أصبح مصطلح فلسطيني من العراق مشكلة في حد ذاته ، إذ يعتبر في هذه الأيام علامة وكناية عن المعاناة والمحنة والاضطهاد بمختلف جوانبه ، أينما حل وارتحل وفي أي بقة تواجد .
تفيد التقارير والدراسات والأخبار التي تصل إلى موقع فلسطينيو العراق باستمرار بأن الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون بأمان في العراق انتقلوا وترحلوا وتشتتوا بعد عام 2003 إلى أكثر من ثلاثين دولة في مختلف بقاع الأرض ، ومن تلك الدول التي وصل إليها الفلسطينيون ماليزيا التي تقع في جنوب شرق آسيا .
حيث بدأت فكرة السفر إلى ماليزيا في منتصف عام 2006 بعد أن بدأت الأمور في العراق بالتدهور وكثر عدد النازحين والمهجرين إلى المخيمات وخارج العراق ، حيث وصل عدد قليل من العوائل إلى ماليزيا كخيار مطروح أمامهم بعد أن ضاقت بهم جميع الدول العربية ولم يتمكنوا من دخول أي دولة وأصبحوا في حيرة من أمرهم أين يذهبوا ، وحالة عدم الاستقرار المقلقة تخيم على عامة الفلسطينيين في العراق ، ولا سيما بدأ هذا التفكير بشكل جدي بعد الضغوطات الكبيرة والملاحقات لكافة الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى سوريا ، وثمة سبب آخر قد شجع الفلسطينيين للذهاب هناك هو هنالك تسهيلات كبيرة للجميع تمكنهم من الوصول إليها .فغادر عدد قليل من العوائل عام 2006 والتحق بهم عدد أكبر في عام 2007 بعد أن وصل أعداد آخرون إلى قبرص وتركيا واليونان والسويد والنرويج وغيرها من الدول ، لتبدأ رحلة جديدة من المعاناة والتهجير ، حتى أصبح نصيب ثلاثين عائلة فلسطينية أن يصلوا إلى ماليزيا .
وتبدأ المعاناة بمراجعة مكتب الأمم المتحدة الخاص بقضايا اللاجئين ، وهذه محنة أخرى تضاف لعمليات القتل والملاحقة وعدم الاستقرار للفلسطينيين أينما حلوا ، فيتم إعطاء الفلسطيني ورقة تثبت بأنه راجع الأمم المتحدة ، ثم يتم إعطائهم مواعيد للمراجعة المستمرة ما بين ثلاثة شهور إلى سنة تصل مدة المواعيد ، ويذكر أحد اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين حاليا في ماليزيا بأن الحكومة الماليزية لا تعترف بتلك الورقة التي تثبت بأنه لاجئون ؟! وهذا يذكرنا بمواقف الدول العربية إزاء تلك الأوراق التي قد تمنح للفلسطيني من قبل مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، ولا تمكن أحدا تلك الأوراق من العمل أو الإقامة بطريقة رسمية ، وبالتالي قد تعرض تلك العوائل للحبس لمدة تصل إلى ستة شهور كما أفادنا أحد الفلسطينيين ، لكن هنالك ثمة مسألة وهي أن عموم السلطات الماليزية والشرطة متعاطفون جدا مع الفلسطينيين من هذه الناحية .
إلا أن الأوضاع المعيشية لتلك العوائل صعبة جدا فهم في وضع لا يحسدوا عليه ، فمعظمهم يعملون في مطاعم بأجور يومية بخسة جدا ، وأما الأطفال بمعظمهم لا يذهبون إلى المدارس ، لأنهم لا يسمح لهم بالدراسة في المدارس الماليزية ، وأما المدارس العربية فأجورها باهظة ، وكذلك أجور النقل .
وتفيد الأخبار نقلا عن عدد من الفلسطينيين بأن لم يستلموا أي معونات من أي جهة كانت ، سواء رسمية كالأمم المتحدة أو شعبية كجمعيات أو غيرها ، باستثناء إحدى العوائل الذين تلقوا معونة قليلة جدا في شهر رمضان من أحد المساجد بحيث لا تكفي لإيجار عشرة أيام ؟!! .
معظم العوائل الموجودة الآن في ماليزيا هي بغداد من مناطق مدينة الحرية والبلديات والدورة والزعفرانية .وتضاف إلى كل تلك المعاناة معاناة اللغة والبيئة والتأقلم ، فحتى يتمكن الفلسطيني من الانخراط والاندماج بالمجتمع الماليزي فعليه أن يتعلم لغتهم أو اللغة الأنجليزية .
المشرف العام على موقع " فلسطينيو العراق "
يرجى الإشارة إلى موقع " فلسطينيو العراق " عند النشر أو الاقتباس