لقد اتسعت مأساة شعب فلسطين عبر الزمان والمكان وتم
اجماع على قبول تلك المأساة من عرابيها الى غربها ذلك الغرب المتمسك ومتشدق بإسم
الحرية و"الديمقراطية" بدأ هذا عندما ابتعد الغرب عن الحق الذي جاءهم
والسماحة التي عاشوا في كنفها إبان حكم المسلمين لهم عندما أسسوا الأندلس وانتشروا
في أوربا بكل سلاسة وروية ، ثم انقلب الغرب على نعمة الله التي انعم عليهم بها ألا
وهي العيش في كنف الإسلام بسلام بدل ضياع الحقوق الذي كانوا يعيشونه في عهد
البارونات والدوقات وحكم الباباوات التي لم تعرف أوروبا منها إلا الاستعباد
والخدمة والسخرة لطبقات الارستقراطيين التي لم تكافئهم إلا بمزيد من ضياع الحقوق
والكرامة وانقلبوا على حكم الله جل في علاه باستحداث قوانين ودساتير من صنع
الباباوات والبارونات التي خدعت شعوب أوروبا "بالديمقراطية" وأنها حكم الشعب
فهو الحاكم لنفسه بنفسه وما هي إلا دعوى باطلة إذ مضمونها الحقيقي هو إمعان حكم
الطبقات الحاكمة للشعوب بسيطرتها على الأموال ورأينا ذلك واضحا جليا في الانتخابات
التي تقوم بها دول أوربا وأمريكا فكل من يستطيع تمويل الحملات الانتخابية بصورة
اكبر فهو الفائز لا محالة، والخاسر لا محالة هو الشعب ويا للشعوب المنكوبة هل قَدَرها
الخسارة دائما أم انها ستستفيق بالرجوع إلى حكم الله الحق السمح القاضي بالأخوة
والمحبة والسلام بين العباد مستغلين بذلك تسارع الأحداث التي تؤشر إلى نبأ عظيم
وأمر مهم كبير، ويا ترى هل أراد الله بمن في الأرض شرا أم أراد بهم ربهم رشدا .
ويتجلى كل ذلك بما يسمى بهيئة الامم المتحدة (عصبة
تهديم الامم) التي اصبحت تتبنى المشروع الغربي والصهيوني الظالم والمستبد للحقوق
الشعوب واولهما شعب فلسطين ، اليوم يتعرض شعب فلسطين الى عذابات جديدة بحكم الشتات
الذي تعرض له نتيجة لقرار التقسيم الظالم من الامم المتحدة تتسارع المفوضية السامة
لشؤون اللاجئين لتقديم العون لشعوب الربيع العربي وغيرهم من شعوب العالم وتستثني
الفلسطينيين من كل اشكال الدعم والعون متحججة بان موقفهم سياسيا متناسين ان كل
معاناة انسانية لكل شعوب العالم اغلبها تولد من اخطاء السياسة فالاحداث في العراق
تتسارع بشكل اطرادي ولا يبشر بالخير وكان اخرها تصريحات نوري المالكي بان الوضع
على اعتاب حرب طائفية لن تبقي ولن تدر على الكل والمفوضية تمارس اسلوب التظليل
والمماطلة والتسويف مع الفلسطينيين في بغداد لا بل تتهم الفلسطينيين في العراق
بشتى انواع المبالغة والكذب لما يتحدثون عنه ناهيك عن عدم استقبال اي لاجئ ولو
الاستماع اليه .
لذا نهيب بابناء شعبنا الفلسطيني حيثما كان العمل
وتظافر الجهود لوضع حد للسلوك الغير مقبول لمؤسسات موظفي تلك المفوضيات وخاصة في
العراق من اجل الحفاظ على كرامة اللاجئين وعدم انتهاكها من قبلهم ومن الله التوفيق
.
مريم العلي
9/3/2013
المقال
لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح
بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"