مناشدة اللاجئين الفلسطينيين في العراق اليوم جاءت في وقتها وفي الاتجاه الصحيح خاصة بعد تعرض الفلسطينيين في العراق في الآونة الأخيرة للكثير من المضايقات والانتهاكات وصلت لحد الأهانة والشتم بألفاظ نابية ونتج عن ذلك حالات خوف ورعب غير مسبوقة طالت حتى النساء والأطفال وزادت من حالات تصاعد نسبة السكري والضغط لدى الكبار في السن .
في الفترة السابقة وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات عمل وساهم الكثير من النشطاء الفلسطينيين داخل العراق وخارجه على تحقيق خروج آمن للفلسطينيين من العراق وساهمت مواقع فلسطيني العراق مساهمة فعالة وخاصة موقع بلا حدود ألأخباري وموقع رابطة فلسطيني العراق وموقع فلسطينيو العراق من خلال نشر الخبر وشرح مشاكل وهموم فلسطيني العراق والإسهام في أيجاد حلول لهذه المشاكل وذلك من خلال تسليط الضوء على هذه المشكلة أو تلك .
فكل التحية والتقدير لهذه المواقع التي تنطق بلسان حال فلسطيني العراق في السراء والضراء .
ولكن هناك البعض من أبناء جلدتنا كان يرى الأمور بعين واحدة ، قلتها مراراً وتكراراً بأن الوجود الفلسطيني في العراق غير مرحب به ، ولكن كان البعض من أبناء جلدتنا يقولون ما في داعي للخروج وكانت حجتهم بأن العراقيين يعانون نفس معاناتنا وكنت أرد عليهم وأقول لهم :
العراقي عنده عشيرة وأغلب عشائرهم ممتدة من شمال العراق إلى جنوبه بمعنى العراقي يستطيع التحرك لأن العراق بلده وإذا كان الوضع في وسط العراق غير آمن يستطيع الانتقال إلى جنوب العراق وهكذا ، عدا عن ذلك العراقي لديه أمكانية مالية للمغادرة على عكس الفلسطيني الذي لا يملك شيئاً وحتى الشقة التي يسكنها الفلسطيني ليس ملكه .
وفوق كل هذا العراقي لديه جواز سفر يتحرك به أينما شاء ولكن الفلسطيني ليس لديه أي وسيلة للتنقل وأن وجدت وسيلة تنقل فهي غير قانونية وفي نفس الوقت الفلسطيني غير مرحب به في كل الدول العربية بدون استثناء .
كانت رؤية البعض من الفلسطينيين قاصرة وهم شريحة الموظفين وبعض المتقاعدين وكانت رؤية آخرين من وجهاء البلديات أمثال الأخ أبو انس الذي كان يعتبر وجودنا في العراق فيه مصلحة فلسطينية وطنية تبين فيما بعد إن بقاء الفلسطينيين في العراق فيه مصلحه لطرفي الانقسام الفلسطيني فقط وبالضد من مصلحة غالبية الفلسطينيين البسطاء وجلهم مستقلون لا ينتمون لطرفي الانقسام .
ناقشت الأخ محمد توفيق ( أبو أنس ) مدير مؤسسة الأكناف عدة مرات كي أحثه على العمل من أجل خروج امن للفلسطينيين من العراق ولكنه كان ضد إعادة توطين الفلسطينيين مفضلاً البقاء في العراق لأسباب وطنية ومنها تثبيت وتأكيد حق العودة لفلسطيني العراق وكأن حق العودة مضمون للفلسطينيين فقط إذا ظلوا في العراق .
والتقينا بالأخ محمد عبد الواحد مسئول اللاجئين في منظمة التحرير وقال بأنه يعمل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من أجل أعادة توطين الفلسطينيين وبأنهم سيبدءون بملفات المرضي والأرامل والمطلقات وبعدها الراغبين في إعادة التوطين وأستطاع بهذا القول امتصاص غضب الشباب الذين التقوا به ولكني رأيت في الرجل جدية في الطرح مع عدم جدية في العمل رأيته رجل براغماتي من الطراز الأول .
سؤال موجهه للجميع لماذا لا تفتح مؤسسة الأكناف أبوابها بعد مغادرة مديرها الأخ أبو انس ؟ .
لأن مؤسسة الأكناف هي أبو انس وأبو أنس هو (الأكناف) بمعنى أخر أين بقية أعضاء الأكناف ولماذا لم يفتحوها ؟ .
سؤال أخر من هم أعضاء مؤسسة الأكناف لا احد يعرف؟ هذا إذا كان هناك أعضاء. مع أن قانون المجتمع المدني في العراق يشترط وجود هيئة إدارية مكونة من خمسة لأي منظمة مجتمع مدني في العراق ( رئيس ونائب رئيس ومسؤول المالية وغيرهم ) .
أين نائب رئيس منظمة الأكناف وأين باقي الأعضاء سؤال موجهه لكل فلسطيني في العراق ؟ .
لم يشجع أبو انس وغيره من وجهاء البلديات في إيجاد بدائل لهم كي يحلو محلهم في حالة غيابهم لأي سبب كان بل كانوا بالضد من كل فلسطيني يحاول إبراز نفسه أليس في هذا سلوك أناني ؟ أصبحنا نعاني منه .
والآن يوجد في البلديات فراغ بمعنى لا يوجد وجهاء يحلوا محل الوجهاء السابقين .
ولماذا لم يعملوا على أيجاد وجوه غيرهم بديلة لهم والجميع يعرف هذا يحتاج وقت كي تبرز بعض الوجوه التي بإمكانها تمثيل الفلسطينيين في العراق والبلديات بالتحديد .
