بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على ر سول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
أما بعد فضمن المسلسل الإجرامي ألاجتثاثي للشعب الفلسطيني في العراق والذي يسير ضمن خطوات مدروسة وليست اعتباطية وقد ابتدأت منذ دخول قدم أول جندي أمريكي للعراق ولكنها اشتدت وأصبحت أكثر علنية بعد استلام الجعفري للحكم في العراق وذلك لان أيام إياد علاوي كانت هناك مجموعة لا بأس من أهل السنة ومن الظباط المهنيين تتقلد مناصب في الأجهزة الأمنية سواء في الداخلية أو الدفاع. أما بعد استلام حكومة المليشيات (حكومة الجعفري) زمام الحكم ففي أول يوم قامت قوات الداخلية وبمساندة فيلق بدر وهم أعلنوا ذلك على قناة الفرات حسب ما اذكر أو العراقية بهجوم بربري وكاسح على الشقق السكنية في البلديات وأيامها قد كنت هنالك وسمعت بإذني شدة وكثافة أطلاق الرصاص ليعتقلوا مجموعة من الأبرياء وهم فرج الملحم وإخوانه وبعدها بيوم أو يومين حدث هجوم عنيف ثاني من قبل شرطة المليشيات في مركز الرشاد وقد كنت آنذاك أيضا في المجمع لتتوالى الاعتداءات بعد ذلك من مداهمات واعتقالات وكأنما فلسطينيو العراق هم شياطين .
لا احد ينكر أن هذه المليشيات مدعومة إيرانيا بل كثير منها من تربى وترعرع في إيران ويأخذ توجيهاته منها . فلماذا هذا الحقد وهذا الكره وإذا عرف السبب بطل العجب. لا احد يشك أن هنالك مشروع لاجتثاث أهل السنة من بغداد ضمن مشروع طائفي أشرفت عليه إيران ومن تحالف معها من الأحزاب الشيعية في العراق وبما إننا وككل العرب ننتمي إلى الطائفة السنية فلا عجب أن يحدث لنا ما حدث لهم من اجتثاث في بغداد. فلا غرابة أن المناطق السنية في بغداد والعراق لم يسجل فيها أي اعتداء للجالية الفلسطينية هنالك وان حصل فتكون من قبل الشرطة والجيش الطائفيين. أما من ناحية التهجير والتصفية فلا لذلك نرى في ذروة أيام المليشيات واعتداءاتها كانت مدينة الاعظمية تفتح أبوابها ومستشفياتها للفلسطينيين في حين لا يستطيع أي فلسطيني أن يراجع أي مستشفى في بغداد كما إنهم سمحوا لنا بدفن موتانا في مقابرهم ولا سيما مقبرة الشهداء في الاعظمية في حين كنا لا نستطيع الوصول إلى مقبرة الغزالي لان شوارع بغداد كانت تعج بالميليشيات آنذاك إن البعد الطائفي بان واضحا وجليا لمن يتشدقون بنصرتهم لقضية فلسطين وأنا لا أتحدث عن الاغتيالات أو ضرب المجمع بالهاونات بل عن أفعال أجهزة حكومية المفروض أن تتسم بالحيادية والمهنية في تعاطي الأمور . البعد الطائفي كان بتكرار اعتدائهم على جامع القدس من نفس تلك الأجهزة وضربه بأسلحة الدولة وكأنه بيت يزيد بن معاوية أو فيه حدثت مؤامرة قتل الحسين رضي الله عنه ففي أم عيني رأيت كيف قتلوا الأخ جمال أبو عبد العزيز الحر دان في داخل المسجد وكأنما فازوا بقتل شمر ذي الجو شن قاتل الحسين أن العبارات الطائفية التي استخدموها آنذاك وشدة رميهم بالرصاص على المسجد تدلك على هذا . هنالك سبب أخر للاعتداء الممنهج على الجالية الفلسطينية وهو لربما هنالك اتفاق موقع تحت الطاولة مع اليهود وتلك المليشيات لتصفية الوجود الفلسطيني في العراق ومن ثم تهجيرهم وتذويبهم في المجتمعات الغربية الكافرة لتضيع الهوية الفلسطينية والإسلامية للفرد الفلسطيني مع مرور الزمن ولا تعارض بين السببين حيث إن إيران قد سهلت احتلال العراق لأمريكا وذلك باعتراف المسؤولين الإيرانيين . إن ما عاناه شعبنا أيام الجعفري للشيء الكثير من الإساءة والمداهمات والاعتقالات وبعد الجعفري وفي أيام المالكي وبعد الحملة الأمنية على الميلشيات من قبله توقع أهلنا إنهم سيرتاحون ويمارسون حياتهم الطبيعية ولكن وجدنا الحملة الطائفية مستمرة وان تغيرت الوجوه والأسماء وما الحملة الأخيرة على المجمع الفلسطيني في منطقة البلديات إلا دليل على ذلك
دليل على إن مسلسل التهجير مستمر . نحن لا ننكر إن فينا مسيئين فنحن مجتمع يضم الصالح والطالح كباقي شعوب الأرض ولكن من أساء لا يعارض أي فلسطيني من معاقبته ولكننا نرى من واقع هذه الحملات إنها حملات اجتثاثية ففي احد المرات اعتقل سبعين وفي هذه المرة حقق مع الكثير واعتقل أكثر من سبعة بينهم طفل وفي كل مرة المعتقلين هم من الأبرياء وعوام الناس . إن هذه الاعتقالات الممنهجة قد خرجت من مشكاة واحدة آلا وهي اليهودية والصفوية الشيعية . نسأل الله أن يفرج عن أهلنا في العراق وفي كل مكان وان يلهمهم الصبر وان يفرج عن آسرانا وان يرد كيد اليهود والصفويين إلى نحورهم اللهم أمين.
من إعداد - عبد الملك الشامي
31\12\2009
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"