الطوبجي .. والجيران الطيبين ( ج3 والأخير ) - وائل الأسعد

بواسطة قراءة 8341
الطوبجي .. والجيران الطيبين ( ج3 والأخير ) - وائل الأسعد
الطوبجي .. والجيران الطيبين ( ج3 والأخير ) - وائل الأسعد

دار صالح العوض رحمه الله : الحاج صالح العوض رحمه الله .. أحد وجهاء فلسطينيو العراق , مسالم , فقير , الكل يشهد له بالخير والطيبة والاحسان, صديق صدوق للفلسطينيين والأخوة الأشقاء العراقيين ( عشائر العكيد ) , وفي الآونة الأخيرة وقبيل وفاته بسنين معدودة , قلبه تعلق بالمساجد , واي مسجد هو,, مسجد الحاج زيدان .. نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة ولأبنائه أحمد الشهير بحمادة زنجي وثامر الحفظ والسلامة .. ونوجه لحفيد الحاج صالح العوض رحمه الله ( محمد طافش ) سلامنا الحار والخالص وأشواقنا , فقد كان نعم الصديق , المجتهد الخلوق والمتفوق في دراسته .

دار الحاج محمد أمين : الحاج محمد أمين ( أبو وسام ) معروف عند الحي السكني رجل فقير وصبور لم يجرح أحد من أبناء جلدته ولو بكلمة خفيفة , عنده ثلاثة أولاد .. وسام : الشاب الهادئ بطبعه وهو الآن في مملكة النرويج له سلامنا .. حسام رحمه الله : كان شاب ورع , غيور , مبتسم دائماً , له عدة مواقف رجولية , طيب القلب والنفس , توفي رحمه الله عقب خروجه من العراق متوجهاً نحو ( جزيرة قبرص ) بحثاً عن الأمان , وسلامة الأبدان , لم يكمل مشواره بالوصول الى قبرص, فكان البحر الأبيض المتوسط سبباً مهماً في وفاته هو وخالد الأسعد وابنتيه ( نور 23 عام ) و( دعاء 17 عام ) وكان حسام قد عقد قرانه على احدى بنات الفقيد خالد الأسعد رحمهم الله جمعاء ,, هاج البحر , وتلاطمت القوارب بالصخور الصلبة , وكانت نهايتهم هي : الموت .. وأغلب أقارب حسام يقولون بأن حسام كان بأستطاعته النجاة ولكنه عرض نفسه للايذاء والخطر في سبيل انقاذ ( خطيبته نور ) , وقد تناقشت مع أحد أقربائه أيضاً ليؤكد نفس الكلام ولا نريد الخوض في هذه المسائل , فنصيبه أن يموت .. { ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً وماتدري نفس بأي أرض تموت } .. فالموت كأس وكل الناس شاربته .. رحل حسام عن الحياة الدنيا وترك وراءه أبيه وامه وأخيه هشام , فلم يحتملوا العيش بالطوبجي بعد رحيله , لأن فيها ذكرياته ورائحته معهم ,, فغادروا الطوبجي واستقروا في البلديات ,, وظلت أعين ام وسام تذرف دماً لا دموع لفقدانها فلذة كبدها حسام الى أن وافاها الأجل وانتقلت بإذن الله الى رحمة الله تعالى وفي قلبها الألم والحسرة والضيق ,, ولكنها لا تدرك بأن ابنها ان شاء الله عريساً في الجنة , هو ومن معه نحسبهم من الشهداء ان شاء الله .. هكذا هي حياة عائلة الحاج محمد أمين أطال الله بعمره .. نوجه له ولإبنه هشام سلامنا وتقديرنا ونكف أيدينا للسماء وندعو له بالصحة والسلامة وراحة البال .

دار الاستاذ عادل الحسن : رجل تحلى بأخلاق ذهبية وجيرة حسنة أصلية , كان معاوناً في متوسطة الجماهير للبنين , كان يحب الخير لطلبته الفلسطينيون, كان ماسكاً المدرسة هو وأخيه الاستاذ : حمزة أبو عمار , يمتلك شخصية قوية, حقيقة افتقدناه وافتقدنا تدريسه ومراقبته , فالجماهير لا تساوي شيء من دونه ,, له ثلاثة أولاد ... فراس , أحمد , ومحمد , شباب أبطال هادئون , أصحاب خلق رفيع .. نوجه له ولعائلته الكريمة ولأخيه الاستاذ : حمزة أطيب التحايا والسلام .

دار الحانوتي : عائلة عريقة تنحدر من الجد الأكبر الشيخ : علي الحانوتي رحمه الله مروراً بأبنائه الكرام : محمد, ابراهيم, يحيى, أحمد, حامد, وشاكر .. في بادئ الأمر اتوجه بالدعاء الخالص لجدنا الكبير الشيخ علي الحانوتي رحمه الله لأنني ومن خلال استماعي لأبي والحديث عن هذا الشيخ الزاهد الورع أحببته , كــ حب الحفيد لجده .. شيخ فقير الى الله , كريم , سخي , لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , له أبناء شيوخ كرام , جميعنا نفتخر بهم , بل حتى الأرض تفتخر عندما يمشون عليها ,, بمن نبدأ ,, بالكريم ابن الكريم ( شاكر ) , أم بالبطل ( حامد ) , أم بابن أخيهم الشهيد بإذن الله : أسامة .. والله يعجر اللسان عن وصفكم , وترتجف الأنامل بالكتابة عنكم لأنها تخاف أن تظلمكم ولاتعطيكم حقكم .. فالنبت الطيب لا ينبت الا طيباً , ودار الحانوتي كلهم طيبين .. نوجه سلامنا لهم في شمال العراق بالموصل وأشواقنا للحبيب الصديق ( عامر ) في السويد والى الملتقى ان شاء الله .

الى هنا اخوتي الأكارم ننهي جزءنا الثالث والأخير عن الطوبجي والجيران الطيبين , ونعتذر لمن لم تسعفنا الذاكرة لذكره , فأنا قد تركت الطوبجي منذ أكثر من سبع سنوات ,, والذي تذكرته كتبته على الفور ولو كان لديَّ المزيد لما بخلت عليكم ,, ومع ذلك كل جيرتنا , اصلاء وفي القلب دوماً لم ولن ننساهم ما حيينا ان شاء الله .. مع حبي وعدم نسياني أهلنا وأحبتنا الفلسطينيين في العشرين حوش وغيرهم في الطوبجي العزيزة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

ابن حيفا والطوبجي

وائل الأسعد

27/2/2013

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"