راية العرب : شارون في العراق - علاء الحربي

بواسطة قراءة 5981
راية العرب : شارون في العراق - علاء الحربي
راية العرب : شارون في العراق - علاء الحربي

لم تكن زلة لسان حينما قال بوش ( ستكون حربا صليبية ) ولم يكن رئيس الأركان الأمريكي السابق أنطوني زني قد جانب الصواب عندما قال ، إن احتلال العراق كان لمصلحة إسرائيل وإن العامين اللذين مضيا على الاحتلال يؤكدان هذه الحقيقة ، فقد انتهكت حرمات المساجد وقتل المصلون فيها ، ورسم الصليب على القرآن الكريم ، وأغرق العراق في بحر من الدم والجثث والرماد والفوضى ، بعد أن حل جيشه الذي كانت له مواقف مشرفة مشهودة في الحروب العربية – الصهيونية ، وبذلك قدمت الإدارة الأمريكية أكبر خدمة للكيان الصهيوني الذي اعترف رئيسه الأسبق حاييم هيرتزوغ أن اللواء العراقي 12 ( لواء خالد بن الوليد ) تمكن من إيقاف أربعة ألوية صهيونية كانت تزحف باتجاه دمشق في حرب تشرين الأول عام 1973 والمعروف أن الطائرات الصهيونية الوحيدة التي أسقطت في قتال جوي في حرب حزيران 1967 أسقطتها طائرات مقاتلة عراقية ، وأن حطام إحدى تلك الطائرات بقي في العراق حتى نقله الأمريكان إلى الكيان الصهيوني بعد الاحتلال في عام 2003 ..

 

من جانب آخر وإرضاء للكيان الصهيوني بدأت حملة تهجير العرب من العراق وبخاصة الفلسطينيين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ، ولنا أن نسأل هل أن الأمريكان الذين أبادوا الهنود الحمر واضطهدوا الزنوج وأحرقوا هورشيما وناغازاكي ، وكوريا وفيتنام بالقنابل الذرية والنابالم والأسلحة الكيمياوية ليسوا بإرهابيين ؟ إنهم سادة الإرهاب وأساتذته .

 

إن ملاحقة الفلسطينيين وغيرهم من العرب في العراق بتوجيه أو بأمر من الأمريكان أصبح حقيقة لا لبس فيها فقد رفعت لافتات في الشوارع وعلى الجدران تدعوا لطرد العرب من العراق ، وهناك تركيز واضح على أشقائنا الفلسطينيين ، ويبدو أن شارون لم يكتف بما فعله ويفعل بهم في فلسطين ، فجاء إلى العراق ليكمل هدفه ، وقد سمعت أن اسم الشهيد الفلسطيني محمد الدرة قد أبدل ولا أدري فيما إذا كان محمد الدرة إرهابيا وهو صبي في العاشرة من عمره قتلته الصهاينة وهو في حضن أبيه ، وقد بدأ الخوف في إخواننا الفلسطينيين أن صاحب مأكولات ( البيت الفلسطيني ) أبدل اسم مطعمه بمأكولات ( البيت الحديث ) وهو مطعم معروف في منطقة حي أور ، والواضح أن شارون لا يريد أن يقرأ أو يسمع أي شيء له صلة بفلسطين في العراق بعد أن كانت فلسطين حاضرة في قلب كل عراقي شريف منذ أن هددت بسلخ إسلامها وعروبتها أثر صدور وعد بلفور علم 1917 وقد أصاب السفير البريطاني في العام 1954 حين قال : إن العراقيين يعتبرون فلسطين جزءا من بلادهم .

 لقد أدرك العراقيون اليوم أن الأمريكان لم يأتوا لتحرير العراق بل لتدميره خدمة للصهيونية ، وأن الذي حدث خلال العامين الماضيين يؤكد هذه الحقيقة وبعد زيارة مثال الآلوسي للكيان الصهيوني ومصافحة أياد علاوي لوزير الخارجية الصهيوني في العام الماضي جاءت بالأمس مصافحة زيباري لوزير البنية التحتية الصهيوني في الأردن ، ويدور اليوم حديث عن فتح سفارة صهيونية في بغداد .. ونذكر المسؤولين العراقيين الذين يدعون إلى مكافحة الإرهاب أن الصهاينة من أمثال أيزمان وبيغن وشارون هم أول من مارس الإرهاب في المنطقة .