ماهر حجـازي / مسؤول الإعلام
13/2/2009 – دمشق
الأوضاع تسوء وأعدادهم في ازدياد
سيرت لجنة إغاثة فلسطينيي العراق فجر اليوم قافلة مساعدات إغاثية إلى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الهول الواقع في مدينة الحسكة السورية , وقد شملت المساعدات على مواد غذائية ( أرز , سكر , حبوب بأنواعها , زيت , حليب الأطفال) بالإضافة للخضروات وذلك ضمن حملات الإغاثة المستمرة والتي تنفذها لجنة الإغاثة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من العراق, وقد رافق وفد اللجنة وفدا أخر من مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب السورية.
وتهدف هذه الحملات الإغاثية للتخفيف من معاناة اللاجئين في المخيمات الصحراوية وللتأكيد على وحدة الدم الفلسطيني والأخوة بين الفلسطينيين في سورية واللاجئين من العراق, وكذلك الوقوف على مستجدات مأساتهم والاستماع إلى مشاكلهم ومتطلباتهم والعمل على إيجاد الحلول الملائمة لها.
كما سيرت لجنة إغاثة فلسطينيي العراق يومي الأربعاء (11/2) و الأحد (8/2) قافلة مساعدات إلى مخيم التنف الصحراوي بين الحدود السورية العراقية وقد ضمت المساعدات على حمامات وزعت على اللاجئين الملتحقين حديثاً في المخيم بالإضافة إلى سيارة كبيرة من الخضروات المتنوعة والتي يشتكي اللاجئون كثيرا من عدم توفرها وبناءا على ذلك فإن لجنة إغاثة تسير في كل حملة شاحنات محملة بالخضراوات والتي تأتي بناءا على طلب اللاجئين في مخيم التنف.
هذا ويعيش اللاجئون في المخيمات الصحراوية أوضاعاً إنسانية متدهورة نتيجة الوضع البيئي السيئ وخاصة حالياً في فصل الشتاء القارس وفي ظل عدم توفر مادة المازوت بشكل دائم لأغراض التدفئة, وكذلك تدهور الوضع الصحي في المخيم وعدم توفر العلاج الملائم والحاجة الماسة للعلاج في المشافي.
وقد تم تسجيل عدد من الوفيات في مخيمات التنف والوليد والهول نتيجة تدهور حالتهم الصحية , وكانت إحدى اللاجئات قد توفيت في مخيم التنف بعد احتراق خيمتها وقد تم انتشال جثتها وهي متفحمة, وقد قامت لجنة إغاثة فلسطينيي العراق بمتابعة حالات الوفاة وإجراء ما يلزم لنقلهم من المخيمات ودفنهم في سورية.
وعلى الرغم من ظروفهم المأساوية فقد أعلن اللاجئون في المخيمات الصحراوية ومن تبقى من الفلسطينيين في العراق وتحديدا في مجمع البلديات أعلنوا تضامنهم مع إخوانهم في غزة خلال المحرقة التي نفذها جيش العدوان الصهيوني والتي ارتقى خلالها أكثر من 1300 شهيد وآلاف الجرحى, وكان اللاجئون قد تبرعوا بالمساعدات المقدمة لهم لأبناء شعبهم في غزة , كما نفذوا عدد من الاعتصامات التضامنية داخل مخيماتهم وتجمعاتهم السكنية في العراق.
وكانت أعداد أخرى من اللاجئين من العراق والمتواجدون في أماكن متفرقة تبرعوا بمبالغ مالية تقدر بآلاف الدولارات لصالح أبناء شعبهم في غزة مؤكدين على وحدة القضية الفلسطينية وعلى وحدانية المجرم الذي كان سبباً في تشريدهم من العراق و تنفيذ المحرقة في قطاع غزة.
هذا وقد غادر فجر اليوم (10) لاجئين مخيم التنف الصحراوي إلى السويد عبر مطار دمشق الدولي بعد أن وافقت المملكة السويدية على استضافتهم, وكانت السويد قد استضافت أعداد من اللاجئين في مخيم التنف خلال الفترة السابقة وقد تم ترحيلهم إليها على دفعات.
هذا وتؤكد لجنة إغاثة فلسطينيي العراق على تواصلها المستمر مع اللاجئين في السويد وقبرص وكندا وتشيلي ومعظم أماكن تواجدهم , وتعبر اللجنة عن مدى الانتماء للقضية الفلسطينية والذي استشعرته من خلال الفعاليات التضامنية مع غزة والتي نفذها اللاجئون في السويد وغيرها , بالإضافة إلى دور اللاجئين في تفعيل قضية أبناء شعبهم ممن تبقوا في المخيمات الصحراوية.
وتزيد أعداد اللاجئين في مخيم التنف عن (500) لاجئ وفي مخيم الهول (331) ومخيم الوليد داخل العراق قرابة (1900) لاجئ.
ولا يزال ألاف من اللاجئين يعيشون في الصحراء يناشدون الضمير الإنساني للعمل على إنهاء مأساتهم وإخراجهم من الصحراء إلى أماكن صالحة للعيش لحين العودة إلى أرضهم فلسطين.