إن قراءة تاريخية
لمسيرة هذه الأمة في الماضي والحاضر وما نشاهده
اليوم على الساحة الإسلامية والعربية من ممارسات خاطئة تحمل شعارات إسلامية
و"قومية" للكثير من حكامها فالحقيقة التي لا ينتابها الشك أن هذه الأعمال
مخطط لها لتشويه الإسلام وإبعاده عن ساحة البناء والتقدم لكل المسلمين وغمس روح اليأس
والانقياد لرغبة الغرب والصهيونية لتحقيق "فلسفتهم
العقائدية" في شل قدرات الأمة الإسلامية في النهضة والتقدم لبناء النموذج الحقيقي والوجه الصحيح للمسلمين .
حضرة القائد
عذرا بتسميتنا اليك
بالقائد وليس الرئيس فانت رئيس لشعب تركيا الشقيق ولكن انت قائد الينا بدينكم واخلاقكم
وشجاعتكم وحكمتكم فانتم تسكنوا بوجداننا وضمائرنا
فانت مثلنا ومثل لكل المسلمين انت قائدنا .
ان قيادتكم الحكيمة
الراشدة والملفتة عززت من ثقة المسلمين بعد ان عز في هذه الأمة رجالا يعيدوا سيرة اجدادنا
المسلمين من خلال قيادتكم لجمهورية تركيا وتقدمها وازدهارها الذي اذهل اعدائها قبل
اصدقائها من خلالكم مؤكدين أن سلاح الإيمان إذا استخدم وفق المنهج الرباني والإسلامي
الصحيح فسيحقق ما يعتبره البعض من المعجزات
الا إن الإسلام بما يملك من طاقات إيمانية وأخلاقية وعقلانية ومنهج حياة يملك القدرة
على صناعة الإنسان المسلم الذي ننشده في عصرنا الحالي من خلالكم .
حضرة القائد
ان ما يدعونا بان
نكتب اليكم هو ايماننا بالله اولا ومن ثم بعدالتكم وانسانيتكم المستمدة من عقيدتكم
الإسلامية لانصاف المظلوميين .. ان ما يتعرض له فلسطينيو العراق منذ سقوط النظام السابق
في العراق حتى يومنا هذا شيء مريب ومرعب .. فقد الفلسطينيون غالبية وجودهم في العراق
بسبب الاحتلال الامريكي وانعكاساته ثم الاستهداف الطائفي وحيث كان عددهم قرابة اربعون
الف فلسطيني ينعمون بالامن والاستقرار لم يتبقى منهم سوى اربعة الاف فردا تعسرت عليهم
سبل الرحيل لاسباب كثيرة اهمها الترويج الصهيوني الاعلامي بتصوير الفلسطيني بانه ارهابي
عالمي والغاية من هذا منع الفلسطينيين من مقومات الحياة الانسانية ولو بحدها الادني
ومحاصرته عربيا وإسلاميا ودوليا لافتعال حالة اليأس والدمار متخذين من حالة الانبطاح
والخنوع للانظمة العربية ذريعة للقضاء على من تبقى من شعبنا فلا يسمح للفلسطيني من
دخول اي بلد عربي ولو لاسباب انسانية او ترانزيت وغيرها وهذا الحال من بعض الدول الإسلامية
والعالمية مستثنى من هذا جمهورية تركيا التي تسمح بدخول الفلسطينيين اليها بدون شروط
او عراقيل .
حضرة القائد
لا يسعنا ولا تسعفنا
الكتابة اليكم جراء ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون من معاناة في البلاد العربية
لانه طويل السرد لا تكفيه صفحات تثقل بصيرتكم بقرائتكم لكثرها .. هذه المعاناة انما
هي مخطط لها لافراغ الساحة العربية من الوجود الفلسطيني واجباره الى الانصراف الى دول
الشتات لتنفيذ ما تبقى من الاجندة للغرب والصهيونية في امتنا الإسلامية والعربية للقضاء
وطمس قضيتنا الإسلامية فلسطين ومن هنا اذ نستصرخكم
بمساعدة شعبنا الفلسطيني .. ان يكون لكم اليد الكريمة لانقاذ شعبنا مما يعانيه وخاصة
فلسطينيو العراق بفتح الاراضي التركية وتسهيل الامر لمن تبقى من فلسطينيو العراق لغرض
الدمج والتوطين في بلد إسلامي يصون اهلهم من الاغتراب في بلاد تتنافى والقيم الإسلامية
لهم وخاصة العوائل التي نسبة النساء عالية لديهم ومنحهم الجنسية التركية .
حضرة القائد
ان مواقف جمهورية
تركيا ليس بجديد علينا من دعمها لقضية فلسطين تلك القضية التي هي ليس ككل قضايا العالم
بل هي قضية ربانية .. وان موقف الخلافة العثمانية متمثلة بالقائد السلطان عبدالحميد
الثاني رحمه الله تعالى .. الذي رفض المساومة على التفريط بمتر من ارض فلسطين لليهود
امام مغريات الاموال والذهب .. إذ كانت تئن خلافته تحت وطأة الديون المتراكمة، والضغوط
والانشقاقات الداخلية، وتهديدات القوى الغربية سواء عبر الحروب الدائمة التي كانت تأكل
من اراضي الدولة او من خلال التدخلات المتواصلة في شؤونها الداخلية. وكان السلطان رحمه
الله .. يشعر بضغط الحاجة المالية الملحّة والتي كان يدركها هرتزل ويبني وعوده للسلطان
الا ان السلطان رفض كل المغريات اليه . ان هذا الموقف هو موقف قد حفر ونقش باحرف من
ذهب ليكون رسالة وصفحة مشرقة لأمتنا الإسلامية وقادتها عبر التاريخ والحاضر والمستقبل
ويعيدنا الى نفحة من عصر الصحابة رضوان الله عليهم جميعا .. هذا الموقف الذي شجع الفلسطينيين بالوقوف الى
جانب الدولة العثمانية ضد ما يسمى بالثورة العربية الكبرى المساندة للانكليز والتي
غاضت وتنامت من خلالها احقاد وكره الغرب والانكليز والصهيونية ضد شعب فلسطين .
حضرة القائد
اننا نتطلع املين
بجنابكم ان تعيدوا سيرة اجدادنا من خلال ولايتكم بالحكم واننا يصبونا الامل بانكم ستكونون
خير ما انجبتهم الامة في عصرنا الحديث وسيكتب التاريخ عن سيرتكم باحرف من نور في زمن
عز على الامة رجالا مثلكم .
حضرة القائد
ان حاضر الأمة الإسلامية
ومستقبلها بين أيديكم بل إن مستقبل الحضارة
الإنسانية بين أيديكم. متمنين ان يحظى طلبنا
بموافقتكم في زمن اصبح الاحرار عبيدا وانقلبت المفاهيم الانسانية لتعلو عليها مفاهيم
الغاب معتقدين وواهمين بان شمس الحرية قد غابت متناسين بان أمتنا الإسلامية هي ولادة
للاحرار والقادة وان شمس الحرية سيبزغ ويشرق قريبا بوجودكم ان شاء الله.والخيريين
لكم منا كل الدعاء
بالموفقية لشخصكم والى شعب تركيا الظهير والمساند والشقيق لقضيتنا ادامكم الله فخرا
وعزا لكل المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم : مريم العلي
12/1/1440
22/9/2018
نسخة منه لمكتب
الرئيس التركي
ونسخة للخارجية
التركية
ونسخة للسفارة التركية
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي
الموقع
حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة
النشر بشرط ذكر المصدر"