ماهي نهاية المطاف باللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ؟ -عصام عرابي

بواسطة قراءة 2140
ماهي نهاية المطاف باللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ؟ -عصام عرابي
ماهي نهاية المطاف باللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ؟ -عصام عرابي

هذا السؤال ذوالإجابة المجهولة والذي لطالما تسائلنا عنه لتكون الأجوبة دائماً بالمرواغة والتمويه ، بالكذب والتضليل ... لكننا أصبحنا مثل العرافين نحزر تصرفاتهم قبل أن يتصرفوها ، فليس صعباً أن تعرف كيف يتصرف الجبناء ، لأن من كان سبباً بتشريد أجدادنا وأبائنا من فلسطين وتثبيت الصهاينة وغرس جذورهم هناك هو نفسه من كان سبب تهجيرنا من العراق وهو نفسه اليوم الذي ينتقم منا في البرازيل ، إن الأمم المتحدة هي الشيطان الأمريكي الذي تستخدمه لتقسيم وقتل الشعوب بإسم الإنسانية ، فيتم ضرب الدول وتقسيمها بالقوة العسكرية ويتم تهجير الشعوب ومسح هويتهم وقتلهم بإسم الإنسانية ..

وبإسم الإنسانية سيتم إلقاء أطفالنا في الشوارع ، وبإسم الإنسانية سيتم تجويعهم ، وبإسم الإنسانية لن يجدوا سقفاً يأويهم ، وبإسم الإنسانية سيتم القضاء عليهم ، بالله عليكم ما كل هذا النعيم وهذه الإنسانية ، بتنا نعاني من كثرة إنسانيتهم علينا ، يبدو أن الإنسانية في البرازيل أصبحت آداةً لقتل البشر ...

إن ما توقعناه سابقاً من نقلنا إلى آحَّط الأماكن المعيشية أصبح اليوم ليس مجرد توقع بل حقيقة قائمة ، بعدما صرحت به إحدى موظفات آساف المؤسسة الفاشلة ، من أن علينا إستئجار بيوت يبلغ إيجارها ( 30 ) ريالاً شهرياً..

ماهذا التناقض وماهذا الرخص هل نحن في العام ( 1800 ) أم نحن في الخيال حتى في الأحلام لا يوجد مثل هذه الأسعار ، إن سعر القميص في البرازيل ( 50 ) ريالاً فأين يوجد بيت  بــ( 30 ) ريالاً ، وإن وُجٍد مثل هذا البيت فإنه لن يكون صالحاً كي يعيش فيه كلب شوارع وليس بشراً ، لو أننا حاولنا إستئجار قطعة أرض فارغة ليس فيها حتى خيمة فلن نجد بمثل هذا السعر ، وهل هذا ما تم جلبنا له ؟ ألم تكن الخيمة أشرف لنا من هذا ؟

ومن جهة أُخرى علينا إيجاد عمل بأنفسنا وليس لهم علاقة بهذا وتناسوا كم من الواسطات والمرات التي ذهبوا هم أنفسهم لشركة الدجاج التي ضل أن يقًَبلوا حذاء مديرها للموافقة وراتبها أصلاً لا يعيل فرداً واحداً وليس عائلة لأنه لا يتجاوز ال (  500 ) ريال ولم يتلقوا منها سوى الوعود الكاذبة ...

إننا نقول يكفي هذا !!

يكفي كذباً وتلاعباً ، كفاكم تهميشاً بنا إلى هذا الحد ، إنكم كاليهود علينا ، ليس معنى أنكم تعيشون حياة جيدة في البرازيل نكون نحن ملزمين بذلك ، إن الظرف والزمان والمكان الذي جئتم به إلى البرازيل هو ليس بمثل زماننا أو مكاننا أوظروفنا التي لا نتمناها لأحد ....

بعد وصولنا البرازيل اكتشفنا الواقع الأليم والواقع المرير الذي سنتعرض له وعندما كنا نتسائل ونتكلم يقولون لنا لن يلقى أحد في الشارع لا تفعلوا شيئاً إصبروا اسكتوا ...

لم نكن نصدق هذا الكلام لكن لم يكن باليد حيلة فإننا مجبرين على السكوت بسبب الظروف المرضية لبعض أفراد العائلة والتي تعرفها عصابة آساف المشرفة علينا ..

لنتطرق هنا إلى تناقض آخر وهو :

سيتم منح أربعة عوائل فقط من المسنين بيوتاً ورواتباً تقاعدية !!!

السؤال هنا لماذا لم يتم شمل عائلة صبحية محمد البالغة من العمر ( 60 ) عاماً مثلما سيتم منح أقرانها من عوائل المسنين الأربعة ؟ أليست بعمر الــ( 60 ) تكون مسنة أم أنها في ريعان شبابها ؟ وكم يجب أن يكون عمر المسن في البرازيل ؟ ألا يستحق لاجيئ يعيش على الأوكسيجين بمثل حالة اللاجيئ لؤي سمير أن يتم شمله بمثل هذه الحقوق ، بل أن المضحك بهذا الموضوع أنهم طلبوا من لؤي الذهاب للعمل وتجاهلوا وضعه الصحي وعدم قدرته على المشي كيف يكون عليه الذهاب للعمل ؟.

عدا هذا كله هناك مسنين كُثر مثل صافي وحمدان وفاروق لماذا لم يتم شملهم بمثل هذا الكرم البرازيلي ...

إننا نعيش مهزلة مريعة وليست بمضحكة لأنك تواجه أُناس لا يحملون بجعبتهم منذ اليوم الأول حتى اليوم إلا حفنة من الأكاذيب وطُرق المرواغة والملاوعة مثل النصابين والمحتالين ...

إننا نقول سحقاً لكم وسحقاً لرواتبكم وتقاعدكم وبيوتكم ، إننا لا نريد كل هذا إننا لا نريد هذا البلد اللعين الذي تمت إهانتنا به وإمتهان كرامتنا وسنصل فيه إلى أدنى وآحَّط المواصيل ، سحقاً لما أردتم لنا ولأطفالنا من ذل ومهانة وضياع .. في الأيام المقبلة ستكشف أكثر مفوضية ومؤسسة دراكولا المجرمين بحق اللاجئين الفلسطينيين عن أنيابهم القذرة إلى أن يصلوا باللاجئين إلى الحضيض ، وسوف نسمع آنذاك عن الكثير من المآسي بين صفوف اللاجئين .

والغريب بذلك إلى متى سيبقى هذا الصمت عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل إلى متى تبقى الحكومة البرازيلية تولي بوجهها وتغض النظر عما يحدث ما هذه المؤامرة الحقيرة ؟.

إننا نطالب مجددأ من أي ضمير شريف قادر على إيصال صوتنا هذا أولاً إلى الحكومة البرازيلية حتى لو في خارج البرازيل و إلى أي سفارة برازيليا وتبليغهم رفضنا للحياة في بلدهم لأننا ورغم وجدودنا هنا غير قادرين على رؤية أحد منهم ، عسى أن يبلغوا حكومتهم بذلك وإلى أي جهة قادرة على المساهمة بحل مشكلتنا هذه وإلى الجهات المعنية بحقوق الإنسان ونطالب بإنهاء معاناتنا التي بدأت في هذا البلد منذ وصولنا وضلت تتزايد إلى يومنا هذا وستنتهي بنا وبأطفالنا ومرضانا ومسنينا أسواء النهايات إذا لم يتم وضع حدٍ لها ...

 

بقلم : عصام عرابي – البرازيل

16/8/2009

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"