وكثيرا ما كان المغلوب يتحرر من
الغالب وينهض من كبوته .. ولو بعد تضحيات وخسائر كبيرة ولكنها تنتهي بزوال الغزو
والغازي ..ونهوض المغلوبين من جديد .. ولربما يستقر بعض الغزاة في الأرض المغزوّة
..ثم ما يلبثون أن يذوبوا في المجتمعات و يصبحوا من المواطنين ..
ولكن : أن يُفَرَّغ وطن كامل من
شعبه وأهله .. أو
غالبيتهم العظمى .. ليؤتى بغرباء وافدين ليحلوا محلهم ....ويكونوا شعبا جديدا
بديلا .. فهذا ما لم يحصل في التاريخ ..! حتى لو تذرعوا بذرائع واهية ؛ وأساطير
خالية ؛ وخرافات بالية !
.. لا نريد أن نتوه – ونتوِّه
القاريء .. –
في دهاليز المؤامرة العالمية التي
دفعت إلى إيجاد هذا الوضع الشاذ .. في الكون –والمنطفة
– للمحافظة على تمزيق العالم العربي
والإسلامي ..وزرع خنجر [ غريب مسموم] في قلبه
)فلسطين) ..يوكل بحراسة تخلفه
وتمزقه وقمعية نظمه وفسادها وعمالتها .. وفي الأصل
للحيلولة دون توحد المنطقة
..وبأصرح عبارة ( للحيلولة دون عودة دولة الخلافة
الإسلامية )- التي مثلت – على
امتداد تاريخها – سدا منيعا دون أطماع ومؤامرات
وأحقاد الغزاة والطامعين - .. وحتى
لا ينهض العالم الإسلامي ..وينفض عنه غبار الذل
والاستعباد والوهن والاستغلال
والتبعية والعوز ..وحتى تبقى موارده نهبا للغزاة – بشكل ظاهر أو خفي –
وأسواقه متاحة لإنتاجهم .. وبالتالي .. يبقى الناس في ضنك دائم – إلا القليل –
ويظلون يدورون –كحمير الرحى – ليل نهار ..ونتاج عرقهم وشقائهم وكدهم
وكدحهم .. يعود إلى فمالأجنبي المستغل ..الذي هومستعد لخوض حرب – بل حروب-
للمحافظة على نهبه واستغلاله –
كما تفعل فرنسا حاليا في مالي
..لتظل قريبة من نهب مناجم الذهب هناك ..ولتظل تنهب اليورانيوم في النيجر –
وهوأغلى من الذهب – وغير ذلك في غيرهما..وشعوب المنطقة بائسة جائعة متخلفة يصدق
عليها القول :
كالعيس في البيداء يقتلها
الظما والماء فوق ظهورها محمول !
.. وهنالك شعوب [ مردت] على
العبودية والهمجية ..فقد رأينا في مالي من ينكل بأبناء دينه وجنسه .. وينهب
أموالهم وشقاء عمرهم .. بتغاضٍ مقصود بل بتحريض [ وتشفٍ] ظاهر من فرنسا وعبيد
فرنسا !!
يمتصون دماءنا وخيراتنا ليشبعوا
ونجوع ويترفهوا ونشقى!
.. فأوروبا ..يعيش إنسانها [ ملكا ] مكفول الحاجات ..
