مرة أخرى الفلسطينيون والأكراد والمصير الواحد

بواسطة قراءة 2147
مرة أخرى الفلسطينيون والأكراد والمصير الواحد
مرة أخرى الفلسطينيون والأكراد والمصير الواحد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى عادت بعض محطات التلفزة العراقية بنشر خبر قبول رئيس إقليم كردستان العراق باستضافة اللاجئين الفلسطينيون في العراق إلى مدن الإقليم فما هذه الدعوة وما هو مستقبل الوجود الفلسطيني مع إخوانهم الكرد إذا كان الكرد والعرب عموماً يعتبرون أن لهم تاريخاً مشتركاً منذ قرون يستند إلى التمازج الحضاري والتعايش، فإن العلاقات الكردية–الفلسطينية تحتل موقع الصدارة وتأخذ منها موقع القلب، فقد تميزت هذه العلاقات ومنذ أكثر من ثمانية قرون بعلامات وأحداث بارزة في تاريخ الشعبين.

إذا كان الكرد والعرب عموماً يعتبرون أن لهم تاريخاً مشتركاً منذ قرون يستند إلى التمازج الحضاري والتعايش. فإن العلاقات الكردية  الفلسطينية تحتل موقع الصدارة   فقد تميزت هذه العلاقات ومنذ أكثر من ثمانية قرون بعلامات وأحداث بارزة في تاريخ الشعبين.

لاشك أن البداية كانت منذ انتماء الأغلبية الساحقة من أبناء كردستان إلى الدين الإسلامي بعد أن كانوا يتوزعون بين الزرداشتية والمسيحية، ويتضمن التراث الكردي العديد من الإشارات والمناسبات التي تعبر عن التعلق  بالقدس الشريف وقد جاءت الحروب الصليبية وتصدي الكرد بقيادة صلاح الدين الأيوبي لعدد من موجات تلك الحروب وآخرها انتصارات حطين وتحرير القدس لتضاعف من ذلك التعلق وخاصة وقد وصل فلسطين الآلاف من المقاتلين الأكراد من معظم مدن ومناطق كردستان حيث لبوا نداء الجهاد الذي أطلقه صلاح الدين وكان لهذا التواجد الطويل  في مدن سورية ولبنان وفلسطين ومصر واليمن وشمال أفريقيا من جانب أبناء كردستان الأثر الكبير في تعزيز التمازج الثقافي والتبادل الحضاري والتأثير المتبادل في العلاقات الكردية-العربية إضافة إلى التعلق الكردي العفوي بفلسطيـن وذكـريات التـاريخ والدور المشهود للعديد من الجنود والضباط والمتطوعين الأكراد من سورية والعراق في معارك فلسطين منذ النكبة وحتى الآن واستشهاد رجال شجعان من هؤلاء على خطوط الجبهة فإن الحركة السياسية الكردية ومنذ ظهورها كانت تحتفظ في برنامجها النضالي مكانة خاصة لفلسطين والقضية الفلسطينية وبسبب شعور قيادة منظمة التحرير بمسئوليتها القومية فقد حاولت في مراحل مختلفة القيام بدور الوسيط لإيجاد حلول سلمية  بين الحركة الكردية العراقية والحكومات العراقية المتعاقبة وحققت خطوات وفي بعض المراحل وبالتنسيق مع الجبهة الكردستانية في العراق، كما أنها وانطلاقاً من نفس المشاعر قطعت الطريق في أوقات عديدة على مخططات ومشاريع كانت تهدف إلى توطين فلسطينيين في منطق كردية في سوريا والعراق  كل ذلك من اجل أن تبقى العلاقات بين الشعبين سليمة وأخوية بعد عودة  منظمة التحرير إلى الوطن وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية قامت بنقلة نوعية جديدة بافتتاح مكتب للحركة الكردية هناك واعتباره وبعد التوصل إلى الحل النهائي الرسمي وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة كممثلية ذات صفة رسمية لحركة التحرر الوطني الكردية. كما بادر ياسر عرفات رحمه الله إلى رعاية المؤتمر التأسيسي لجمعية الصداقة الفلسطينية الكردية التي أقيمت في صيف 1999 في رام الله وهي أول جمعية صداقة عربية-كردية في العصر الحديث حيث قابله الجانب الكردي بإقامة أول جمعية صداقة كردية-عربية في أربيل بكردستان العراق في عام 2000.

إذن هناك تلاحم فلسطيني كردي موجود سابقا ولا داعي لإعطاء حالات فردية خاصة فرضت من قبل أنظمة معينة عنوان لسلوك شعب بأكمله فشعبنا الفلسطيني يوفي ويخلص ويعمل ويكافح حيثما حل مع أبناء البلد الذي يتعايش معه. إن علاقات الصداقة والتعاون القديمة والمتطورة بين الحركتين الكردية والفلسطينية سيظل قاعدة راسخة ومتينة في صرح العلاقات الكردية-الفلسطينية التي تحتاج إلى إعادة البناء على أسس سليمة من جانب قوى الشعبين الوطنية والديمقراطية على درب التعايش السلمي والمستقبل الزاهر والتضامن الأخوي.

عذرا أيها الوطن ...
احبك وأظلمك
فمالي غير حبك
ولا أجد وطناً اظلمه غيرك
فتحملني
احبك أيها المظلوم

متى سنشعر بجُرم صمتنا العربي
بعد أن نحتها الزمان في وسط عقلي ...
لقد عاشوا معي عمرا طويلا، ولكنهم ذهبوا عني وتركوني وحيدا
هم الأحباب، هم الأصحاب، هم الحياة، لم أتصور يوما معنى الحياة دون وجودهم
قربي .
دون أن أنظر إليهم، دون أن أسمع أصواتهم، دون أن يلمس ترابي أقدامهم .

وجاء اليوم الذي أحسست فيه بمعنى الحزن،
سحقا ما الذي عجل بموتهم، لماذا رحلوا وتركوني وحيدا،

رحلوا والابتسامة تملئ قلوبهم، ليظهر بياض قلوبهم طهرا عجيبا يجعل وجه الواحد
منهم كالنور.
إنها لحظات النهاية
ولا اعلم أين أنا وأين أقف
ومن سيمسكـ "تابوتي "
ومن سيدفن "أشلائي "
ومن سيدون في مذكراته "عن إنسان"

كان ومضي وانتهي حاملاً دموعه
يا اللـه..!!

بقلم الزيداني

2009-07-13

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"