أبو محمد
الجعبري رحمك الله يا ثالث المهندسين بعد الشهيدين بإذن الله عماد عقل ويحيى عياش،
عرفتك زنازين الاحتلال أسدا هصورا لما يزيد عن 12 عاما، وعرفتك زنازين السلطة
مقاوما شرسا، وعرفتك دروب الشجاعية طيبا رقيقا، وعرفك الاحتلال فارسا لا يشق له
غبار، وكنت تجثم على صدورهم يوم أخفيت شاليط عن عيونهم وعيون عملائهم سنين في رقعة
ارض لا تزيد عن 360 كيلومتر مربع .
عرفتك
حرائر فلسطين منقذا لها من الأسر يوم قدت عملية تبادل الأسرى بنفسك ممسكا بشاليط
لتخرج المئات من المعتقلين إلى جانب أخواتنا الأسيرات .
عرفتك فتح
ففيها ترعرعت، وعرفتك حماس ففيها أبدعت وعرفتك غزة ففيها ولدت ونشأت، وعرفتك
الخليل وان لم تراك ففي قلبها رأتك .. جمعت فلسطين في أحشائك المتناثرة، وكل
أشلائك المبعثرة كانت تنطق بفلسطين ..
أذكرك يا أبا محمد إبان انتخابات المجلس التشريعي حين
حاول احد البلاطجة معتدا بعائلته وفصيله الذي منى بهزيمة نكراء في تلك الانتخابات
تهديد الأخ بكر مرتجى فجئت من فورك للانتصار للمظلوم في وجه الظالم دون إراقة نقطة
دم واحدة .
دمك معطر
يا أبا محمد .. وفراقك يعز على من عرفك وعلى من سمع بك حتى وان لم يرك .. ودربك وجهة
المجاهدين .. والشهادة مقصد المشتاقين للجنة ونعيمها .. وقد فضلك الله وأعلى من
قدرك وشأنك حين حباك بالحج والشهادة بإذن الله معا ففيم الحزن يا فلسطين ؟؟
.
آخي أبا
محمد اختم فأقول : حجاً مبروراً وذنباً مغفورا وتجارة لن تبور إن شاء الله وشهادة بإذن
الله ممنوحة من رب العالمين ومقعد صدق صحبة سيدنا محمد صلى الله عليه ولم وصحابته
الغر الميامين وحسن أولئك رفيقا .. هنيئا لك الخاتمة وتستاهل فلسطين ، قال تعالى :
{ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ } [ البقرة : 154] .
بقلم : خالد مرتجى
15/11/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح
بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"