علاجا وإنفاقا ورفاهية ..ومعظم مواطني [ المناطق المنهوبة ] لا يكادون يجدون ما
يسد رمقهم ..وكثير منهم يموت جوعا وعريا أو مرضا أو فقرا ..وخيرات البلاد تذهب إلى
المستغلين ..الذين يوقنون أن يقظة المنطقة وتكاملها ..ونهوضها واستقلالها ووحدتها
– وبالأولى قيام خلافتها - ..معناه = انقطاع موارد النهب والسلب الاستعماري
الاستغلالي .. فلا يجد مواطنهم تلك الرفاهية المبنية على استغلالنا وإفقارنا
بل على دمائنا وتمزيقنا .. –
ولديمومة ذلك - إثارة الفتن والخلافات والمشاكل فيما بيننا
مما يعينهم على تنفيذ مخططاتهم –
وإدامة أمد سيطرتم واستغلالهم ..!! بل وسلب ما
يبقى لدينا من بقايا رمق .. في
شراء أسلحتهم التي قد يقيمون حروبا مقصودة ..ليس
إلا ليُسَوِّقوها ..لتحصد آلاف
الأرواح البريئة ..المهم أن يبقى[ السيد المستعمر ] محمر الوجه من دمائنا منفوخ
الكرش من خيراتنا ..ونحن جياع مشردون .. إلخ .
.. ومن هنا ...ولهذا.. أُقيمت الدولة اليهودية في فلسطين
في قلب العالم العربي
والإسلامي ..والتي ( من يسيطر
عليها يسيطر على المتطقة بل وعلى العالم ) كما قال [ ناحوم جولدمان رئيس المؤتمر
الصهيوني العالمي – في أحرج فترات إنشاء وترسيخ الكيان
الصهيوني المفسد] !.
.. والشعب الفلسطيني .. يسكن تلك البقعة الاستراتيجية المهمة .. وكذلك أن
يُبتلى ..بمثل هذا العدو الدنيء والذي لا نريد التفصيل في طبائعه ..فهي معروفة
..وأشرنا إلى بعضها في أكثر من مناسبة ..ومجملها ..أن مواجِه هذا الخصم لا يجد له قاعدة محددة
ينطلق منها في مواجهته ..إلا العنف والمغالبة المسلحة ..لا غير ( أم لهم نصيب من
الملك ؟ فإذن ..لا يؤتون الناس
نقيرا) ! .
فقد فاوضهم [ عشاق المفاوضات ]
عشرات السنين ..ثم خرجوا صُفر اليدين ..وكلما ظنوا أنهم أنجزوا شيئا ..
عادوا ثانية إلى نقطة الصفر من جديد ! ويُتوِّههم اليهود ..في دوامة- كما تاهوا هم
في سيناء!! بل وكلما عادوا لدوامات المفاوضات .. - تراجعوا وخسروا ..إلى أن وصلوا
ما قبل وما تحت الصفر ..حتى لم يبق لديهم شيء !!.
.. المهم أنه نتج عن المؤامرة الصهيونية تشريد معظم الشعب
الفلسطيني ولجوؤهم إلى عدد من البلدان – وخصوصا المجاورة وأُقيمت لهم مخيمات
– أول الأمر – على أساس أنها
علاج مؤقت .. ريثما تسوى أوضاعهم
..او يعودون إلى بلادهم .. .. فرفضوا التعويضات
المادية عن الوطن ! كما رفضوا
محاولات التوطين – وأصروا على العودة ..ولكن المخطط
الإمبريالي العالمي .كان أقوى منهم
كثيرا ..فطال لجوؤهم..وتحولت مخيماتهم إلى [ كنتونات دائمة ] ..ما عدا من ظل منهم
خارج المخيمات !.
وأُنشئت لهم وكالة إغاثة خاصة -
..تابعة للأمم المتحدة تقدم لهم بعض الخدمات والمؤن – في أماكن لجوئهم-.. ما عدا العراق
..فقد تكفل الحكم الملكي – حينها – بإيواء الأشقاء
ورعايتهم على حساب إخوانهم العراقيين – ولم تشملهم مظلة [ الأونروابر= وكالة إغاثة وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين ] .
وتفاوتت أحوال الفلسطينيين
وأوضاعهم ..من بلد إلى آخر – حسب الظروف [ والمزاج اليهودي من وراء ستار] ! .
