قبل أكثر من سنة ونصف من الآن ( 4/2006 ) طوقت قوة كبيرة أمريكية وباعداد هائلة من المدرعات والدبابات وحتى الطائرات منطقة البلديات وتحديدا على بعد ( 300 متر ) من المجمع السكني للفلسطينيين ، حيث تسكن عائلة الفلسطيني عباس سعيد الزبن ولهم سنوات طويلة في ذلك المكان ، واقتحمت هذه القوة المنزل العائد لهم حيث يسكن فيه عدد من العوائل من ابناء صاحب المنزل وقاموا على الفور باعتقال كل من وجدوه من الذكور بغض النظر عن عمره ، فاعتقلوا صاحب المنزل وهو رجل كبير بالسن وأولاده الثلاثة قيس ونبيل وحاتم وصهره وولديه ، والناجي الوحيد من هذا الانتهاك فقط الابن الكبير سعيد عباس سعيد الذي يسكن في شقة قريبة من منزل والده ، والذي تحمّل لاحقا عبئا كبيرا من خلال القيام بواجبات وأعباء خمس عوائل نكبت في ليلة وضحاها حيث يعمل صناعي ومهني في تصليح وصيانة بعض أنواع السيارات .إلا أن الإجرام والحقد الشعوبي العنصري يأبى السلامة لما تبقى من هذه العائلة المضطهدة المظلومة ، فيأتي دور الغربان السود الذين عاثوا في الأرض فسادا ليحرموا هذه العوائل من معيلها ويقضوا بالأسى والحزن على أرملة وأيتامها . فقد قامت مجموعة مسلحة قوامها أكثر من عشرين شخصا يرتدون ملابس سوداء باقتحام عمارة سكنية في الساعة العاشرة من مساء السبت الموافق 11/2/2006 فيها شقق مستأجرة في منطقة البلديات قرب المجمع السكني للفلسطينيين ، وقاموا بطرق باب شقة الفلسطيني سعيد ففتح الباب أحد أطفاله فشاهد أمرا مروعا وسرعان ما حضر والده ليرى من الطارق فسحبوه خارج الشقة ودفعوا طفله إلى الداخل وأغلقوا الباب ، وعندما خرجت زوجته لترى ما الذي حدث أشاروا بسلاحهم صوبها خشية الصراخ ، واقتادوه معهم .وبدأت مرحلة جديدة ونكبة أخرى لهذه العائلة ، بعد أن فقدت جميع رجالها والذين لازالوا يقبعون في المعتقلات الأمريكية ، فأين يذهبون وبمن يستنجدون وكيف يبحثون والأمر فوضى عارمة اختلط فيها الحابل بالنابل ؟!! ومنذ هذه اللحظة وهم يعيشون بقلق دائم وترقب وخوف ولا معلومة عن الأب المختطف والزوج المفقود والمعيل للعائلة ، ومضت الأيام وبذلوا كل ما بوسعهم رغم قلة الحيلة وذهبوا إلى مشرحة الطب العدلي مرارا عسى أن يجدوا جئته من بين مئات الجثث المتكدسة ، فكان منظرا مهولا ولم يستطيعوا أن يصلوا لأي شيء بسبب المشاهد المروعة .وفي يوم السبت الموافق 18/3/2006 وبعد مراجعات كثيرة للطب العدلي تعرفوا على صورة الفقيد من خلال الكومبيوتر الذي يحوي صور الجثث التي تصل إليهم ، وتبين أنه تم تصفيته في نفس الليلة التي اختطف فيها ووجدت جثته في مدينة الصدر وتم تسليمها من خلال مركز شرطة الرافدين إلى الطب العدلي .والصدمة الأخرى معرفتهم بأنه تم دفنه في مقبرة بالنجف ، ولا يمكن بأي حال من الاحوال الوصول هنالك .الفقيد سعيد عباس سعيد الزبن رحمه الله من مواليد 1959 وليس له أي انتماء سياسي أو حزبي أو تنظيمي ، متزوج وله خمسة أولاد وبنت وهم ( وائل مواليد 1989 ، وشهد مواليد 1990 ، وعبد الرحمن مواليد 1993 ، وسرمد مواليد 1996 ، وزيد مواليد 1997 ، ومحمد مواليد 2001 ) .
فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذا الظلم والطغيان والإجرام .
