سوسن..أمرأه فلسطينية تعيش النكبة الثانية في أيسلندا !- ايهاب سليم

بواسطة قراءة 6454
سوسن..أمرأه فلسطينية تعيش النكبة الثانية في أيسلندا !- ايهاب سليم
سوسن..أمرأه فلسطينية تعيش النكبة الثانية في أيسلندا !- ايهاب سليم

أيهاب سليم-السويد-خاص:

لم يكُن يعلم الشهيد القائد محمد قاسم أبو قاسم أن أحفاد أخيه سيلاقيهم ظيم أخر, وربما لو كانَ يعلم لما أغتالَ كبار ضباط الانجليز خلال الانتداب البريطاني لفلسطين, وبينهم أغتيال قائد الطيران البريطاني في كمين بوادي المغارة قرب قرية جبع جنوب حيفا !

أستشهد محمد أبو القاسم المولود في قرية عين غزال جنوب حيفا في معركة كبيرة مع الانجليز في أحراج اليامون وكانت هذه المعركة بقيادة الشيخ عطية أحمد عوض الذي أستشهد مع خمسة عشر من الثوار وكان بينهم الشهيد محمد أبو القاسم الذى جرح في هذه المعركة بصلية من طائرة بريطانية أصابت ظهره وخرجت من بطنه ونقلَ جريحا الى مُستشفى حيفا وقد زاره في المشفى حينها "كوهين" قائد شرطة زمارين "زخرون يعقوب " وقال له شامتاً وقعت يا محمد..حتى فاضت روحه الى باريها ونال الشهادة وكان ذلك في 9-3-1938, وقبره موجود حاليا في مقبرة قرية عين غزال في فلسطين.

وبعد مرور قُرابة السبع عقود من الزمن, تهجرت " سوسن حسين عبد القادر قاسم أبو القاسم -44 عاماً-" الى جمهورية أيسلندا الاوربية من قبل الميلشيات في بغداد بعد الغزو الامريكي-البريطاني-الايراني للبلاد عام 2003 !

تقول سوسن للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة, انها فرت من بغداد مع أبنها يحيى ذو الخمس أعوام الى مخيم الوليد الواقع في صحراء الانبار العراقية عام 2007 بعد أن فقدت الاتصال بزوجها الفلسطيني داخل العاصمة المُحتلة,  وبين هذا وذاك رفضت حكومات البلدان العربية أستقبالها حتى تمكنت أيسلندا من أيواءها مع طفلها عن طريق الامم المتحدة !

وتُضيف قاسم للمفوضية: " كنتُ أصلي وأدعوا الله ليل نهار أن ينقذ أبني من لهيب حرارة الصيف وشدة برودة الشتاء في خيام الصحراء..فلم نتمكن فيها ألا من شرب الماء المخلوط بماء الكبريت !", وفقاً لما قالت.

وتكمل قاسم للمفوضية: " أعيش في أيسلندا كأنها بلدي الثاني..أتعلم فيها أستخدام الكمبيوتر والتسوق حتى أني لازلت أتسوق الفلافل فهي تُذكرني بفلسطين..والحكومة الايسلندية والصليب الاحمر يقدمون لي دوماً الغذاء والملابس أضافة الى أنهم أدخلوا أبني الى الروضة ليعيش حياة جديدة تحت الشمس المُشرقة بعيداً من جحيم الصحراء", وفقاً لما قالت.

وتختتم قاسم للمفوضية قائلةً: " أنا سعيدة جداً في أيسلندا ولقد وجدتُ السعادة والرعاية فيها حتى أني أشعرُ باني أعيشُ في حلم..لكن تبقى فلسطين وقُدسها في قلبي", وفقاً لما قالت.

http://www.paliraq.com/images/001pal/sawsan-kasem/wcamp01.jpghttp://www.paliraq.com/images/001pal/sawsan-kasem/wcamp02.jpghttp://www.paliraq.com/images/001pal/sawsan-kasem/wcamp03.jpg

 

إيهاب سليم

15/5/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"