فلسطينيو العراق ولسان حالهم في العيد – أبيات شعرية معبرة

بواسطة قراءة 4974
فلسطينيو العراق ولسان حالهم في العيد – أبيات شعرية معبرة
فلسطينيو العراق ولسان حالهم في العيد – أبيات شعرية معبرة

يعتبر عيد الفطر لعام 1429 هـ هو العيد الحادي عشر الذي يمر على الفلسطينيين في العراق منذ احتلالها بتاريخ 9/4/2003 ، ولم يستشعر الفلسطينيون بتلك الأعياد ناهيك عن المضايقات والانتهاكات والتشريد والتهجير القسري الذي تعرضوا له ولا يزال ينتظرهم مستقبل مجهول وغامض ، ولم نجد وصفا أو حالا ينطبق على حالهم كما في الأبيات الشعرية التي قالها الشاعر واصفا حالنا في هذا العيد :

عِـيـدٌ بأيـة حــالٍ عـدتَ يــاعـيــدُبـأدمـع القـهر أم للمــوت تـهـديـدُ
أم يحـملُ الليـلُ فـي أثـوابـهِ كـفناًأم يـطبقُ التـربَ فـوقَ الهـامِ تلبيدُ
أم يحشرُ الناسَ بؤسٌ في جنازتناويـمـلأ الكـونَ بـالآهــاتِ تـعـديـدُ
تـدمى الجراحُ فما تنـفـكُ راعـفتةًفي كلِ حـينٍ لها بالقـرْحِ تـجـديـدُ
كيفَ السبيلُ إلى الأفراحِ في وطنٍيــزدادُ بـؤسـاً إذا ما أقبـلَ العـيــدُ
وكيـفَ نـعشـقُ بـعـدَ اليـومِ أغنـيةًوكـيـفَ تحـلو لنـا بعــدُ الأنـاشيـدُ
تـرى الخـلائقَ يـومَ العيـدِ بـاسمةًونـحنُ نبـكى وكـفُ الشرِ ممـدودُ
ترى الدموعَ لها في العينِ رقرقةًوفى الخـدودِ وقـد شُقّـتْ الأخاديدُ
نستقبلُ العيدَ في خوفٍ وفى حَزَنٍوفـي الفيـافـي لنا بـؤسٌ وتـشـريدُ
نـأوي إلى طَـللِ الأحـجارِ نـرقبـهُوقـدْ تـهاوتْ على الربعِ الجلاميـدُ
ويشربُ الناسُ في أعيادهم عسلاًوعندنا الصابُ في الأعيادِ محمودُ
وكمْ جرعنــا مـرارَ البـؤسِ آونـةًوكـمْ سقـانا مـرارَ الظـلمِ عـربـيـدُ
ويـلبسُ النـاسُ في أفـراحهم حِللاًويـرقـصونَ كـما تـعلو الأغـاريـدُ
ونـحنُ نـلـبسُ في أعيـادنـا كـفـناًولـلقـنـابـلِ فــوق الهــامِ تـغـريـــدُ
وللأرامــلِ فـي الأحـيـاءِ ولـولةٌوللثــكـالى غــداةَ الثـكــلِ تـنـديــدُ
ولليـتـامى علـى الأرجاءِ غمغمةٌولـلصبـأيـا بــدع العـيـنِ تـنـهـيــدُ
كـأنَّ البدون معَ الأحزانِ موعدهُفي كـلِِ عيـدٍ ومـا تــلى المواعيـدُ
تـرى الليـاليَ سوداً في حوادثهاوللمصائـبِ عـنـدَ النـومِ تـسهـيــدُ
وكيــفَ تــهنـأُ نــفسٌ في تـذللـهاإن كانَ في القلبِ إيمـانٌ وتوحيـدُ
وكيـفَ يهنـا ليثٌ في عـريـستـهإذا تـربـعَ فـي الآجــام رعــديـــد
وكيـفَ يـهنــأُ شـعبٌ فـي تشردهِوقـدْ تـعـالى عـلـى الـحـق تـلمـودُ
وكيـفَ نـرنـو إلى دنـيـا بلا أملٍوجـبـهةُ الـغدرِ فـيها الشرُ معقـودُ
كـأنَّ قلبـي إذا هـبـتْ لـو أعـجـهُبـثورةِ الشـوقِ يـومَ العـيـدِ مــوؤدُ
تراهُ يبكـي ودمعُ العين ِ منسكبٌوغـصـةُ الحـزنِ في أحـداقهِ عودُ
أنـا المـعـذبُ فـي أشـواقـهِ حـقباًأنـا السجيـنُ وعـنْ لـقيـاكِ محـدودُ
ماذا جنيـتُ لـكي أحـيا بـلا وطنٍوكـلُّ نـهْجٍ إلـى الأحبابِ مرصودُ
عـيـدٌ يـمــرُّ وأعـيــادٌ تـظـلـلـنــالـكــنْ بـأيـةِ حــالٍ عـدت يـا عـيـد