مفهوم الحرية هو أن نقول ونكتب ما نشاء دون أن يمسنا سيف الرقيب أو سوط الجلاد ، فالحرية الحقيقة هي حرية الفكر ، وحرية التعبير وبيان الرأي هي نتيجة لحرية التفكير، وعندما تسلب أحد هاتين الصفتين ـ التفكير والتعبير ـ يفقد الإنسان أهم خصائصه البشرية التي منحه الله ، والتي بها يتميز عن غيره من الكائنات ، فالحرية في التعبير تمنحك إنسانيتك ، تشعرك بقيمتك ووجودك وانك كائن لك معنى في هذه الحياة ، الحرية في التعبير هي بداية التحضر والتقدم ، فلم يعرف المسلمون التقدم إلا عندما أعطوا الحرية في التعبير، وشعروا أنهم أناس لهم قيمتهم في هذه الحياة ، وحدث التخلف عندما سحبوا بساط الحرية من تحت أرجلهم ومنحوها للآخر يتحكم بهم كيف شاء ، فالحرية في التعبير هي دلالة لصحة بيئتك الفكرية.
والحرية في التعبير ليست علم يدرس أو مهارة تكتسب إنها نزعة وحاجة إنسانية هي كالطعام والشراب ، فأنت لكي تعيش لا بد أن تأكل وتشرب ، وكذلك لا بد أن تكون حراً لكي تعيش إنساناً لا حيواناً تقاد حيث يشاء الآخرون ، وكما انك تبحث عن الطعام والشراب وتسعى لتوفيره فحرية التعبير كذلك يجب أن تبحث عنها وتسعى لتحصيلها .
الحرية في التعبير ليست حكراً على فئة معينة ، بل هي لكافة الناس، الكل من حقه أن يعيش حراً. لقد ولدنا أحراراً فلماذا نستعبد بعضنا بعض ، ولا تعني الحرية الخروج عن شرع الله ؛ بل شرع الله هو الذي يمنح الحرية ، فإن من خصائص هذا الدين أنه يبني القيمة الذاتية للفرد ، فالعبودية هي التحرر من عبودية النفس والشيطان .
والحرية ليست هي الإيذاء والتعدي على حقوق الآخرين ، والسب والشتم والتلفظ ببذيء القول؛ بل هذا نوع من أنواع الديكتاتورية ، ومحاولة للتسلط القذر وفرض الرأي على الآخرين ، الحرية الاعتراف بالآخر وأنه موجود له قيمته الإنسانية وحقوقه المدنية ، وهنا يجيء في خاطري فتح الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو لم يهدم الكنائس عندما فتحها بل أبقاها على ما هي عليه ، وهذا نوع من الاعتراف بالآخر وأن له حقوق يجب أن تعطى ، وإن كان كافراً .
الحرية في التعبير هي سبيل إلى تحقيق العدالة المفقودة ، فالعدالة الحقيقية لا تتحقق في ظل الاضطهاد وحرمان الحقوق ومنع الممارسات الإنسانية الشرعية ، فالحرية التعبير مقدمة أساسية لدفع الظلم وإزالته من المجتمع ، وفي إقصاء الحرية يتعذر أن نتواصل مع المجتمع بصدق وإخلاص ومحبة، وهذا على المدى البعيد يؤثر تأثيراً سلبياً على تقدم المجتمع وتطوره ولذلك نجد أكثر المجتمعات تحضراً ورقياً أكثرها حرية ، ولكن ضمن حدود الشرع وليس الحرية معناها الاباحية كما يتصور البعض .
إننا نخاف من الحرية لأننا لا نعرف قيمتها وأثرها ، نخاف من الحرية لأننا لا نثق في الآخرين ، نخاف من الحرية لأننا نفتقد القيم والمبادئ الرفيعة ، نخاف من الحرية لأننا أنانيون متكبرون جاهلون لمعنى الحرية ، نخاف من الحرية لأننا نريد أن نستغل الآخرين لنحقق أهدافنا المتعارضة مع أهداف غيرنا .
ونحن نملك في شريعتنا قواعد وأصول سامية في كيفية التعامل مع الموافق والمخالف في العقيدة والفكر ، ولكن جهلنا بهذه القواعد جعلنا نحكم على الإسلام بأنه يحارب أو يقصي حقوق الآخرين في التعبير، وهذا حكم ظالم ، فالعالم لم يعرف معنى الحرية وحقوق الإنسان إلا بعد بزوغ فجر الإسلام ، وإن كان هناك إساءة تنسب فلا تنسب إلى الإسلام وإنما إلى التطبيق الخاطئ للإسلام أو بالأصح إلى هجر القواعد الكليّة القيّمة الإسلامية في كيفية التعامل مع الآخر إي كان هذا الآخر.