.. ولم يُترَك اللاجئون الفلسطينيون .. في مخيمات بؤسهم
وغربتهم- في حالهم وفي همومهم المتعددة !.. بل لا حقهم الكيد والحقد الصهيوني .. – غالبا مباشرة أحياناً أو بأيدٍ بديلة ..ربما مأجورة-أو
مأمورة – لزيادة التنكيد عليهم ..و[ تنغيص –حتى غربتهم وبؤسهم ] ..ولإبادة ما يمكن
منهم – أحيانا – حيث أنهم ما زالوا يطالبون بالعودة .. مع أن معظم المطالبين لم يروا
فلسطين ! ..ولم تتحقق الأمنية اليهودية الاستعمارية المشتركة [ الكبار
يموتون..والصغار ينسون ] بل خرجت أجيال من الصغار أشد تمسكا بالعودة ..وإنكارا على
المضيعين والمتآمرين .. وضحى كثير منهم بنفسه
وماله وراحته –النسبية والموقوتة – في سبيل ( حلم العودة ) ..وكانت
الحركات والمنظمات الفدائية – على علاتها ..ومهما داخلها – لكنها ظاهرة
تدل على توجه وهمة الشباب
الفلسطيني ..مما زاد اليهود خوفا ..وإصرارا في نفس الوقت
على [ تأمين باطلهم – ومحاولة
تكريس دولتهم – حتى بأيدي بعض أصحاب الحق .. بعد أن رأوا أن المعونات والإسنادات
الأجنبية الضخمة جدا ..لا تكاد تجديهم كثيرا أمام إصرار
فتى فدائي صغير ..أو قاذف صخر في
وجه باطلهم !] – ( ولا يضيع حق وراءه مطالب )
فكانت المؤامرات ..والنكبات
والمذابح والمآسي المتلاحقة.. للشعب الفلسطيني .. في
مختلف مناطق وجوده !!.
.. فقد كان ما سمي [ بأيلول الأسود ] في الأردن ( ملجأ
النسبة الأكثر منهم )وكان غيره من الحركات والمظاهر المختلفة ..التي تتجدد أو
تتبدل بين الحين والحين ! .
وكان قصف قوات القذافي وحافظ الأسد ..لمخيمات شمالي لبنان .. وتصفية مخيمات بكاملها بأيدي [
نظام الممانعة – حافظ الأسد[ الجحش أصلا وسابقا! [
بالاشتراك مع قوات أمل الرافضية ] فمحي من الوجود بعض المخيمات ..بعد معاناة هائلة
! فقضى المتآمرون – بأوامر الصهيونية قطعا – على مخيم تل الزعتر والمسلخ
والكرنتينا ..إلخ!.. ثم
كانت مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا
الدامية التي لا تُنسى لهولها .. - على أيدي
الصليبيين الحاقدين وبإشراف
ومشاركة اليهود .. وعلى مرأى ومسمع بل تحت رعاية
وملاحظة [ حافظ الجحش الممانع
المقاوم المتصدي وقواته ] !.
.. ثم لما سيطر الروافض على العراق – بسيف [ السادة
] الأمريكان – ومن فوق دباباتهم – وبرعاية ومشاركة إيرانية – كان ما سمعنا وعلمنا
عن أحوال الفلسطينيين في العراق ..من مآس مهولة ..وتشتيت عجيب – وصل حتى تشيلي
ونيوزيلندا والهند والبرازيل وقبرص ..إلخ .
وكان تدمير مخيم نهر البارد وتشتيت
سكانه ...ومعاناتهم المضافة في وألوان من المعاناة مزمنة ومتعددة !!!.
.. والآن ..الآن .. في سوريا – يسمع كل العالم ما يجري
للفلسطينيين ... وحصار مخيماتهم..وقصفها .. واعتقالاتهم وتعذيبهم- حتى الموت في سجون النظام..ولم يسلموا حتى من بعض الثوار وطلاب الحرية
..لانحياز بعض المأجورين [ أحمد جبريل وبطانته ] للنظام الجحشي التشبيحي ومشاركتهم
في محاولة قمع الثورة السورية ..وقد بدأ نظام الشبيحة .. بالتعدي علي اللاجئين
الفلسطينيين واستفزازهم ..من وقت مبكر – من بداية الثورة السلمية ومظاهراتها !