والجميع يعرف في حالة ذهاب قيادة مهما كان مستواها صغير أو كبير تحتاج لوقت كي يتم تهيئة وجوه جديدة ونحن الفلسطينيين في حاجة للوقت لهذا كان يتوجب على الوجهاء السابقين تهيئة المجتمع الفلسطيني من خلال إبراز وجهاء آخرين ولكن مع الأسف حصل أل حصل .
وهذا درس سيتعلمه الفلسطينيين في العراق بعدم الاتكال على شخصية واحدة أو شخصيتين .
وبهذه المناسبة اشكر الأخ محمد خليفة رئيس اللجنة الشعبية وغيره الذين حاولوا سد الفراغ ولكن الفجوة كبيرة لأنه لا احد ينكر ثقل أبو انس وأهميته في المجتمع الفلسطيني بغض النظر عن رأيي فيه ولا احد ينكر تأثير الأخ حسن طالب في المجتمع الفلسطيني .
عملياً غيابهم ترك فراغ كبير لهذا علينا العمل من الآن فصاعداً على مأسسة العمل الجماعي وليس شخصنته (رب ضارة نافعة) .
في أكثر من مناسبة طالبت رابطة فلسطيني العراق بفتح فروع لها في العراق وقبرص لماذا ؟ .
لأن الرابطة تعمل بشكل سليم وفق ضوابط محددة ومعروفة وتقدم خدمات للجميع بغض النظر عن الانتماءات والو لاءات وإسهامات الرابطة معروفة للقاصي والداني وعدا عن هذا هناك رئيس للرابطة وهناك أعضاء معروفين بأسمائهم ومهامهم وهناك لجنة نساء معروفة بأسماء عضواتها ومهامهن على الرغم من أن فلسطينيي العراق في سوريا إعدادهم قليلة بالمقارنة بعدد الفلسطينيين في العراق .
السؤال لماذا لم تحذو مؤسسة الأكناف حذو الرابطة من الناحية الإدارية والفنية مع إن هذا مطلوب منها حسب قانون منظمات المجتمع المدني العراقي ولأني شعرت بأن مؤسسة الأكناف تتبع الصيغة الفردية في ظل انعدام الشفافية لهذا طالبت الرابطة بفتح فرع لها في العراق لأني حريص على العمل الفلسطيني ذا الصبغة المؤسساتية وليس ذا الصبغة الفردية .
ولأني ضد العمل الفردي ومع العمل الجماعي لهذا طالبت عدة مرات بالوحدة الوطنية الفلسطينية وخاصة في مجتمعنا الصغير في البلديات وكنت أقول علينا اختيار أشخاص مستقلين في تشكيل اللجنة الشعبية الفلسطينية في العراق حتى لا تفشل ولكن مع الأسف دخلت أطياف متعددة أبعدت اللجنة عن الهدف الذي تأسست من أجله وهو خدمة فلسطيني العراق من خلال لجنة شعبية منتخبة تمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني .
كنت أتوسل بكل أطياف الشعب الفلسطيني كي يوحدوا الصفوف ولكن كان طرفي الأنقسام الفلسطيني هما السبب في عدم تحقيق هذا الهدف لأن كل منهم أراد الهيمنة على قيادة اللجنة الشعبية .
وأرى بأننا بحاجة ماسة وأكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الصف من خلال لجنة شعبية حقيقية تمثل الجميع وبكون حصة المستقلين في هذه اللجنة لا تقل عن الثلث ويرأس اللجنة الشعبية سفير فلسطين في العراق ويتحرك الجميع في كل خطوة بالتوافق وبمباركة السفير أو على الأقل تحت علمه وأشرافه .
وعلى الجميع مخاطبة دوائر الدولة العراقية بلسان واحد وبصيغة خطاب واحد سأعطيكم مثال :
بالأمس حصلت مناقشة بيني وبين مدير عام في وزارة الهجرة والمهجرين وكشف هذا المدير عن كتابين تلقاهما من الفلسطينيين كتاب من مسئول اللاجئين في منظمة التحرير وكتاب أخر من اللجنة الشعبية الفلسطينية وفي كلا الكتابين يدعى كلاهما بتمثيل الفلسطينيين الأول يقول أنه جهة رسمية والثاني يقول أنه منتخب من الشعب ، وأردف المدير العام قائلاً لا أدري من هو ممثل الفلسطينيين في العراق !!! .
فقلت له في محاولة مني في لفلفة الموضوع بأن كلاهما يمثل الشعب الفلسطيني ولكن أنت تعرف الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس وأن شاء الله قريباً تسمع بأنهم توحدوا عندها سنرسل لكم صيغة خطاب واحدة فضحك وقال إن شاء الله ( أحنا شو ريد ) .
وأنا أقول معاناة فلسطيني العراق فاقت كل التصورات معاناة طال أمدها بدون حل وأنا أعتبرها النكبة الفلسطينية الثالثة بعد نكبة 1948 ونكبة الفلسطينيين في الكويت عام 1991 .
إذا هذه المعاناة لم توحدنا الآن فمتى نتوحد ؟ .
إذا لم نتوحد الآن فلن نتوحد أبدا .
بقلم / كمال نصار
21/9/2011
ملاحظة : كان هدف المقال هو أخذ الدروس والعبر وأهمها بأن العمل الفردي لا يجدي نفعاً علينا بالشفافية والعمل الجماعي من خلال الوحدة الوطنية وانأ تكلمت بالمقال عن الواقع الذي عشناه ولا زلنا نعيشه فأرجوا من الأخوة المعلقين عدم استغلال صفحة مقالي لتصفية حسابات مع الأخوين الكريمين أبو انس ومحمد عبد الواحد .
وأرجو من الموقع حذف أي تعليق فيه مساس لأي شخصية فلسطينية سواء أخطأت أو أصابت .
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"