ونحن كثيرا ما نقيد ونسلسل أنفسنا بأوهام وخيالات لا وجود لها ، فنعيش في وهم الخوف والكبت ، ففي كثير من المواقف لا نستطيع أن نعبر عن رأينا بتجرد وجرأة وصراحة ليس لأن الخارج يمنعنا ، بل لأننا نحن نمنع أنفسنا ونكبت أفكارنا ، نتعامل بقسوة مع أنفسنا ، نقمع أفكارنا وآرائنا قبل الآخرين ، نحتاج ـ بداية ـ إلى تحليل مواقفنا تجاه أنفسنا قبل أن نحلل مواقف الآخرين تجاهنا .
إن أول خطوات التحرر هو الشعور بقهر العبودية ، وإدراك أن فكرك ورأيك ـ وهو من أخص خصوصياتك ـ مسلوب منك ومنتزع ، ومن فنون الدكتاتوريين أنهم يشعرونك أنك تعيش حراً طليقاً وأنت في قيودك ، فلن تكون دكتاتوري حتى تتقن مهارة التحكم في عقول الناس وكيفية توجيه فكرهم ، أنت لن تطالب بحريتك ما لم تشعر أنك مقيد مستعبد ، وتعيش في حالة كبت فكري وقهر حسي ، وكسر هذه القيود لا يحدث إلا بالقوة ، وقد تكون القيود كثيرة يصعب عندها التحرر والانفلات ، وهنا ينبغي التدرج في كسر القيود فيبدأ بأيسرها وألينها فبعض الشيء أخف من بعض .
تأمل حال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما يقول على المنبر:- "إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني" ، فقال له رجل من بين الناس: "إذا أخطأت قومناك بسيوفنا..!". دعوة لكل الأخوة في الوطن والإنسانية .. قوّم الخطأ .. وقل للمخطئ أنت مخطئ .. ولا تخش في الله لومة لائم ..كما في معنى الحديث " انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل وكيف ظالما قال أن تمنعه عن الظلم " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا إتباعه لماذا يخاف البعض من المعلقين والنفاد من حرية التعبير والحوار الهادف او المقالات البعيدة عن التشنج فعندما يطرح بعض الكتاب موضوع يرد عليه فنجد بعض الردود تطالب بحذف المقال او التهجم على المقال او الاستهزاء بصاحب المقال لماذا التعصب والتهجم دون الحوار هل أصبحنا نعيش على قاعدة ان لم تكن معي فأنت ضدي ، فرب العزة والجلالة سبحانه وتعالى تحاور مع ابليس في القران الكريم مع العلم بأنه رفض السجود والقصة معلومة للجميع فهذه مصيبة من وجهة نظري يا إخوان انظروا الى الغرب أين وصل ونحن أين وصلنا هل اصبحت الكراهية والبغضاء او التجريح بالآخرين او الخوف منهم هو همنا الوحيد هل أصبحنا نتلذذ بحب السيطرة وقمع الرأي الآخر فكلما أنزلت مقالة يقولون بأنها ستؤذي أهلنا في قبرص لماذا وإعلامهم لا يكف من الحديث عن مساؤنا .
ألا يجب أن نعبر كما يعبرون هم وأي حذف لأي رد يعتبروه بأنه منع لحرية التعبير !
و إنما نحن في الغالب – لا نسمح حفظ نمط توجه الكاتب و فكرت لأن كثيرا من الردود و إن كانت في سياقها السليم إلا أنها تعبر عن خوفهم فليس كل حق يقال في كل موقف !! و رب كلمة حق اريد بها باطل .
والله أعلم اخوتي ارجو ان يكون لكم صوت يعبر دون خوف عن رأيه مراعيا حدود الله فقط لا أكثر والخوف من اي جهة قد تستغل المقال لنوايا مغرضة فهذا لا يمكنه ان يكون دليل إدانة ضدنا فكل مقال يعبر عن فكر صاحبه لا اكثر ولا اقل وهم يعلمون ذالك ولكن خوفنا منهم اصبح يسيطر حتى على عقولنا وهنا الطامة الكبرى حيث انهم قيدونا وسجنو أفكارنا في شتى مجالات الحياة إخوتي الكرام لن أطيل عليكم ولكن تأكدوا ان الذي اعطاكم رقابكم هو وحده القادر على قطعها ولو اجتمعت الأمة على ان ينفعونا او يضرونا بشيء فل يستطيعوا الا بامر من الله عز وجل فكفانا خوف من ان نعبر ما بداخلنا وان نقول ما نريد وهو بسط ما يمكن للإنسان فعله ان يعبر عما يريد فهل ابسط حقوقنا ممنوع بالحقيقة لست ادري .
اخوكم
إبراهيم محمد زياد
14/6/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"
ملاحظة من ادارة الموقع : تم تعديل بعض الفقرات في المقال حسب توصية اللجنة العلمية في الموقع وتم اعلام الكاتب بذلك .