..فقتل 18 جنديا من جيش التحرير الفلسطيني .. عند مخيم النيرب ..وبعض لاجئي مخيمي
حماة وحمص .. واتهموا مخيم اللاذقية بالتظاهر ..لأن جواره من الأحياء الشعبية
تظاهرت- وفيهم علويون- فما كان من النظام إلا أن استضعف الفلسطينيين واتهمهم
..وكذلك في مخيمات ومواقع أخرى ..مع حرصهم على الحياد ..ولكنهم بشر يرون ويسمعون ما يحل
بإخوانهم السوريين ..وما يعانون..ولا يملكون أن يوصدوا أبوابهم البسيطة في وجوه
المستجيرين ..والهاربين من جحيم الموت والقصف والتجويع الجحشي !.. – فهم عرب
مسلمون على كل حال ..لم يفقدوا النخوة والمروءة والإنسانية وإن فقدوا الوطن
والمعين! فعوقب معظمهم لإيواء عائلات سورية هاربة من الموت- أو مشاركتهم طعامهم!!
.. وخصوصا في مخيم اليرموك .. الذي تحول إلى ساحات للمعارك بين الشبيحة ..وجبريلهم
..وبين الجيش الحر ..ومعاونيه ..- ربما لطبيعة موقع ذلك المخيم بالذات .. !
وانهالت عليه وعلى كافة المخيمات
الفلسطينية الغارات الجوية الجحشية والقصف المدفعي الثقيل ..وخنقها الجحشيون
بالحصار ..دون جريرة ظاهرة غالبا – ومع حرص المخيمات وممثليها وكافة الفلسطينيين
على [الحياد الصعب بين حق وباطل وظالم ومظلوم ..إلخ] .
..وهكذا لم يقتصر الأمر على مخيم اليرموك –الأكثر
عددا وكثافةً وحجماً .. بل تعداه لغيره ..وشمل القصف والقتل والتشريدوالاعتقال
والحصار والتجويع والتنكيل ..جميع المخيمات الفلسطينية القريبة والبعيدةحتى كادت
تصبح [فلسطينية المرء .. تهمة] تقتضي استهدافه !!! وقد فقد الفلسطينيون اللاجئون
أكثر من ألف شهيد في تلك المعامع ..عدا عن المفقودين والمعتقلين ..إلخ .
.. وحتى أبواب الهرب واللجوء أوصد معظمها في وجوههم ..
وهرب آلاف منهم إلى لبنان ..حتى كادت تضيق بهم .. وخلص بعضهم إلى مصر ..وغزة -
وغيرهما.. ولكن الآردن الذي استقبل عشرات الآلاف من السوريين ..رفض استقبال
مساكنيهم ومشاركيهم في الهرب من القتل والأهوال..( اللاجئين الفلسطينيين ) !! إلا حالات نادرة – حتى لا نظلم أحدا ..ولا نبخس الناس
أشياءهم !!.
مناشدة منظمات دولية لمؤسسات الأمم
المتحدة لتحمل بعض مسؤولياتها
هذا وقد أصدرت ثلاث منظمات دولية
نداءًا عاجلاً لتوفير الحماية القانونية والأمنية للاجئين
الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل
والتهجير في المخيمات الموجودة داخل الأراضي
السورية، وعلى حدودها المشتركة مع
لبنان والأردن وجاء في بيان صادر عن المؤسسات
الثلاث وهي "المرصد
الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف"، و"مجموعة
العمل من أجل فلسطينيي سوريا" و"مركز العودة الفلسطيني" ومقرهما
لندن، يوم الاثنين 18 شباط/فبراير 2013، أنّ 600 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في سورية
قد تقطّعت بهم السبل بعد استهداف مخيماتهم بالقصف والتدمير، منذ تفجر الأزمة أواخر
آذار/مارس 2011، وباتوا يتوزعون ما بين لاجئين في عدد من الدول المحيطة
بسوريا، ومصر وليبيا، إضافة إلى نازحين في الداخل
السوري، وآخرين فضلوا البقاء في
مخيماتهم لقلة ذات اليد رغم انعدام الأمن، هذا عدا
عمَّن تم نفيهم أو احتجازهم
واعتقالهم بصورة مخالفة للقانون .
