كثيراً ما نسمع هنا وهناك عن تكتلات ومنظمات و أحزاب على الساحة الفلسطينية ، فهناك على سبيل المثال فتح وحماس وجبهة التحرير الفلسطينية وجبهة التحرير العربية والشعبية و. و....إخ .
وكل من هذه التنظيمات تحمل شعار رئيسي وهو تحرير فلسطين والذي يكون عادة الهدف من هذا التنظيم ،وتندرج تحت هذا الهدف أهداف أخرى تختلف من تنظيم إلى آخر .
وبالطبع انقسم الفلسطينيون بين هذه التنظيمات حتى إن هذه التنظيمات بدأت تعادي بعضها البعض بل وصل الحال إلى ما يسمى الاقتتال الداخلي .
وعندما وصل الفلسطينيون إلى قبرص فكر الجميع بإيجاد من يمثلهم أمام الحكومة ، فانبرى لهذا الأمر عدة أشخاص وكان نهاية المطاف إن تم تشكيل ما يسمى اليوم جمعية حقوق الإنسان الفلسطينية ، إلا أن هذا الأمر لم يرق لبعض الفلسطينيين في الجزيرة أما من جهة أهداف هذه الجمعية أو أعضاء إدارتها وبعد فترة سمعنا بتشكيل ما يسمى اليوم بيت الجالية الفلسطينية فأصبح هناك تنظيمان لكل منهم توجه وأهداف معينة إلا أن هذا الأمر لم يرق لبعض آخر من الفلسطينيين لما يرون من أهداف لم تتحقق بهذين التنظيمين وإدارة لا تنسجم مع هواهم ، فتم تأسيس ما يسمى التجمع الفلسطيني وهنا أصبح هناك ثلاث تكتلات ولم يأخذ الفلسطينيون أنفاسهم حتى سمعوا بلجنة جديدة وهي لجنة المتابعة مع الولفر وهنا بدأت الحيرة تدب بين أوساط الفلسطينيين في قبرص ويتساءلون مَن الذي يمثلهم بين هذه التكتلات؟!
إذ أن كل تنظيم لا يرى في التنظيم الآخر القيادة الجيدة والجدية في إستحصال الحقوق لما وقع في أنفسهم من هوى وعدم سماع أراء الآخرين ، وتولد لدي رأي ( أسأل الله أن يكون غير صائب ) وهو أن الفلسطينيين كلما جاءهم من يقودهم بما لا تهوى أنفسهم اعترضوا عليه وأعدو له الكمائن للإيقاع به .
وهنا تبرز الحكمة من عنوان المقال إذ يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز { لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون * وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون } سورة المائدة الآية 70 – 71 .
فإن من صفات اليهود أنهم لا يرضون عن أي شخص يقودهم حتى لو كان مختاراً من عند الله سبحانه وتعالى .
لذا أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الصفة الذميمة موجودة فينا فقد اقتتل ، الفلسطينيون فيما بينهم باسم التنظيمات الفلسطينية في داخل فلسطين وخارجها و وقعت بينهم الفتن ، أسأل الله أن يتوب عليهم وأن يتوحدوا فيما بينهم ويتجهوا نحو العدو المشترك العدو الصهيوني .
وهنا أيضا في قبرص أرجو من هذه التكتلات التي ولدت أن تتوحد جهودهم تحت مسمى واحد وأن لا يشكك بعضنا بالآخر خدمة لأبناء فلسطين .
وأقترح حلاً لهذه النزاعات مثلاً أن يكون الأخ جمال القاروط من جمعية حقوق الإنسان الفلسطينية ممثلاً للجالية في مكتب العمل لما له من خبره مع موظفي الدائرة والأخ عبد الرحمن الحسن ( أبو طارق ) من بيت الجالية الفلسطينية مسؤول عن تعليم اللغة اليونانية والعربية والتي تقوم بهذه الخدمة منذ مدة والأخ عبد الله نافع من التجمع الفلسطيني مسؤولاً عن العلاقات العامة والأخ صفاء الشعبان عن لجنة المتابعة مع الولفر منسقاً مع دائرة الولفر لما له من علاقة جيدة مع الموظفين هناك والأخ رشيد لطفي منسقا مع مديرية التربية لما له من باع طويل في هذا المجال والأخ الدكتور أياد الماضي مسؤول عن الفرق الرياضية وهكذا كل شخص يوضع في المكان المناسب له لكن تحت سقف واحد وتحت رأي واحد .
كما أقترح أن يكون هناك مجلس مكون من كبار وجهاء الجالية الفلسطينية في قبرص وليكن عددهم مهما يكن ، ليكون بمثابة مجلس استشاري (مجلس شورى) بحيث لا يٌتخذ أي قرار يخص الجالية الفلسطينية في قبرص إلا بعد إطلاع وموافقة اللجنة الاستشارية عليه .
وأختم مقالي هذا بكلام الله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آلعمران103.
في النهاية أرجو من القراء الكرام إن يصوتوا على هذا المقترح عبر هذا الموقع المبارك عسى أن تتظافر الجهود لتوحيد هذه اللجان تحت سقف واحد لما يروا من تعليقات إيجابية تعمل على توحيدهم .
والسلام عليكم
أبو عبد الله الفلسطيني
21\5\2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"