يعتبر عيد الفطر لعام 1429 هـ هو العيد الحادي عشر الذي يمر على الفلسطينيين في العراق منذ احتلالها بتاريخ 9/4/2003 ، ولم يستشعر الفلسطينيون بتلك الأعياد ناهيك عن المضايقات والانتهاكات والتشريد والتهجير القسري الذي تعرضوا له ولا يزال ينتظرهم مستقبل مجهول وغامض ، ولم نجد وصفا أو حالا ينطبق على حالهم كما في الأبيات الشعرية التي قالها الشاعر واصفا حالنا في هذا العيد :
عِـيـدٌ بأيـة حــالٍ عـدتَ يــاعـيــدُ | بـأدمـع القـهر أم للمــوت تـهـديـدُ |
أم يحـملُ الليـلُ فـي أثـوابـهِ كـفناً | أم يـطبقُ التـربَ فـوقَ الهـامِ تلبيدُ |
أم يحشرُ الناسَ بؤسٌ في جنازتنا | ويـمـلأ الكـونَ بـالآهــاتِ تـعـديـدُ |
تـدمى الجراحُ فما تنـفـكُ راعـفتةً | في كلِ حـينٍ لها بالقـرْحِ تـجـديـدُ |
كيفَ السبيلُ إلى الأفراحِ في وطنٍ | يــزدادُ بـؤسـاً إذا ما أقبـلَ العـيــدُ |
وكيـفَ نـعشـقُ بـعـدَ اليـومِ أغنـيةً | وكـيـفَ تحـلو لنـا بعــدُ الأنـاشيـدُ |
تـرى الخـلائقَ يـومَ العيـدِ بـاسمةً | ونـحنُ نبـكى وكـفُ الشرِ ممـدودُ |
ترى الدموعَ لها في العينِ رقرقةً | وفى الخـدودِ وقـد شُقّـتْ الأخاديدُ |
نستقبلُ العيدَ في خوفٍ وفى حَزَنٍ | وفـي الفيـافـي لنا بـؤسٌ وتـشـريدُ |
نـأوي إلى طَـللِ الأحـجارِ نـرقبـهُ | وقـدْ تـهاوتْ على الربعِ الجلاميـدُ |
ويشربُ الناسُ في أعيادهم عسلاً | وعندنا الصابُ في الأعيادِ محمودُ |
وكمْ جرعنــا مـرارَ البـؤسِ آونـةً | وكـمْ سقـانا مـرارَ الظـلمِ عـربـيـدُ |
ويـلبسُ النـاسُ في أفـراحهم حِللاً | ويـرقـصونَ كـما تـعلو الأغـاريـدُ |
ونـحنُ نـلـبسُ في أعيـادنـا كـفـناً | ولـلقـنـابـلِ فــوق الهــامِ تـغـريـــدُ |
وللأرامــلِ فـي الأحـيـاءِ ولـولةٌ | وللثــكـالى غــداةَ الثـكــلِ تـنـديــدُ |
ولليـتـامى علـى الأرجاءِ غمغمةٌ | ولـلصبـأيـا بــدع العـيـنِ تـنـهـيــدُ |
كـأنَّ البدون معَ الأحزانِ موعدهُ | في كـلِِ عيـدٍ ومـا تــلى المواعيـدُ |
تـرى الليـاليَ سوداً في حوادثها | وللمصائـبِ عـنـدَ النـومِ تـسهـيــدُ |
وكيــفَ تــهنـأُ نــفسٌ في تـذللـها | إن كانَ في القلبِ إيمـانٌ وتوحيـدُ |
وكيـفَ يهنـا ليثٌ في عـريـستـه | إذا تـربـعَ فـي الآجــام رعــديـــد |
وكيـفَ يـهنــأُ شـعبٌ فـي تشردهِ | وقـدْ تـعـالى عـلـى الـحـق تـلمـودُ |
وكيـفَ نـرنـو إلى دنـيـا بلا أملٍ | وجـبـهةُ الـغدرِ فـيها الشرُ معقـودُ |
كـأنَّ قلبـي إذا هـبـتْ لـو أعـجـهُ | بـثورةِ الشـوقِ يـومَ العـيـدِ مــوؤدُ |
تراهُ يبكـي ودمعُ العين ِ منسكبٌ | وغـصـةُ الحـزنِ في أحـداقهِ عودُ |
أنـا المـعـذبُ فـي أشـواقـهِ حـقباً | أنـا السجيـنُ وعـنْ لـقيـاكِ محـدودُ |
ماذا جنيـتُ لـكي أحـيا بـلا وطنٍ | وكـلُّ نـهْجٍ إلـى الأحبابِ مرصودُ |
عـيـدٌ يـمــرُّ وأعـيــادٌ تـظـلـلـنــا | لـكــنْ بـأيـةِ حــالٍ عـدت يـا عـيـد |