كلما مضى عام تمنينا أن يكون العام الجديد أفضل مما مضى - أنور الشيخ

بواسطة قراءة 2174
كلما مضى عام تمنينا أن يكون العام الجديد أفضل مما مضى - أنور الشيخ
كلما مضى عام تمنينا أن يكون العام الجديد أفضل مما مضى - أنور الشيخ

من لا يعرف العراق العربي... العراق لا يعرفه

احتلت فلسطين و العراق

كلما  مضى عام تمنينا أن يكون العام الجديد أفضل مما مضى وتبددت الأماني والأحلام وتتجدد هذه الأماني مرة أخرى  نتوارثها من الأجداد والآباء ثم  لازال الأحفاد يتمسكون بالأماني.

من الضروري أن نتناول هذا الموضوع  لا هميته حتى ننعش ونحي الذاكرة التي يحاول البعض أن  يمحيها ..

لان للذاكرة تأريخ ولان التأريخ مهم في استحضاره لمواجهة  الحاضر.. من لا يعرف العراق العربي.. العراق لا يعرفه ..لنؤكد إن تأريخ العراق لم يبدأ في السابع عشر من تموز عام 1968 ..لينتهي في التاسع من نيسان عام 2003 عام الاحتلال الأميركي.

العراق العربي بتأريخه المجيد هو جز من الوطن العربي وأبنائه جزء من الأمة العربية.. العراق العربي  بشماله وجنوبه وشرقه وغربه وطن واحد من الانبار إلى  الاهوار هو القلعة الشرقية الحصين للوطن العربي بوجه مطامع الرياح الصفراء الفارسية. مثل ما هي القلاع الحصينة في المغرب العربي للأمة بوجه موجات الاستعمار والغزاة الإفرنجية الغربية الاستعمارية القديمة والحديثة الفرنسيين والطليان ومن رموزها الإبطال عمر المختار للثورة العربية الليبية وعبد القادر الجزائري والخطاب  والثورة الجزائرية. وبلاد الشام في فلسطين العربية وثوراته الشعب الفلسطيني المستمرة منذ ثورة إلى ثورة عام 1936 ضد المستعمر البريطاني والغزو الصهيوني وإضرابه الشهير وهو أطول مدة في العالم  الذي مكث أكثر من ستة شهور ناهيك عن هزيمة الصليبيين .

العراق العربي بطبيعته متمرد على كل غازي ومستعمر يدنو منه لتقزيم دوره ضمن دائرة الاستعمار القديم والحديث التي أنتجت لنا التجزئة .. تجزئة وطننا العربي من المحيط إلى الخليج .. مثلما هي  مصر العربية ودورها عبر التاريخ قد تعدى واقع التجزئة منذ تمرد (محمد علي باشا) مرورا( بالزعيم سعد زغلول) إلى عهد الزعيم( جمال عبد الناصر)..

إن من يعتقد إن العراق العربي يمكن تقييده وأسره ضمن الحدود السياسية لواقع التجزئة هو واهم  ومخطئ ومعادي وله أهداف تخدم القوى الأجنبية الاستعمارية في تكريس واقع الاحتلال والتجزئة والتخلف.. وإلا بماذا نفسر تاريخ ( نبو خذ نصر ) ودوره الذي تجاوز الرقعة الجغرافية .. إلى السبي البابلي في تلك الحقبة التاريخية..وكذلك اندفاع واستشراس المغول والتتار صوب بغداد وتدميرها واستباحتها على كل المستويات في عهد آخر( خليفة المستعصم بالله ) في الدولة العربية الإسلامية وعاصمتها بغداد الرشيد...وبماذا نفسر أيضا محاولات الفرس الطامعة في العراق وهزيمتهم معركة ذي قار والقادسية الأولى والثانية وردهم ونحرهم إلى كيدهم..وأيضا هزيمة الاستعمار الانكليزي الذي هو جزء من تمرد العراق على الغزاة في تاريخه.. هذا هو العراق العربي الأبي الحر لا يقبل أسره في قفص كيانيه التجزئة لينكفئ طموحه ودوره ضمن  شخابيط التجزئة الاستعمارية بل انه انسجم وتناغم مع حق العراق وتاريخه المشرف بتمرده على أهداف وأطماع الأعجمي واستمر برسالته الإنسانية المعهودة  ونقصد هنا العراق  المقاوم ويأبى  العراق أن بقزم دوره حاضرا.

الشعب العراقي والأمة العربية يعرفان العراق العربي الكبير بدوره الريادي حيث استجاب مع ثقله وتأثيره من خلال مشروعه العربي التحرري الوحدوي التقدمي على مر تاريخنا العربي..

إن حقيقة تاريخنا العربي والإسلامي تؤكد أن قيادة امتنا العربية قد تناوب عليها كل من مصر العربية والعراق العربي هما القوتان الفاعلتان على مر العصور بحكم موقعهما وثقلهما .. وان استهدافهما يعني استهداف الأمة بأكملها الناطقة بلغة الضاد  ونهوضهما .. بعني هو نهوض الأمة  بأكملها  ولهذا تعي امتنا وتدرك تماما هذه الحقيقة.. أما الحكام من أمثال السادات وحكامها الجد قد قيدا وثاق دور مصر العربية وأسرها في كيانيه التجزئة تلبية لمصالح القوى الخارجية المعادية لأمة العرب.. وكما هي اليوم الشراذم العميلة المنصبة من قبل المحتل الأميركي في العراق إذ تسعى خائبة في تقييد وثاق واسر دور العراق العربي في تمرده وعنفوانه لمنع ضرب حلقات الاحتلال والتجزئة والتخلف تحت شعارات إقليمية وشوفينية وقطرية وطائفية مغرقة في تخلفها ورجعيتها وعنصريتها وبلبوس شعارات أن العراق للعراقيين  وهو في حقيقة الأمر أن واقع العراق قد أصبح مستباحا للنهب الأميركي المحتل. فإذا كان حقيقة إن دور العراق عبر تاريخه هو أن يكسر قيود الأمة نحو الانعتاق بالتحرر والوحدة والتقدم.

هذا هو العراق العربي .. هذا هو العراق العربي ...الشامخ أبدا  ياسفهاء الاحتلال الأميركي.. العراق العربي اكبر من مشاريعكم التفتيتية وخيانتكم وعمالتكم للأمريكان والفرس ولنهجكم الطائفي العنصري الانعزالي..

مرة أخرى لنؤكد أن العراق العربي لم يبدأ تأريخه في عام 1968 لينتهي عام الاحتلال للعراق 2003 انه عميق الجذور ومجيد متصل بتاريخ أمته ... فتأريخ العراق المشرق والمشرف للشعب العربي العراقي وأمته العربية المجيدة.. من( نبو خذ نصر)  إلى العراق المقاوم يرفضكم يا أدوات الاحتلال ولا يعرفكم أايها الأقزام العملاء  وانتم تهدمون العراق اليوم بمعول الغازي الأميركي والفارسي معا..ولكن هيهات فالمقاومة ستعلنها صريحة وواضحة بان العراق سيعود إلى مكانته الطبيعية وسيبقى دوره الريادي  في قيادة هذه الأمة ويعلنها  بأنه عربي وجزء حي  من هذه الأمة العربية والإسلامية..

 

أنور الشيخ

31/12/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"