جامع القدس في الاربعاء الاسود وحرق مساجد بغداد (شاهد عيان) تقرير مصور- عبد الملك الشامي

بواسطة قراءة 12037
 جامع القدس في الاربعاء الاسود وحرق مساجد بغداد (شاهد عيان) تقرير مصور- عبد الملك الشامي
جامع القدس في الاربعاء الاسود وحرق مساجد بغداد (شاهد عيان) تقرير مصور- عبد الملك الشامي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:

أما بعد:

فبعد اربع سنوات على مرور يوم الاربعاء الاسود (وحق لمن سماه بهذا الاسم ) وهو يوم حرق المساجد السنية في بغداد بعد حادثة تفجير مرقد سامراء. فقد حرق ودمر وهوجم مائتي مسجد في بغداد تقريبا. وقتل مئات من اهل السنة من شيوخها وأئمة مساجدها ونسائها وأطفالها وسحلوا في الشوارع في جريمة بشعة يندى لها الجبين ولن تنسى من ذاكرة التاريخ. في عملية مدبرة ومنسقة دبر لها بليل حيث اخليت الشوارع من الشرطة والجيش العراقي والامريكي على حد سواء. لتفرغ شوارع بغداد لعصابات جيش المهدي وغيرها من المليشيات ذات اللباس الاسود والقلب الاسود لتقوم بعمليات قتل ممنهجة وبربرية للعزل من ابناء اهل السنة .

 

 تمر بي ذكرى 22\2\2006 المؤلمة وانا في ارض المهجر بعد ان تركت العراق مثلي مثل الكثير من الفلسطينيين والاخوة العراقيين الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق . وتمر بي ذكرى مسجد القدس وأيامه الجميلة تلك الايام التي كنا نصلي فيها بالمسجد ونلتقي بالاحبة والاصدقاء والاخوة الاوفياء ونتبادل اطراف الكلام خارج المسجد بعد انتهاء الصلاة تلك الايام الجميلة اللتي عكر صفوها هؤلاء شذاذ الافاق والتي كان لمسجد القدس نصيبا من فتكهم في هذا اليوم الاسود .

وها انا اسرد بعض ما حدث في ذلك اليوم لهذا المسجد المبارك الذي خرج كثير من الدعاة وطلبة العلم واهل الخير والذي كان منبرا لنشر الفضيلة والاخلاق الكريمة .

في صبيحة هذا اليوم وعندما هممت ان اوصل ابنائي لمدرسة سمية القريبة من المجمع الفلسطيني في البلديات وعندما وصلت الى شارع المسجد سمعت اطلاقات نارية وأصوات قذائف تسمع من منطقة البلديات في جهة مسجد احمد رؤوف وعندما سألت الناس ماذا يحدث اجابوني ان المرقد في سامراء قد فجر وان هذه ردة فعل جيش المهدي. فانه يهاجم الان مساجد اهل السنة فأرجعت اولادي الى البيت بسرعة . وبعد فترة وجيزة كانت مليشيات جيش المهدي قد اقتربت من مسجد القدس حيث ان هذا المسجد الذي كان يمتلىء بالمصلين لا يعقل ان لا يكون في حسابهم ولا في اجندتهم الخبيثة.

حينها كنت عند احد الاخوة وبعد خروجي من عنده رأيت الناس قد تجمعوا  وهناك اصوات رصاص يسمع . فذكروا ان جيش المهدي قد هجم على المسجد فتقدمت ونظرت الى جهة المسجد لارى ان افراد من هذه المليشيات قد تجمعت في باب المسجد وهم يلبسون اللباس الاسود المشهور ويحملون الاسلحة الرشاشة وقاذفات الار بي جي ولم يصلوا الى باب المسجد حتى نفذت ذخيرة المدافعين من حراس المسجد . ففزعت حينئذ من هذا المشهد المؤلم .

 

بعد ذلك دخلت تلك الميلشيات المسجد وخربت فيه وكتبت كتابات ان الماء للاسلام وفي نظرهم نحن كفارا. واطلقوا العيارات النارية على اجهزة التكييف وجدران المسجد حتى المصاحف لم تسلم من اعتداءهم والصور موثقة لذلك . وكادوا ان يحرقوا المسجد لولا ان لطف الله وقام المدافعون عن المسجد بالالتفاف عليهم بعد ان وصلت الذخيرة اليهم ليطلقوا عليهم وابلا كثيفا من الرصاص على اثرها ولوا هاربين من المسجد . ولكن المهاجمين اعادوا الكرة بعد ساعة تقريبا على حين غفلة من الناس وحاولوا اقتحام المسجد مرة ثانية ووضعوا بعض اعلام الحقد المجوسي على باب المسجد وكانما فتحوا او حرروا بيت المقدس او تمكنوا من قتل يزيد والاخذ بثأر الحسين . وقبل ذلك لابد من ذكر ما شاهدناه في الكرة الثانية وهي عودتهم بعدد اكبر وكانت تقف سيارة تابعة للواء الرافدين على اساس انها تحمي المنطقةز وشاهدنا اشخاص يرتدون السواد قد تحدثوا مع تلك السيارة – بمعنى قالوا لهم خلوا بيننا وبينهم – وعلى الفور غادرت السيارة المنطقة!!

