يشغلنك حبها ... يا ليتهم ... يا ليتهم تركو القصور لنفسهم وبنو لأجله من صخور القدس قبراا ...
أبي العزيز : لن أبكي بعد اليوم .. فالشهداء لا يبكى عليهم ...شهداؤنا راياتنا فليرتفع منها مئات .. بل ألوف.. لا ضير ..فالشهداء قنطرة الحياة الى الخلود ... وهمو إذا ما أجدبت أرواحنا سالو ندى...وحمو نضارة عشبنا من صفرة الزمن العقيم ... يا سادتي الشهداء .... هذا عهدنا... أن نمتطي ذات الصهيل .. ولا نفك لجام خيل الله قبل بلوغنا الفتح العظيم ....
أبي العزيز : ..أعدك .. لن تغيب كلماتك الأخيرة عن ذهني ما حييت ....رحمك الله ورحم جميع شهداء فلسطين الأبرار ....
وداعا يا أبي .. وداعا .. وأسأله تعالى أن يجمعنا بك في جنان النعيم ..إنه سميع مجيب الدعاء
رثاء الي اخي احمد احسان المناع
اتي اليوم الذي كنت اتمني الا ياتي
ورحلت صديقي في صمت
ابي وجهك الا يري اشراقت الشمس
وصعدت روحك وانتهيت
غادرتني بلا رجعه يا صديق العمر
وانا الذي منك ما اكتفيت
كنت لي اخا وصديقا وحبيبا
وانا بوجودك يوما ما عانيت
كانت الاقدار دوما ما تقف ضدك
ولكنك يوما ما شكيت
يا رفيق الصبا والدرب
انا برحيلك عني انتهيت
كنت في فراش المرض تعاني
وانا اعجز عن تقديم اي شى اليك
كانت اهات المرض تمزق جسدك
والله لو طلبو روحي فداك لارتضيت
صدقني يا رفيق دربي
لم اكن املك الا الدعاء اليك
كم تمنيت ان تتبدل الادوار
ولكنك بحكم الله ارتضيت
ورحلت اخي وصديقي وحبيبي
واغلقت انا بيدي مقلتيك
واختار الجسد الصمت
وتحجرت في عيوني الدموع حزنا عليك
رحلت حتي من دون وداع
وتركت القلب يلتاع عليك
لك يا رفيقي في القلب ذكري
وحب لن ينسي ما حييت
برحيلك صديقي اصبحت الدنيا ظلام
بموتك يا رفيق الدرب اضحي العالم خراب
ايامك الاخيره في الدنيا مرت كدهور علي
حتي من كنت اظنه حبيبي ومعيني في الدنيا
تخلي عني ولم يصلني منه حتي عتاب
يا لظلمك يا حبيبي تخليت عني ولاتفه الاسباب
بواسطة علاء ملحم مشاوير
30/1/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"