بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنام والمرسلين .
يبدو إن التاريخ كتب لنا ما هو أساسي وخفي كثير من التفاصيل وتركنا نسأل أنفسنا في بعض الأحيان ونجتهد في بعضها لان العودة إلى الوراء شيء صعب المنال لا نستطيع منه إلا من خلال الكتب ومصادره.
ولكن إنشاء وطن قومي لليهود هي فكرة انبثقت قبل طرحها من قبل المقبور هرتزل بعدة عقود من الزمن ولكن هرتزل ترجم تلك الأفكار إلى حقيقة عندما عقد مؤتمر بازل في سويسرا وهو بمثابة برلمان يهودي غير معلن .
والسؤال المهم؟طرح عدة أوطان غير فلسطين لتكون وطن قوم لليهود منها الأرجنتين ، اوغندة ، جنوب إفريقيا ، قبرص ، جزر عديدة فارغة في المحيط الهندي هذا ناهيك عن دول كثير ة في العالم عبارة عن قارات شبه فارغة منها استراليا،كندا ، كرينا ندا ، ايسلندا كان بالإمكان اقتطاع جزء منها لليهود إذا كان الغرب يتباكى للحفاظ على اليهود فلماذا فلسطين ؟.
من المعروف بان اليهود يقرءون التاريخ عن كثب بحكم دينهم وعنصريتهم وقلة عددهم وهم على دراية كبيرة من إن العرب هم حملة رسالات سماوية وخرجت منهم اعظم الحضارات التي عرفتها البشرية، رغم ان العرب كانوا في حينها عندما انبثقت فكرة فلسطين كانوا يقبعون تحت رزح الاحتلال ولكن الذين يقرأ التاريخ البشري بتمعن يعلم ان عقود السنين بل بالقرون لا تعني شيء لأي امة لها تاريخها المشرق فلا ان تقع يأتي زمان لتنهض وهذه حالة يمر بها العرب وكثير من الحضارات الأخرى إذا لماذا فلسطين ؟ هل نستطيع ان نقول بان اليهود لم يدركوا هذه الحالة الم يكن بالأجدر لهم ان ينشئوا وطن لهم في تلك البلدان بدلا من فلسطين حتى يضمنوا السلام والوطن الى الأبد عوضا عن بلد يمس بمقدسات امة كاملة من فلسطين وخلفهم العرب وخلفهم الإسلام وخلفهم حتى الخيرين في العالم ويهددهم ويجعل من وطنهم المزعوم مقبرة لهم .
فإذا كانت حجتهم بان فلسطين تعود لهم من خلال ما زور من توراتهم وتاريخهم فهذه حجة لا يقبل بها حتى قسم كبير من اليهود ففلسطين لم تبدأ نهضتها وحياتها وتاريخها ومدنها منذ قدوم النبي إبراهيم وموسى عليهما السلام بل كانت قبلهم بآلاف السنين فيها الكنعانيون واذا كانوا مقتنعين بما قنعوا أنفسهم به هل من المنطقي ان يتخلى هذا الكيان عن الاراضي التي قامت حجتهم من اجلها أي الضفة الغربية ليستقر على سواحل مدن فلسطين التي لم تكن لها أي ذكر بتاريخهم المزيف اذا لماذا فلسطين ؟؟ يبدو ان هناك تجاذب اوجد حالة من التزاوج الغير معلن بين اليهودية والمسيحية العالمية انجبت من خلاله البروتستانتية وهي حركة مسيحية منشقة عن المسيح اقرب لليهودية منها للمسيحية وهي اشد عداء للعروبة والإسلام فكان لها تأثيرا على الحركة الصهيونية للتمسك على اختيار فلسطين وطن لليهود إضافة إلى ذلك أنهم يعتقدون بأنهم سوف يقودون العالم ويعدون العدة مع حلفائهم اليهود للمعركة الفاصلة مع المسلمين معركة هرمجدون التي سينتصرون ويقضون على المسلمين .
إذا تلاقي مصالح تقبل بخياري احافظ على وجودك وبخلافه لا ، كل ذلك تكهنات ربما تكون قريبة من الواقع ولكن مات هرتزل ولم نعرف ما إذا كان هذا السبب أم لا.
3/6/2009
بقلم الزيداني
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"