حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية - وليد ملحم

بواسطة قراءة 9437
حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية - وليد ملحم
حكم مشاركة الكفار في احتفالهم برأس السنة الميلادية - وليد ملحم

قال السندي في حاشية ابن ماجه  :

(غَرِيبًا) أَيْ لِقِلَّةِ أَهْله وَأَصْل الْغَرِيب الْبَعِيد مِنْ الْوَطَن ( وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ) بِقِلَّةِ مَنْ يَقُوم بِهِ وَيُعِين عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَهْله كَثِيرًا (فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) الْقَائِمِينَ بِأَمْرِهِ ، و"طُوبَى" تُفَسَّر بِالْجَنَّةِ وَبِشَجَرَةٍ عَظِيمَة فِيهَا . وَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ نُصْرَة الإِسْلام وَالْقِيَام بِأَمْرِهِ يَصِير مُحْتَاجًا إِلَى التَّغَرُّب عَنْ الأَوْطَان وَالصَّبْر عَلَى مَشَاقّ الْغُرْبَة كَمَا كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر اهـ . " الاسلام سؤال وجواب" .

ومع الأسف رأينا بعض المسلمين من يحاول التشبه بالكفار والاقتداء بهم دون الإحساس بخطورة هذا الفعل الذي نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث  قال :(لتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن) رواه البخاري .

 ونجد أن كثير من المسلمين اليوم يتشبه بالكفار الذين  يحتلون بلاد المسلمين ويعملون في أهلها قتلا وتشريدا وهم أساس مشاكلنا ولكنها الانهزامية العقدية والنفسية أمام الحضارة الغربية الزائفة فهم صدق بهم قوله تعالى { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} . [الروم : 7] .

ومما آلمني أني سمعت  بعض إخواننا من فلسطيني العراق يتجهز للاحتفال برأس السنة الميلادية ويريد أن يسافر من البلد التي هو فيها إلى بلد آخر يكون فيه الاحتفال أجمل بالنسبة له هذا علاوة على أن  كثير من إخواننا الذين يقطنون بلاد الكفار قد يحتفلون في البيوت أو مع أهل البلد الذي هم فيه وهذا من آثار السكنى في تلك البلاد الكافرة لمن خف دينه أو قلت عقيدته وليعلم الأخ المسلم أن الدنيا قصيرة والموت يأتي بغتة ولا يعرف كبير ولا صغير ولا غني ولا فقير قال تعالى { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ... } [الجمعة : 8] .

وفي الا حتفال برأس السنة الميلادية محاذير شرعية منها  :

1. التشبه بالكفار: لان التشبه بالكفار محرم وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بشيء ديني عندهم ومعروف أن احتفالهم برأس السنة هو أمر ديني عندهم . وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم  " من تشبه بقوم فهو منهم ". رواه أبو داود وقال عنه الألباني رحمه الله : حسن صحيح ( صحيح أبي داود 2/761) وهذا تهديد خطير ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة

كما إننا امة مستقلة لنا ديننا وعادتنا وأعيادنا المستقلة التي لا نشارك الكفار بها  .

2. ان المشاركة في أعيادهم نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [المائدة : 51] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرًا، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة ) (الاقتضاء 1/490)) .

3. إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث : " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " صحيح الجامع رقم (7812) وعيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية . : قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : ( فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم ). أهـ .

4. قال تعالى : { والذين لا يشهدون الزور ... } [الفرقان : 72] فسرها العلماء بأعياد المشركين ، ولا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم وجميع لوازم أعيادهم من الأنوار والأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره ولا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها . قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ( وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك. فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر) ( الاقتضاء 2/519-520) .

 

وليد ملحم

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"