تاجر من احد التجار القدامى كان جالسا في داره , و فجأة سمع طرقا على بابه فقام ففتح الباب فوجد صيادا يحمل شبكة فيها سمكة ,, فعرض الصياد بيعها له ب ( 10 ) دراهم , فوافق التاجر و سلمه المبلغ , وجرى الحوار التالي بينهما :
الصياد: هذه أول مرة استلم فيها الثمن كاملا غير منقوص .
التاجر: اذن ,,, فأدع لنا بالسعادة .
الصياد: اللهم اجعله سعيدا في ماله و نفسه .
التاجر: و هل توجد سعادة في غير المال .
الصياد: نعم ,, السعادة في النفس كذلك .
التاجر: و هل أنت سعيد في نفسك ؟؟
الصياد : نعم ... انا سعيد في نفسي.
التاجر: و كيف ,,, وانت حافي القدمين
الصياد : انا سعيد في نفسي لأني قانع بما أحصل عليه من رزق.
التاجر: ألا تحزن عندما تنظر الى اصحاب القصور.
الصياد: كلا ,, لأن لي كوخا صغيرا , أعيش فيه مع زوجتي و ولدي اوى اليه في اخر النهار فيستقبلني ولدي و يحتضنني ,, و تبش زوجتي في وجهي وأرى ان سعته كافية لنا و أنا سعيد بهذا .
التاجر: و أين تعلمت هذا ؟؟
الصياد: تعلمت الشئ الكثير من البحر ,, فالبحر هو كالحياة الدنيا ,, و الاسماك المتلاطمة فيه هم كالبشر ,, و الصياد هو كالموت ,, فأذا القى الصياد شبكته دخل قسم من السمك فيها و أفلت القسم الاخر .
التاجر: و من يفلت منها هذا اليوم لا بد أن يقع فيها غدا .
الصياد: أحسنت يا سيدي .. فمن يفلت منها اليوم لا بد أن يقع فيها غدا .
ملاحظة: هذا الحوار أو هذه القصة حسب ما سمعتها من ( والدي العزيز ) أطال الله بعمره.
وائل الاسعد
5/2/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"