شعبنا الفلسطيني يفتخر بأبنائه الأخيار وهم كثر
فلسطينيو العراق بكل شرائحه الاجتماعية وفئاته العمرية برجاله ونسائه وشبابه وأطفاله ونخبه من مثقفيه وفعاليات مختلفة كان لهم دورا رياديا وفعالا في إطار العمل الوطني والاجتماعي والثقافي والرياضي والمنظمات النقابية والمهنية والإنسانية والمنابر الدينية وقدموا العطاء الكبير لقضيتهم الوطنية الفلسطينية وقوافل من الشهداء والجرحى والأسرى ولم ينفصلوا يوما من الأيام عن انتمائهم لفلسطين الأم .
إضافة إلى كل ذلك ورغم كل المعاناة والظروف الصعبة التي عاشها أهلنا بعد النكبة عام 48 كانت الأسر والعوائل الفلسطينية متماسكة استطاعت أن تربي جيلا متعلما سويا فاعلا برغم الظروف الاقتصادية والحياتية والسكنية التي مروا بها استطاع الآباء والأمهات من بناء إنسانا فلسطينيا تعزيز روح الثقة لأبنائهم رغم العذابات للجوء والهجرة بعد نكبة فلسطين .. وحافظوا على عادات وتقاليد الأسرة الفلسطينية وللقرية والمدينة الفلسطينية المنتمين لها في قرى قضاء حيفا اجزم وجبع وعين غزال والطيرة والمزار وكفر لام وعتليت وعين حوض وغيرها ..
ما قبل الاحتلال للعراق كان مجتمعنا من فلسطينيي العراق زاخر بعناوين ورموز وشخصيات هناك من قاتل واستشهد في معارك التحرير ومن اسر في المعتقلات الصهيونية على سبيل المثال لا الحصر الشهيد عبد الله مرشد والأسير جهاد حسن الخزني الذي أفنى شباب عمره وهو في الآسر أما على مستوى النقابات كان هناك شخصيات لها دور فاعل بهذا المجال النقابي الكبير المرحوم حسن سليم والنقابي أبو طارق والنقابي صباح الأنسي الماضي وغيرهم أما الاتحاد العام لطلبة فلسطين فالقائمة تطول كما هم حال المهندسين والصحفيين والكتاب والشعراء ورجال الدين والشيوخ والأئمة .. والكثير الكثير من الأمثلة كثيرة لا مجال لذكرهم لكن ساعدكم بتقديم دراسة كاملة عن هذا الموضوع . و ما ذكرته جزء يسير من كم هائل وكبير .. نعم أهلنا في العراق انجبوا من خير الأبناء والرجال وجيلا بعد جيل ...
أما بعد الاحتلال فكان الرجال الرجال الذين صدقوا مع ربهم ومع شعبهم وأهلهم فتصدوا لنتائج وتداعيات الاحتلال الخطيرة على حياة أهلهم وفق الإمكانيات المتاحة لتقليل الخسائر والحد من تأثيراتها الكارثية على حياة وأرواح أهلنا وشعبنا من فلسطينيي العراق رغم الظروف الصعبة والقاسية وأصبحنا مكشوفين من كل الاتجاهات.. وبين السماء والطارق بلا سند أو عون من أي طرف محلي عراقي أو رسمي فلسطيني أو عربي أو دولي ولم نيأس من رحمة الله تعالى ..مستهدفون من كل الأطراف من المحتل الأمريكي وأعوانه والحقد المتوغل الفارسي الصفوي والتغلغل الصهيوني المتمثل بالموساد داخل العراق.
نعم كان هناك رجال من أبنائكم البررة وقفوا وقفة عز وفخر بعد الاحتلال مباشرة وكانوا مفخرة لشعبنا وذلك بعد تشكيل الهيئة الوطنية الفلسطينية التي كان يرأسها الأخ والصديق الحبيب العزيز الدكتور قصي رفعت الماضي وكنت نائبه أنا أنور الشيخ وعضوية كل من الأخوة الأحبة الإبطال أحمد الحسن وعبد السلام يوسف عثمان والدكتور أياد رفعت وجمال النايف أبو أركان وعبد محمد العيد ولجانها الأخرى أبو محمد الجياب وسعيد حمدان أبو محمود وكثر من هم تم اعتقالهم وتهديدهم ومطاردتهم وملاحقتهم وآخرين وكذلك الأخوة الأفاضل بجامع القدس الذين كان لهم دور لا يقل عن الأهمية بالوقوف مع شعبنا وأهلنا وكان الأخ الشيخ الفاضل أيمن الشعبان إمام جامع القدس آنذاك وإخوانه الآخرين ...
أقول هذا الكلام ليس المقصود هو أن نبرز على الواجهات الإعلامية أو التمظهر على( طريقة المثل إلي بقول شوفيني يما) أو طخ ياسويلم وال فشك ببلاش .. كانوا الأخوة يعملون بصمت وحياتهم مهددة ومعرضة للقتل بأي لحظة دون أن نشيع ذلك بين أهلنا وشعبنا انذاك حتى لا نثير الرعب والخوف بل اتخذنا إجراءات الحراسة على كل المنافذ حماية لأهلنا خاصة بمنطقة البلديات .. ودائما نعي الإنسان الحقيقي أو دونه تماما انه في وقت النصر الكل يهتف يرقص ويغني ومبتهج لا تستطيع أن تميز بين المنافق والانتهازي وبين الإنسان المؤمن الملتزم الأصيل المنتمي لقضية ما أما في وقت المحن والشدائد تستطيع أن تعرفه وتميز الجبناء من الشجعان .
أما من يظن أو يعتقد انه فارس هذه المرحلة ويكذب على نفسه انه يقدم العون لشعبنا فهو واهم ومخادع فلا تغفر له توديع الناس بالمطار لتهجيرهم إلى أوروبا أو أمريكا أو أي مكان آخر في العالم ويقدم لهم هدية درع أو راية لفصيله فهنا الطامة الكبرى حين حول شعاره من الدفع بالإنسان الفلسطيني إلى حق العودة الى دفعه الى التهجير القسري لتلك البلدان ولعدم مطالبته أن يوفر الحماية والاستقرار في ذلك البلد العربي الموجود فيه .
وأخيرا وليس آخرا تحية للدكتور قصي رفعت الماضي وللشيخ الفاضل أيمن الشعبان ولكم خالص محبتنا واعتزازنا بكم.
وتحية لجميع أبناء شعبنا الصابر أينما كانوا وفي اي بقعة وجدوا ..
للحديث بقية ...
أنور الشيخ
10/1/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
هذه الصور حصرية لموقع" فلسطينيو العراق" فلا يجوز إعادة نشرها بغير ذكر المصدر