10 آلاف لاجئ فلسطيني في العراق آخر حصيلة رسمية

بواسطة قراءة 3285
10 آلاف لاجئ فلسطيني في العراق آخر حصيلة رسمية
10 آلاف لاجئ فلسطيني في العراق آخر حصيلة رسمية

أسامة مهدي من لندن: اعلنت السلطات العراقية انها سجلت لحد الان 10 الاف فلسطيني من مهجري عامي 1948 و1967 من اجل توزيع مساعدات انسانية عليهم ومنحهم مرتبات ومساعدات انسانية مخصصة للنازحين .. فيما قال وزير السياحة و الاثار العراقي قحطان عباس الجبوري اليوم انه سيغادر خلال ايام الى الولايات المتحدة الاميركية لاستعادة مخطوطات آثارية عراقية كانت نقلت الى هناك وقيل ان بعضا منها تسرب الى اسرائيل. فقد سجلت الدائرة الانسانية في وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية عشرة الاف شخص لغاية الاسبوع الحالي من فلسطينيي عامي 1948 و1967 المتواجدين في العراق.

وقال مدير عام الدائرة سمير الناهي ان عملية التسجيل ما تزال مستمرة حيث يتولى مركز تسجيل العائدين التابع للوزارة هذه العملية بعد التنسيق مع اللجنة الدائمة لمتابعة شؤون اللاجئين السياسيين برئاسة السيد عدنان الاسدي وكيل وزارة الداخلية وذلك من اجل اصدار هويات خاصة تعرفهم كلاجئين شرعيين في العراق. 

واوضح ان الوزارة وضعت قاعدة بيانات دقيقة للنازحين منهم من اجل توزيع المساعدات الانسانية عليهم وشمولهم برواتب النازحين فضلا عن مفاتحة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من اجل شمول الارامل والايتام منهم برواتب شبكة الحماية الاجتماعية كما نقل عنه المكتب الوطني للاعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي في بيان صحافي الى "ايلاف" اليوم.

وتعرض فلسطينيو العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 الى عمليات قتل وتهجير حيث ذهب حوالي 200 شخصا منهم ضحايا مسلحي مليشيات تتهمهم بمساندة ذلك النظام السابق في حين لجأ ممثلون عن الفلسطينيين الى هيئات دينية شيعية وسنية طلبا للحماية والتدخل لوقف الاعتداءات ضدهم والى الجامعة العربية من اجل التدخل لتسهيل مغادرتهم للعراق.

وتشير مصادر عراقية الى ان الفلسطينيين في العراق قد تعرضوا خلال السنوات الخمس الماضية الى 636 اعتداء اسفرت عن مقتل حوالي 200 شخصا اضافة الى فقدان 19 شخصا يعتقد انهم اختطفوا من قبل مليشيات مسلحة فيما يوجد 59 فلسطينيا معتقلا في السجون الاميركية والعراقية. 

وقد اصبح هؤلاء الفلسطينين مستهدفون لاسباب عدة في مقدمتها اتهامهم بمساندة النظام السابق وخاصة بعد التاثير السيء الذي تتركه التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق صدام حسين التي تشهدها مناطق فلسطينية بين الحين والاخر اضافة الى زجهم في حرب الانتقامات الطائفية المتبادلة بأعتبارهم من السنة.

ويجري ممثلو الفلسطينيين في العراق منذ عام 1948 اتصالات مع الحكومة العراقية ومع المنظمات والهيئات السياسية والدينية الشيعية والسنية من اجل توفير الحماية للعمارات السكنية التي يقطنها الفلسطينيون في بغداد لكنها لم تجد نفعاً فيما اعربيت الجامعة العربية والأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان وممثله في العراق عن القلق من الاغتيالات التي يتعرض لها الفلسطينيون وطالبوا الحكومة العراقية توفير الحماية لهم.

وقد طلب المكتب التمثيلي الفلسطيني في بغداد في وقت سابق من سفير الجامعة الدول العربية في بغداد سابقا مختار لماني التحرك السريع من اجل نقل جميع الفلسطينيين الي خارج الاراضي العراقية والي اي دولة يمكن ان تستقبلهم .

وكان القائم بالاعمال الفلسطيني دليل القسوس اعلن ان العشرات من الفلسطينيين حملة الوثائق العراقية غادروا هربا من الاوضاع الامنية المتردية بين عامي 2004 و2006 باتجاه الاردن لكن السلطات هناك تمنع دخولهم فباتوا عالقين في المنطقة العازلة الى ان قررت الحكومة السورية السماح لهم بدخول اراضيها.

وبالترافق مع هذه الجهود دعا الفلسطينيون في العراق الحكومة الفلسطينية العمل على نقل اقامتهم الى مكان آخر على أن يكون بشكل منظم ودون أن يعرض الفلسطينيين للمذلة والنقل يمكن أن يكون إلى شمال العراق في المناطق الكردية أو إلى دولة أخرى "وهذا كحل مستقبلي لمشكلتنا وليس الآن".

وطالبوا بتبني الموضوع في الإعلام من خلال حث الشعب العراقي على ان ألا ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم جزء مما يجري في العراق فهم ضيوف وسيبقون ضيوفا حتى تتحرر ارضهم ضيوفا على كل الشعب العراقي وليس فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى. وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني قد اصدر فتوى حرم فيها اراقة دم أي فلسطيني مقيم في العراق لكنه لم يتم الالتزام بهذه الفتوى او تطبيقها.

وفي نيسان (ابريل) من العام الماضي قال رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتييريس ان الفلسطينيين في العراق "يعدون نحو 15 الف لاجىء وهم على رأس اهتماماتنا".

واعتبر ان "اوضاعهم صعبة ونعمل بشكل دؤوب مع السلطات العراقية لحل أوضاعهم" مضيفا "نسعى لتوطين بعضهم خارج العراق لكن هذا يواجه صعوبات لان توطينهم في البلاد العربية قد يعني تخليهم عن حق العودة".

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم يبق في العراق الا نحو 15 الف فلسطيني معظمهم في بغداد مقابل 30 الفا كانوا يعيشون في العراق قبل عام2003 .

 25/8/2008