بعد ذلك حدثت مشادة بينهم وبين الناس تطورت الى مواجهة بالاسلحة وعلى اثرها ولوا هاربين للمرة الثانية لقد كان عدد المهاجمين في كلا المرتين كبيرا ومدججين بكافة انواع الاسلحة . لم يراعي المهاجمين حرمة المسجد ولربما كانوا يتقربون الى الله بالهجوم عليه كما لم يراعوا ايضا وجود الجالية الفلسطينية المظلومة من قبل اليهود والمهجرة من بلادها علما ان اصوات ايران تكاد تبح بالتظاهر بنصرة قضية فلسطين وهاهي المليشيات المدربة في ايران تهاجم مسجد الجالية الفلسطينية في بغداد . بعد هذه المواجهات حمى الله المسجد من التدمير والحرق كما احرقت كثير من مساجد بغداد ونهبت في ذلك اليوم . وكان قسم من هذه المساجد قريبا على منطقة سكن الفلسطينيين مثل مسجد احمد رؤوف ومسجد محمد الفاتح ومسجد المعلمين ومالك بن انس وجامع حي الرئاسة الذي نهب وحرق. لقد كان يوما رهيبا وأليما.

 

وبعد توالي الايام لم تتوقف الاعتداءت على مسجد القدس فمن قصف بالهاونات الى مداهمات الى اعتداءت مسلحة الى اغتيال لكثير من رواده مثل الاخ محمود المصلاوي وجمال الحردان وجمال ابو مصطفى والأخ ابو عبد الله اياد شعبان الى غيرهم رحمهم الله جميعا .

كان على اثر ذلك ان هاجر كثير من سكان المجمع من الوجهاء والمتعلمين وغيرهم ومن كل طبقات المجتمع ومعظم من دافع عن المسجد وخدمه وصلى في اروقته ولم يبق الا من كان مغلوب على امره ومن كبار السن وذوي الدخل المحدود نسأل الله ان يكون في عونهم وان يحفظهم من كل سوء ومكروه.

هذا ما أتذكره في هذا اليوم الاليم الذي يتفطر القلب كلما مرت علي تلك الصور المؤلمة حيث كنت شاهد عيان على ما حدث .

 

لقد فاق ما فعلته تلك المليشيات في هذا اليوم حتى ما فعله اليهود في فلسطين فمثلا في حرب غزة وخلال أربعين يوما تقريبا أقدمت قوات الاحتلال وخلال عدوانها على القطاع بتدمير 45 مسجداً تدميراً كاملاً، ودمرت 55 مسجداً تدميراً جزئياًَ وعشرات المساجد الأخرى بدرجات. يقابلها في بغداد: حيث قامت مليشيات جيش المهدي وفي يوم واحد بحرق وتدمير 200 مسجد تقريبا في يوم واحد فقط .

ان بيوت الله هي افضل الاماكن على ظهر البسيطة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها),أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد. فـالمساجد أحب البلاد إلى الله: "لأنها بيوت الطاعات وأساسها على التقوى. والمساجد محل نزول الرحمة. وذلك لأن زوار المساجد: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ سورة النــور(37)، ففي المساجد يعبد الله ويوحد، ويثنى عليه ويمجد، وفيها يركع له ويسجد، وفيها تقام الصلوات، ومجالس العلم، فيذكر الناسي، ويعلم الجاهل، لهذا وغيره كانت أحب البلاد إلى الله، فهي المكان الذي يتصل فيه المخلوق بالخالق..ولذلك كانت حرمة المسجد عظيمة توعد الله لمن اعتدى عليه ان يذيقه العذاب في الدنيا والاخرة حيث قال تعالى" (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114) .

 

ومع كل هذه الحرمة للمساجد الا ان تلك العناصر البربرية المجرمة المفسدة من ميليشيا جيش المهدي لم يعطوا المسجد حرمته ولم يقفوا عند حدود الله، بل كانوا يرفعون قاذفاتهم صوب المسجد يهتفون ( الله اكبر ) وكانهم احرزا نصرا مؤزرا، ومما نذكره ايضا اختطاف الفلسطيني المريض المعاق سمير خالد الجياب بينما كان يبحث عن ابنه في المدرسة وتم تعذيبه اشد انواع العذاب وكذلك احد ابناء الشيخ نواف رحمه الله وكذلك شقيقي السفير الفلسطيني السابق كل من زياد ونزار عبد الرحمن مع تعذيبهما عذابا وحشيا وشديدا فلا حول ولا قوة الا بالله.

هذا ما حدث في هذا اليوم وان كنت نسيت شيئا فليضيفه الاخوة في تعليقاتهم , نسأل الله ان يحفظ علينا ديننا وان يفرج عن ابناء شعبنا في كل مكان انه سميع مجيب اللهم امين .

 

ولمزيد من صور اعتداء جيش المهدي على جامع القدس

اضغط هنا ..

اخوكم: عبد الملك الشامي

23/2/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"