هذه قصة لعائلة فلسطينية عانت كثيرا في العراق ثم انتهت بها الأحداث لتلجأ وتستقر في الدنمارك .
السيدة سوسن اسعد النيص إحدى اللاجئات الفلسطينيات في العراق والدة لثلاثة بنات وطفل صغير لا يتعدى الخمس سنوات مصاب بورم في رأسه .
بدأت معاناة هذه السيدة عندما فقد زوجها الفلسطيني اللاجئ في العراق غسان غالب أبو زمق في الفلوجة عام 2004 بينما كان ذاهب في عمل هو وصديق له عراقي الجنسية وفقد الاثنان معا ولم يعودا حتى هذه اللحظة .
امرأة وأم وحدها ولها أبناء وبنات فقد زوجها في هذه الظروف في العراق تخيلوا ماذا عساها أن تفعل والى أين تلجأ في هذا البلد الذي أشبه بغابة ليترك لها أعباء كبيرة للمعيشة وتربية الأبناء .
السيدة سوسن ناشدت جهات عديدة ومنظمات كثيرة وذهبت إلى هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي وعدد كبير من المنظمات الإنسانية وأبلغت السلطات العراقية وأجهزتها والمستشفيات ليساعدوها في العثور على زوجها لكن دون جدوى .
تفاقمت معاناة هذه السيدة بعد ظهور مرض ورم في دماغ ابنها الوحيد واسمه علي وقامت بمراجعة المستشفيات والأطباء مع تكاليف العلاج الباهظة الثمن لهكذا مرض واحتارت ماذا عساها أن تفعل فهي لا تقوى على توفير لقمة العيش لأبنائها بعد فقدان زوجها لتبلى بمرض ولدها والله المستعان .
تفاقم المرض وبدا يضرب على عينيه وقام بلبس عوينات طبية للنظر في هذا السن الصغير ، ثم تفاقم المرض أكثر ليضرب على قدميه فأصبح لا يقوى على المشي صارت معاناتها ومعاناة ولدها تتفاقم يوما بعد يوم .
في مطلع عام 2007 قامت بتقديم أوراق وتقارير ولدها الطبية إلى منظمة ال ICS ومفوضية اللاجئين ليساعدوها في توفير مصاريف العلاج وكان احد الموظفين آنذاك متعاطف معها ومع ولدها وساعدها بعض الشيء في توفير جزء من مصاريف العلاج .
لكن العلاج في العراق بدون جدوى فنصحها الأطباء بالسفر خارج العرق للعلاج ، فقامت بتقديم الأوراق وملأت الاستمارات الطبية الخاصة بالسفر لدى منظمة ال( ICS ) وعبر ذات الموظف أيضا الذي قام برفعها إلى فرع المفوضية في عمان لتنتظر نصيبها في السفر والعلاج .
في مطلع عام 2007 أيضا وبالتحديد يوم 16/2/2007 تعرضت أيضا السيدة سوسن النيص إلى نكسة وهي اعتقال شقيقها عبد الحكيم اسعد النيص من قبل قوات المغاوير الذي أفرج عنه بعد عام تقريبا .
وفي مطلع عام 2008 تفاقمت حالة الطفل المرضية بدأت قدماه تضرر أكثر فأكثر فقرر له الأطباء عملية جراحية لمعالجة قدميه فقط وليس معالجة الحالة كلها فالحالة علاجها في الدماغ والرأس .
عادت مرة أخرى إلى نفس المنظمة فاتت الموافقة من فرع المفوضية في عمان لإجراء العملية الجراحية وقام نفس الموظف بتسليمها جزء من مبلغ العملية الجراحية الذي يقدر بألف ومائتا وستون دولار أمريكي وقام بتسليمها 800 دولار على أن يسلمها الباقي بعد إجراء العملية الجراحية واستكمال وصولات الدفع من المستشفى المختص .
بعد تسلميها المبلغ بأسبوعين وقبل إجراء العملية الجراحية بأيام جاءت الموافقة من فرع مفوضية اللاجئين في عمان على السفر والعلاج لهذه العائلة وهذا الطفل إلى الدنمارك .
فرحت السيدة سوسن فرحا شديدا بهذا الأمر واحتارت في أمر إجراء العملية فنصحها ذات الموظف المتعاطف معها بان لا تجري العملية كي لا تضيع موضوع السفر والعلاج في الدنمارك .
وفعلا قامت بإلغاء العملية الجراحية في العراق وكانت هذه السيدة على أعلى درجات الأمانة رغم ما تعانيه من ضائقة مادية فقامت بإرجاع مبلغ ال 800 دولار إلى المنظمة عبر نفس الموظف .
ثم قامت بالمضي بإجراءات السفر لتغادر العراق مع ولدها وبناتها في شهر آب من عام 2008 .
شكرا لمفوضية اللاجئين وشكرا لمنظمة الICS وشكرا لموظف ال ICS السابق الذي تعاطف معها ومع كل أبناء شعبه من الفلسطينيين .
ونتمنى من هاتين المنظمتين والموظفين فيها بذل جهود اكبر لترحيل ما يمكن ترحيله من مرضى فلسطينيين للعلاج خارج العراق .
