لا تجعلوا الأولاد ينسون - محمد خيري الماضي

بواسطة قراءة 1835
لا تجعلوا الأولاد ينسون - محمد خيري الماضي
لا تجعلوا الأولاد ينسون - محمد خيري الماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

رغم ما حصل لآبائنا وأجدادنا من تهجير قسري من بلادهم على يد العصابات الصهيونية من مؤامرة معروفة لا نريد أن نكررها إلا أن أهلنا حافظوا بقدر ما يستطيعون على وحدتهم وتكاتفهم وتواصلهم مع بعض في مخيمات اللجوء وبقوا محافظين على لغتهم ودينهم وتراثهم وتكاتفهم مع بعض وهذه ربما احد الأسباب التي أدت إلى اشتعال الثورة الفلسطينية وحافظت عليها وذلك لشعور الفلسطيني بفلسطينيته حتى اننا رغم عدم مشاهدتنا لفلسطين فاننا كنا نراها من خلال أحاديثهم ليل نهار عن قراهم وتاريخهم وتاريخ عوائلهم وحتى هذه اللحظة فهناك من يقول هذا جبعاوي وهذا غزلاوي وهذا جزماوي رغم انهم لم يروا هذه الأماكن من كثر ما تحدث أهلنا عن بلادهم ولكن مع الأسف وبعد ما حدث عام 2003 من أحداث في العراق أدت إلى تمزق العوائل وتشتتها بعد ان كانت يد واحدة في الخير وفي دفع الشر في الفرح وفي الحزن أدت هذه الأحداث إلى تفرق الفلسطينيين إلى الجهات الأربعة حول العالم فترك الابن أباه وأمه حتى ان الكثير قد ماتوا دون أن يروا أبنائهم وأصبحت العائلة الواحدة التي كانت في بلد واحد ومدينة واحدة في عدة دول وأصبح من الصعب أو من المستحيل أن تلتقي هذه العوائل مرة أخرى ولا شيء على الله ببعيد ولكننا نتحدث كواقع حال لظرفنا كفلسطينيين وأصبح الحديث عن فلسطين وتاريخها وقراها أمر صعب لانشغال الجميع في ظروفه الخاصة الصعبة جدا لذلك وجب على الآباء وخاصة من تجاوز الخمسين من العمر التحدث مع أبناءهم وأحفادهم ليل نهار وعليهم أن لا يملوا من ذلك لأنهم ورثوا عن آباءهم الكثير من تاريخ وتراث فلسطين ولأنه لم يبقى من عمرهم الكثير أطال الله في أعمارهم وعليهم أن يتحدثوا لأبناءهم عن تاريخ فلسطين وتراثها وما حدث من مؤامرات ضد هذا الشعب الصامد وعليهم أن يجعلوا أبناءهم يتواصلوا مع أهاليهم في كل البلاد وأن يذكروهم بكل شخص منهم فردا فردا وأن يستمر التواصل من خلال المصاهرة والتعاون في الخير وفي دفع الشر وان يستخدموا كل ما يتيسر لهم من وسائل الاتصال وعليهم أن يحاولوا العودة للتوحد واللقاء من جديد وان لا تلهيهم الدنيا لأنهم إن لم يفعلوا ذلك فعلى الأولاد السلام وعلى تاريخنا وتراثنا السلام فاجتهدوا وواصلوا لكي لا ينسى الأولاد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بقلم : محمد خيري الماضي

17/2/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"