فلسطين والرقم ....؟؟؟ 48 ؟؟؟
أشعر بحاجة ماسة للكتابة وإفراغ كل ما بداخلي من احتقان وكبت يكبدني شعور عظيم من القهر ، لست في حالة حزن .. ولا في حالة سعادة .. ؟ رغم أن ابتسامتي لم تغب عن وجهي طوال النهار ، لست أشعر باليأس ولكن الأمل في ذات اللحظة يطل علي من بعيد يصافحني يلقي علي السلام ويمضي واعدا إياي بالعودة ليتركني في حالة انتظار جديدة.
أريد أن أكتب عن الغربة والفراغ الذي في داخلي ولكن ينتابني صهريج من الجمود .. ؟ بداخلي أحاسيس كثيرة وددت لو أخرجها ولكن شيئا ما يمنعني وأجهل ما هو ، كل ما استطعت فعله هذا الصباح أنني صليت وبكيت كثيرا ً وأنا بين يدي الله وبعدها اكتشفت أن ما كان يلزمني دعوات مفعمة بالخشوع ، لأفسر شعوري وأستطيع الخروج من حالتي هذه التي لا أعرف كيف أسميها وأجهل كيف دخلت خوالج قلبي .
ولحظة تلو أخرى اغتالت الكآبة ابتسامتي أجل تلك هي الحقيقة ، حياة ليس لها طعم ولا رائحة ، فقط أصوات نسمعها من خلف جدران الغربة الموحشة ماذا حدث في الأمس ؟ .. وماذا يحدث اليوم ؟ .. رحلة طويلة متعبة هذه الحياة .. عيناي تؤلماني .. الضوء الذي كان ينير طريقي هو نفسه الذي يتعبني الآن .. أشعر بفراغ كبير في رأسي .. هذا الزمن فيه حق الحياة محدود ومن يستحق الحياة علقت على قصره يافطة .. ومن يستحق الحياة يدخل إلى هذه الحياة ببطاقة ليس عليها جدل أو نقاش .. أما أنا فأضعت بطاقتي منذ ولادتي وصودرت مني قبل أن أشرب حليب أمي .. وكأن كل شيء في هذا الكون يطاردني لإخراجي من هذه الحياة ، دون ذنب اقترفته .. لكم أوطاناً يا من تنامون مطمئنين بأحضانها ولنا غربتنا نحن الفلسطينيون .... وننام كنوم الغزال ؟؟؟ .
هنا في هذه البلاد الغريبة أقف وأشاهد المسيرات في الشوارع والرجال والنساء يرفعون أعلام بلادهم ويهتفون بأعالي أصواتهم عاشت بلادي حرة عاشت بلادي حرة ...... حينها تبتل جفوني بالدموع وينهض بي حنين لوطني كم تمنيت أن ارفع علم بلادي وأسير معهم واهتف مثلهم لوطني المجروح مضت على وقوفي ثلاث ساعات وأنا انظر إليهم وهم يملؤون الشوارع دون أن اشعر بالوقت فقلت في نفسي ترفق بي أيها الوطن وبمشاعري من بحت الصوت الذي أعانيه من شدة الصارخ الصامت داخلي ترفق بهويتي التي تحمل رقم الثمانية والأربعون ذلك الرقم الذي أرهق شعبي ( وهو عام النكبة ) ترفقي بي يا فلسطين يا حبيبتي .... !!!! أجزم أيها الوطن أن الدم الذي يجري في شراييني الذي ورثته من أبي هو ذاته ماء الأغصان في أشجار الزيتون القديم بحاكورة البيت المهدم ، وما هو إلا حرف من حروف اسم كل من طرد منك ، وصوت كل مغترب في جميع البلدان يناجي باسمك ، وكل منتظر في كل مخيمات الشتات ... ترفق بي ... ترفق بي يا وطني أيها الوطن لا أجد لك بديلاً في متناول قلبي ولا حبًا مماثلًا بين البلدان ، لذا سأحبك أكثر حتى أعرف مذاق ثمرة الصبار الحقيقي ، تلك الثمرة التي جعلوا والدي يدوس على أشواكها في نيسان ذاك العام فغيروا مذاقها للعلقم والخوف ، ولكن والدي قد أخبرني يوما ً وأوصاني أن هذا الثمر يصبح طعمه لذيذا ً حين يشرب معه الماء فيبعد مشاعر الخوف من وجود الأشواك العالقة به وحين أكلت ثمرات الصبار هذه شربت وراءها آبار خمس مائة وواحد وثلاثون قرية مهجرة .
زهير السبع
2/12/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"