وأضاف
البيان أنّ الحالة الإنسانية
الصعبة التي يعاني منها اللاجئ الفلسطيني في سوريا،
تعقدت بفعل محاولة طرفيّ الصراع
جرّ مخيمات اللاجئين لتقف إلى جانبهما، هذا إلى
جانب عدم قيام وكالة
"الأونروا" المسؤول الأول عن اللاجئين بواجباتها في
تقديم المساعدات اللازمة للنازحين
منهم، لا سيما في مجال الإيواء، عدا عن مخالفة
الحكومة الأردنية لقواعد القانون
الدولي برفض السماح للفلسطينيين اللجوء إلى داخل
أراضيها، في حين تضع الحكومة
اللبنانية العراقيل أمام تسوية أوضاعهم ومعاملتهم
كلاجئين حسب ما تفرضه المعاهدات
الدولية .
وجاء
في الدراسة القانونية الصادرة عن
المؤسسات الثلاث؛ أنّ قرابة 20 ألف لاجئ فلسطيني
ممن نزحوا من سورية يعيشون اليوم
ظروفاً مأساوية في لبنان، حيث يتخذون من بعض
المرافق العامة مكاناً للسكن، أو
يتم استغلالهم من قبل مالكي العقارات في ظل
انعدام مساعدات الإيواء، وغياب
الرقابة الحكومية، ما اضطر أعدادا كبيرة منهم للجوء
للمخيمات الفلسطينية المكتظة في
لبنان والغير مؤهلة لاستقبالهم ولو بالحد الأدنى
من الناحية الإنسانية .
أما
في الأردن؛ فتتواتر التصريحات
الرسمية بعدم السماح لأي لاجئ فلسطيني قادم من سوريا
باجتياز الحدود، فيما يعكس الواقع
على الأرض ترسيخ سياسة "النفي عن الحدود" ضدّهم بصورة تتناقض مع القانون
الدولي، فيما تحتجز الحكومة الأردنية غالبية من سمح لهم استثناءًا بالدخول (وعددهم
2600 لاجئ)، في صورة أشبه بالاعتقال تحت ظروف غير إنسانية .
وفي
الداخل السوري؛ وصل عدد الضحايا من
اللاجئين الفلسطينيين قرابة 995 قتيلاً، في ظل
استمرار العمليات العسكرية بصورة
شبه يومية ضد مخيمات اللجوء التابعة للأونروا التي يشهد بعضها حصاراً خانقاً منذ
قرابة الشهرين، وتتعرض للقصف المستمر بواسطة الطيران الحربي او المدافع إضافة إلى
الانتشار الكثيف للقناصة، مما تسبب بنقص حاد في المواد الأساسية تسببت في رفع نسبة
الفقر إلى أكثر من 70% بين اللاجئين .
وأشارت المؤسسات الدولية الثلاث أن
هذا الواقع يعد الأصعب الذي يواجهه اللاجئون منذ الاجتياح "الإسرائيلي"
للبنان عام 1982، وطالبت المؤسسات المذكورة كافة المؤسسات الدولية وأصحاب القرار
بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وخاصة وكالة الأنروا والمفوضية العليا
لشؤون اللاجئين عبر اتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في
سوريا
والدول المجاورة، والضغط على هذه
الدول التي استقبلت عددا منهم الالتزام بالمعاهدات الدولية الملزمة في هذا الجانب
في التعامل مع اللاجئين في حالات الحرب .
