التعصب الفلسطيني للعشيرة- أحمد شعبان زامل

بواسطة قراءة 3242
التعصب الفلسطيني للعشيرة- أحمد شعبان زامل
التعصب الفلسطيني للعشيرة- أحمد شعبان زامل

بسم الله الرحمن الرحيم

عند تصفحي ابواب موقع فلسطينيو العراق الموقر وقراءة التعليقات الواردة على بعض المقالات والاخبار لفت انتباهي شيء مهم وهو ذلك النهج الذي اعتدنا عليه في ايام الرخاء ونحن جالسين على قهوة في البلديات او الطوبجي او في مدينة الحرية او عندما نلعب الورق ( الشدة ) مع الاخوة والاحبة في ليالي بغداد الجميلة ونتعصب الى العشيرة او الى القبيلة وتصل الامور الى مشادات كلامية توصلنا الى نتائج  الكل يعرفها  .

في ذلك الوقت وفي تلك الايام كنا نلتمس الاعذار لهذه الفئة او تلك . ولكن وفي هذة الايام العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بشكل عام و فلسطينيي العراق بشكل خاص نجد انفسنا امام نفس الظاهرة التعصبية وهذا ملموس من خلال بعض التعليقات وبعض المقالات التي نقرائها هنا او في بعض المواقع الاخرى أو من خلال معايشتنا مع أهلنا في بلاد الغربة .

إنة شيء جميل ان اكون انا او انت من بيت ماضي أو من بيت الفهيد او من بيت ملحم .....الخ انه فخر لنا وتعزيز لأواصر المحبة والاخوة ولكن ليس على حساب جرحنا الفلسطيني ولا على حساب الغربة .

انا هنا لا أبتغي التملص من عشيرتي حاشا لله ولكن امامنا نحن فلسطينيو العراق بشكل خاص مهام اكبر واصعب من هذه المسائل نحن ايها الاحبة امام معضلة اثبات هويتنا وصولا الى ترسيخ وجودنا في عالم يرفضنا كفلسطينيين وينسانا لاننا مواليد العراق اليست هذه المعضلة تدفعنا الى التلاحم سوية وتجعلنا ان نفكر مليا كل واحد منا وكل شخص من موقعة عن ماهي السبل والطرق التي يجب ان نوصل بها صوتنا الى المسؤوليين الفلسطينيين اولا .

اليس من المحزن أن نرى اليوم تهجير اهلنا من العراق على أيدي المليشيات والاحزاب الطائفية والقرارات الحكومية العراقية التعسفية بحق أهلنا المسالمين طيلة فترة تواجدهم على ارض العراق والادهى من هذا وقوف سفارة فلسطين في العراق مكتوفة الايدي حيال كل الذي جرى ويجري  لا حول لها ولا قوة  .

وبعد هذا الهروب اصبحنا نبحث عن اي دولة في المشرق او في المغرب تمنحنا إقامة ونحزن اذا لم نحصل على جنسية تلك الدولة ، لا عيب في ذلك ولكن يبقى السؤال المهم هو لماذا أوربا وامريكيا تستقبلنا اليوم هل حبا في سواد عيون فلسطينيي العراق ...!! طيب ماذا نختلف عن فلسطينيي غزة او الضفة...!! هنا يجب ان نقف ونفكر ونبحث عن الاسباب ؟؟؟ برأيي المتواضع ايها الاخوة نحن في وسط مؤامرة خطيرة الهدف منها إبعادنا عن القضية الاساسية الا وهو حق العودة . الخطة بدات بالقتل والعنف والتهجير وصولا الى اعادة التوطين وحسب المثل العراق الشهير ( اللي يشوف الموت يرضى بالسخونة) .

انا احصل على جنسية اوربية منذ 15 سنة واحمل جواز سفر تلك الدولة ماذا يكتب في خانة مكان الميلاد ..... بغداد أو البصرة أو الموصل .... الخ طيب رسميا لا شيء يثبت اني فلسطيني غير الهويات العراقية (الكثير منها قد انتهت صلاحيتها ) او جواز السلطة الفلسطينية ، هذا أو ذاك فانهما لا يغنيان من جوع حيث انه لا يمكن ان اعود بتلك الهويات الى العراق وكذلك لا يمكننا ان ندخل اراضي السلطة.....!!! إذن أين أصبحنا ؟ . لا نحمل سوى جواز سفر البلد الذي لجئنا اليه او أعيد توطيننا فيه .

من هنا رأيت من واجبي ان افكر بصوت عالي مع فلسطينيي العراق بشكل خاص وفلسطينيي الشتات بشكل عام من خلال هذا الموقع الذي فتح مشكورا ابوابه لان ندلي بدلونا ونجمع همنا ونناقشه بعيدا عن العشائرية الضيقة ولكي على الاقل نحقق طموح الاجيال القادمة وصولا الى حقنا في العودة الى ارضنا الحبيبة فلسطين.

 

أحمد شعبان زامل

15/3/2010

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"