أشارت آخر الإحصائيات الواردة من مصر بأن عدد الفلسطينيين الذين
قامت الأجهزة الأمنية المصرية باعتقالهم بتهمة "الإرهاب" والمشاركة في
عمليات عدائية ضد الجيش المصري منذ 30 يونيو الماضي قد بلغوا 280 معتقل فلسطيني ،
وان غالبيتهم قد تم إلقاء القبض عليهم في منطقة سيناء ، وأنهم يواجهون تهم مختلفة
أهمها مشاركتهم في عمليات "إرهابية" ضد الجيش المصري ، بالإضافة إلى
مئات الأسر الفلسطينية في قطاع غزة التي ما زالت تبحث عن أبنائها الذين فقدوا داخل
الأراضي المصرية ولم يعرف مصيرهم لغاية الآن ، ويقول الحاج سليمان طه والد الشاب
راكان طه والذي فقد أهله التواصل معه لأكثر من خمسة أيام خلال تواجده داخل الأراضي
المصرية في زيارة لشقيقته المتزوجة في مدينة الإسماعيلية ، وقد حاول أهل المفقود
التواصل مع الجهات الرسمية المصرية لمعرفة مصير ابنهم ولكن بدون فائدة ، كما أنهم
حاولوا التواصل مع السفارة الفلسطينية في القاهرة لمساعدتهم البحث عن ابنهم ، ولكن
وبحسب ما اخبرنا الحاج سليمان بأن السفارة الفلسطينية لم تتجاوب مع مساعينا وأنهم
ليسوا بالحالة الوحيدة التي طرقت أبواب السفارة الفلسطينية في القاهرة لنفس الهدف
وكان الرد واحدا هو عدم اهتمام السفارة بمناشدات هؤلاء الأهالي ، ويقول جهاد مقداد
فلسطيني من غزة عائدا من رحلة علاج في مصر ، بأنه واجه صعوبات كثيرة في مصر وتعامل
غير لائق من قبل الأجهزة الأمنية المصرية التي يكفيها فقط أن تعلم بأننا فلسطينيين
لتوجه لنا تهم "الإرهاب" والنظرات والتعامل معنا بأننا مجرمون ، وأكد
مقداد بأن الأجهزة الإعلامية المصرية عملت على مدار الأشهر الماضية لتشويه صورة
الفلسطينيين وتصويرهم على أنهم وحوش و"إرهابيين" ، وان هذا التحريض
الإعلامي كان أثره واضحا في تعامل الشارع المصري وأجهزته الأمنية مع الفلسطينيين
الموجودين في مصر ، حيث تعاني العديد من الأسر الفلسطينية من مضايقات عدة من بعض
المعارضين للإخوان وتعامل الأجهزة الأمنية المصرية مع الفلسطينيين ، وشبه مقداد ما يواجهه
الفلسطينيون في مصر بمصير الفلسطينيين في العراق وسوريا ، حيث عملت هذه الحكومات
لتصفية خلافاتها الداخلية على حساب الدم الفلسطيني ، هذا ويواجه أهالي قطاع غزة حصار غير مسبوق من قبل الجيش المصري
الذي قام بهدم الأنفاق الممتدة على طول حدود مصر مع قطاع غزة والتي كانت بمثابة
المتنفس الوحيد لغزة بعد حصار "إسرائيلي" جائر ، كما وأغلقت مصر معبر
رفح الدولي وهو المنفذ الوحيد لأهالي غزة على العالم الخارجي ، وقام الجيش المصري
كذلك بإيقاف تزويد قطاع غزة بالكهرباء الذي كانت مصر قد بدأت به قبل أشهر لتعويض
غزة عن نقص الكهرباء التي يعانيها القطاع ، ويواجه قطاع غزة حاليا كارثة إنسانية
حقيقية بعد انقطاع الكهرباء والمحروقات ومنع دخول السلع الغذائية والأدوية وتمكن
المواطنين من السفر إلى خارج قطاع غزة للتعليم والعلاج والعمل .
المصدر : موقع وكالة الأخبار العراقية – واع
25/8/2013