الأمم المتحدة هي المسؤولة عن
اللاجئين الفلسطينيين وحمايتهم ورعايتهم :
فاللاجئون الفلسطينيون عموما – وفي
سوريا خصوصا .. ليست لهم مرجعية سياسية وقانونية محددة ..إلا مؤسسات الأمم المتحدة
..فهي المرجعية الوحيدة المسؤولة عنهم – بالتنسيق مع بلاد اللجوء التي يخضعون فيها
لبعض قوانينها التنظيمية.. وغالبا ما تمنحهم وثائق سفر مؤقتة .. لا يكاد يعترف بها
أحد في العالم – حتى مصدريها أحيانا .. مما ترتب عليه ألوان من المعاناة الأليمة
التي لا يكاد يحتملها إنسان .. وبلورت وضعا تعيسا لحملة الوثائق بشكل عام ..وجعلت
من أكثرهم أشخاصا منبوذين ..وغير معترف بهم ! ومستضعفين .. ومهملين في أمور
..ومواقع كثيرة ..وعرضة للاستغلال ..والاستضعاف والاستقواء عليهم في كثير من
الظروف – كما يحصل في سوريا حاليا – وكما حصل في العراق وغيره وما زال يحصل !!.
ولا يجوز للأمم المتحدة أن تتخلى
عن [ كافة مسؤولياتها ] عن اللاجئين الفلسطينيين ..- يما في ذلك المسولية السياسية
والأمنية والدبلوماسية –خصوصا – حين تتخلى عنهم الدول المضيفة أو تقصر في
حقهم،أو تسيء معاملتهم ...وتستهدفهم بالأذى !.. كما يحصل في سوريا – وكما
حصل ويحصل في العراق !.
حيث أنه ليس للفلسطينيين دولة
تدافع عنهم وتتبنى قضاياهم ..-كما لغيرهم فالأمم المتحدة – وهيئاتها هي المسؤولة عنهم
مباشرة !.
.. ولئن بررت الأمم المتحدة – ودولها- مواقفها السلبية من
مآسي الشعوب – كسوريا مثلا – باعتبار أنها دولة يختلف معها شعبها – وإن جاوزت تلك الدولة
كل الحدود المعقولة والمقبولة في التعامل مع شعبها مما يوجب وقف التصرفات الإجرامية
المفرطة بحق الشعب – وخصوصا المدنيين - .. إن جاز التهاون هنا وهو لا يجوز
قطعا – فهو غير وارد مطلقا في شأن الفلسطينيين الذين يجب أن تتخذ الأمم المتحدة قرارات
وإجراءات دولية ناقذة – تحت البند السابع – لحمايتهم ..وضمان أمنهم ..وعدم الزج بهم
في أية خلافات أو معارك .. وضرورة تأمين حاجياتهم الإنسانية – من طعام وشراب وعلاج
وتعليم وتنقل وغيرها- ..وردع أي طرف يحاول المساس بهم.. بقوات دولية ( مجهزة ومخولة
) تفرضها لحراسة المخيمات واللاجئين
– باعتبار المخيمات مناطق دولية تابعة
للأمم المتحدة تقتصر قواتها على حراسة
المخيمات وأماكن اللجوء الفلسطيني
– وتطرد المسلحين منها أيا كانوا !..ولا تتدخل
في غيرها – سواء رضي الآخرون أم
أبوا .. ما داموا لا يستطيعون حماية ضيوفهم.. بل
ما داموا يستهدفونهم بالقتل
والتشريد والقصف والتنكيل ..إلخ .
.. فكما أن الأمم المتحدة التي [ ولدت الدولة الصهيونية ] وحمتها
.. وجعلتها أمرا واقعا – على حساب الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين –وتسببت
– يذلك- في تشتيت الفلسطينيين ومآسيهم ومعاناتهم – وخصوصا بريطانيا – ثم دول
التصريح الثلاثي [ يضاف لبريطانيا فرنسا والولايات المتحدة ] .. فهؤلاء خصوصا –وسائر
دول المنظمة الدولية - والمنظمة باعتبارها شخصية اعتبارية عالمية .. مسؤولون مسؤولية
مباشرة ودائمة وملزمة .. برعاية اللاجئين الفلسطينيين ..وتدبير شؤونهم ..وحمايتهم ..وضمان سلامتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية
وكفالة حقوقهم كافة – ونحو ذلك من الشأن الإنساني حتى يعودوا إلى أوطانهم – حتى
بموجب قرارات الأمم المتحدة 194 [ وغيره ]
التي يحاول العدو – وحواشيه وبعض المتآمرين والمتخاذلين – الالتفاف عليه ..أو شطبه
أو تفريغه من مضمونه..
