حوار بين اثنين .. التاجر والصياد: وائل الاسعد

بواسطة قراءة 18964
حوار بين اثنين .. التاجر والصياد: وائل الاسعد
حوار بين اثنين .. التاجر والصياد: وائل الاسعد

تاجر من احد التجار القدامى كان جالسا في داره , و فجأة سمع طرقا على بابه فقام ففتح الباب فوجد صيادا يحمل شبكة فيها سمكة ,, فعرض الصياد بيعها له ب ( 10 ) دراهم , فوافق التاجر و سلمه المبلغ , وجرى الحوار التالي بينهما :

الصياد: هذه أول مرة استلم فيها الثمن كاملا غير منقوص .

التاجر: اذن ,,, فأدع لنا بالسعادة .

الصياد: اللهم اجعله سعيدا في ماله و نفسه .

التاجر: و هل توجد سعادة في غير المال .

الصياد: نعم ,, السعادة في النفس كذلك .

التاجر: و هل أنت سعيد في نفسك ؟؟

الصياد : نعم ... انا سعيد في نفسي.

التاجر: و كيف ,,, وانت حافي القدمين 

الصياد : انا سعيد في نفسي لأني قانع بما أحصل عليه من رزق.

التاجر: ألا تحزن عندما تنظر الى اصحاب القصور.

الصياد: كلا ,, لأن لي كوخا صغيرا , أعيش فيه مع زوجتي و ولدي اوى اليه في اخر النهار فيستقبلني ولدي و يحتضنني ,, و تبش زوجتي في وجهي وأرى ان سعته كافية لنا و أنا سعيد بهذا .

التاجر: و أين تعلمت هذا ؟؟

الصياد: تعلمت الشئ الكثير من البحر ,, فالبحر هو كالحياة الدنيا ,, و الاسماك المتلاطمة فيه هم كالبشر ,, و الصياد هو كالموت ,, فأذا القى الصياد شبكته دخل قسم من السمك فيها و أفلت القسم الاخر .

التاجر: و من يفلت منها هذا اليوم لا بد أن يقع فيها غدا .

الصياد: أحسنت يا سيدي .. فمن يفلت منها اليوم لا بد أن يقع فيها غدا .

 

ملاحظة: هذا الحوار أو هذه القصة  حسب ما سمعتها من ( والدي العزيز ) أطال الله بعمره.

 

وائل الاسعد

5/2/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"