16/4/2009
جاءت زيارة السيد محمود عباس الى اقليم كردستان مفاجئة للعديد من الاوساط السياسية والاعلامية وحظيت بتغطية اعلامية كبيرة ، واستقبل من قبل السيد مسعود البارزانى رئيس اقليم كردستان . ان هذه الزيارة الخاصة تعتبر مهمة بالنسبة للجانبين حيث ان العلاقات الكردية الفلسطينية كانت علاقات قوية واخوية فى الستينات والسبعينات والى الثمانينات ايضا وكانت السمة المشتركة بينهما كحركتين تحرريتين لشعبين تعرضا للظلم والاضطهاد والتصفية ، ناضلا من اجل حقوق مشروعة رغم اختلاف اوضاع الشعبين من حيث المطالب . وقد تعرضت هذه العلاقات الى بعض التصدع او التباعد ابان حكم حزب البعث وخاصة ابان حملات الانفال ومابعدها بسبب بعض سياسة بعض الاطراف السياسية الفلسطينية التى ايدت صدام فى حملته الشعواء لابادة وقهر الشعب الكردى ولكنها لم تصل الى حد القطيعة وخاصة مع منظمة تحرير فلسطين وخصوصا حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللتان كانت بينهما والحركة التحررية الكردية علاقات وطيدة وعميقة ونضالية . ومحمود عباس باعتباره مناضلا فلسطينيا وخليفة للمرحوم ياسر عرفات كانت زيارته لاقليم كردستان محط فرح وارتياح لدى الكرد وكانت محادثاته فى اربيل مع قادة الكرد هى محادثات اخوية فالكرد دوما كانوا اخوة واصدقاء للشعب الفلسطينى فى نضاله من اجل التحرير واسترداد الحقوق المسلوبة لهذا الشعب . وان قرار الدولة الفلسطينية بفتح قنصلية فى اربيل عاصمة اقليم كردستان لتنم عن عمق العلاقات الاخوية الكردية الفلسطينية ، والكردية العربية والتى تحاول جهات عربية شوفينية تخريب هذه العلاقة التاريخية وتصف الكرد بالصهاينة وحلفاء اسرائيل . فبالامس عندما حط المناضل الفلسطينى ورئيسها الشرعى على ارض كردستان لم يكن هناك اعلام ومصالح ودوائر وقنصليات اسرائيلية فى اربيل بل كان هناك اعلام عراقية وفلسطينية وكردية فقط . وان هذه الزيارة وهذه العلاقات والمصالح العربية الكردية المشتركة لتدحض كل افتراءات والرياح الصفراء التى دأبت على الدوام ان تصف الكرد بحلفاء اسرائيل بل وصل الامر بالبعض من هذه الفئات المارقة ان تصف الكرد بالصهاينة واسرائيل الثانية .
كيف يمكن للكرد ان ينسوا دور المرحوم السيد ياسر عرفات عندما هرع لتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدة للسيد مسعود البارزانى عندما تعرض لمحاولة الاغتيال الفاشلة فى النمسا عام 1976 على يد المخابرات الصدامية المجرمة . ان دماء العشرات من شباب الكرد روت ارض فلسطين وهم يساندون اخوتهم الفلسطينيين فى نضالهم . وان رجال الثورة الكردية قد هبوا لنصرة منظمة التحرير الفلسطينية عنما كانت بيروت محاصرة من قبل الجيش الاسرائيلى عام 1983رغم الظروف الصعبة والدقيقة التى كانت تمر بها الثورة الكردية انذاك . ان العلاقات الكردية الفلسطينية قد تعرضت لبعض التصدع او التباعد اثناء الهجمة الشرسة وحرب الابادة التى شنها نظام صدام حسين ضد الكرد وقد ايدت بعض الجهات الفلسطينية صدام حسين ولكن العلاقة لم تصل الى حد القطيعة . وان زيارة الرئيس محمود عباس ستعزز هذه العلاقة وتفتح افاقا واسعة لعلاقات جيدة ساسية واقتصادية بين الطرفين ، وانها دحضت كا الدعايات المغرضة التى تحاول جهات علابية شوفينية من خلق المشاكل والعداء بين العرب والكرد ، بل انها ستزيد من لحمة العلاقات وتعزيزها رغم حقد الحاقدين الذين يرغبون فى احداث التباعد بين الشعبين . ان استجابة حكومة اقليم كردستان لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين يتواجدون فى العراق والذين يواجهون صعوبات وعداء بعض الاطراف لهو خير دليل على بقاء الكرد بالحفاظ على الاخوة العربية الكردية . فماذا يمكن لهؤلاء الداعين الى الشقاق والفرقة والازمات ان يختلقوها بعد الان ، الكرد والفلسطينيين الشرفاء فى خندق واحد ضد الظلم وعلى خط نضالى واحد لاحقاق الحقوق المشروعة للشعبين ، بل لكل الامم والشعوب المظلومة والمقهورة والتى تعانى الابادة والانقراض والظلم والاستغلال . لم يسبق للكرد ان عادوا شعبا او امة بل كان دوما نصيرا للسلم والامن فى المنطقة ومادا يده لاستقبال حتى اعدائه التاريخيين لو اظهروا قدرا من النية للسلام والامن ، الكرد لايحبون الحروب والقتل وسفك الدماء ان لم يجبروا على ذلك والتاريخ شاهد على ذلك لمن يريد ان يتقصى تاريخ هذا الشعب المظلوم والمسالم والذى غدر به التاريخ واضافت الانظمة المستبدة غدرا اخر الى تاريخهم .
ان الكرد فى العراق جزء مهم وقوة تضاف الى القوة التى تتمتع بها العراق اليوم وان اى تطور وتقدم لاقليم كردستان هو تطور وتقدم وقوة للعراق الكبير والموحد رغم الاختلاف بين الكرد كحركة سياسية واطراف سياسية عراقية اخرى فى بعض القضايا والامور والتى يمكن حلها وايجاد الحلول الصائبة لها لو توافقت النيات الخيرة لهذه الاطراف لمصلحة العراق والشعب العراقى .
16/4/2009
عبدالله مشختى