.. فكما تقوم الأن حملة – طالما دعونا لمثلها – لإجبار بريطانيا
على تحمل مسؤولياتها عن المآسي الفلسطينية – بإصدارها لوعد بلفور الباطل للصهاينة
وما ترتب عليه من آثار وآلام ودمار ! ثم انتدابها على فلسطين – نحو ثلاثين سنة –
كان كل همها فيها ., تنفيذ ذلك الوعد [ الوغد ] .وتهيئة الجو على أرض
الواقع الفلسطيني لتنفيذه ..وولادة [ اللقيطة دولة "إسرائيل"] .. ثم
رعايتها – وتثبيت باطلها –بالاشترك مع القوى الأخرى = بداية [بدول التصريح
الثلاثي سنة 1950] ثم من تعاون معها من كافة الدول والقوى المتآمرة على فلسطين
وشعبها والعرب والمسلمين بما فيهم الشرق الشيوعي – ثم وارثته روسيا ..وحتى بعض
الأتباع ممن ينتمون للعرب والمسلمين !.
.. والآن .. على الفسطينيين خاصة – ومؤسساتهم .. وتجمعاتهم- وعلى كافة أحرار العالم و[العالم الحر الحقيقي وليس
المتاجر بشعارات الحرية الانتقائية !] ..أن يهبوا جميعا .ويطاليوا[ الأمم المتحدة
] ويضغطوا عليها ..لتتحمل مسؤولياتها كاملة شاملة ..عن فلسطينيي سوريا
..وعن الفلسطينيين الذين يعانون في كل مكان حتى في البرازيل وتشيلي ونيوزيلندا - –
وكما يحصل في لبنان –حيث الفلسطيني محروم من معظم حقوقه الإنسانية .. ! وأن
تصدر الأمم المتحدة –جوازات دبلوماسية دولية – معترف بها دوليا= لكافة
الفلسطينيين – الراغبين – وخصوصا [حملة الوثائق التعيسة] ! .
فقد آن الأوان أن يبادر العالم
الذي ظلم الفلسطينيين وشردهم ..وجعلهم عرضة للتنكيل والاستضعاف والتشريد المزدوج
والمتجدد والمتعدد ..- أن يبادر لإنصافهم..أو أن يستيقظ ويتوب عن ظلمه ..ويكفر عن
جرائمه .. ويصحح أخطاءه التاريخية .. ويساعد هذا الشعب المشرد –والمصر على استعادة
حقه ووطنه ..في هذا المسعى العادل .. ويهيء لليهود الوافدين
الغرباء . العودة إلى أوطانهم .. وتعويضهم عم كل سني المعاناة والعذاب وما فقدوا –
خصوصا من "شهداء" - ..
..
.. وإذا أرادوا استكمال العدل والإنصاف فلا بد من
معاقبة المجرمين الصهاينة الذين
أبادوا الآلاف من الفلسطينيين–
بدون تمييز- واجترموا فيهم عشرات المذابح- على مدى
عشرات السنين – واستمروا في
ملاحقتهم وقصفهم وأسرهم والتنكيل بهم بأيديهم وبأيدي
غيرهم ! واغتيال كثير من رموزهم-
والتحريض عليهم.. فكانوا وراء معظم المآسي
والمذابح ..والمشاكل والصعوبات
التي تعرض لها الفلسطينيون ..وما زالوا يتعرضون !! .
عبدالله خليل شبيب
27/2/2013
"حقوق
النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر
المصدر"