شكرا للبرازيل استقبالها لاجئين فلسطينيين - عصام عرابي

بواسطة قراءة 2206
شكرا للبرازيل استقبالها لاجئين فلسطينيين - عصام عرابي
شكرا للبرازيل استقبالها لاجئين فلسطينيين - عصام عرابي

قبل عام ونصف سمعنا وقرأنا في الكثير من الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنيت عن تهجير مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل ولمسنا من الكلام ما يسترعي الانتباه والتوقف عنده ووضع علامة استفهام عليه ، مثل الشكر العميق والامتنان من البعض للبرازيل على هذا الموقف الذي يرون في طياته عروبة ليست عند العرب أنفسهم هذا ما ذكر في كثير من المواقع حسناً إذاً ، ( شكراً شكراً ) للبرازيل لكن على ماذا تحديداً ؟ شكراً للبرازيل على موقفها فقط لأن هذا الموقف إيجابي وليس عملي ورغم ذلك لا يسعنا إلا الشكر !!!! .

لكن لم يلاحظ أحد أن المشاكل بدأت بعد شهرين من وصول اللاجئين إلى البرازيل ! لم تسمع البرازيل عما يحدث مع اللاجئين على أراضيها ، ولا نريد أن نعيد ونزيد بما سبق ذكره عن تردي الأوضاع الأمنية وعن نسبة البطالة العالية جداً وعن تدني أجور العمال وعن سوء الخدمات الصحية وصعوبة العلاج في المراكز الصحية الحكومية وعن الاعتصام المقام منذ سنة ونصف بباب المفوضية .....

ما هو فرق هذه الأوضاع عن العراق فقط لا يوجد انفجارات ويطارد اللاجئين بدلاً من جيش المهدي شبح التشرد والجوع والضياع وفي النهاية إلى نفس المصير الموت ,,, لتوضيح المسائل أكثر لتتضح الصورة للجميع  .

المفوضية العليا للاجئين بالتعاون مع البرازيل أخذت هذه المجموعة من اللاجئين ( كعينة ) وأقول عينة لأن من تتم التجارب عليهم هم عينات ، ففي المختبرات يستعملون عينات للتجارب من فئران وقطط وكلاب وحشرات .. لكن في هذه التجربة  الوضع مختلف فقد استخدموا هذه العينات من اللاجئين لهذه التجربة على أساس أن يتم إفساح المجال لتأخذ البرازيل المزيد من اللاجئين الفلسطينيين والمسألة سهلة عامان من سوء المعاملة ثم إلى الشارع لن تكلف المسألة كثيراً ..

لأن البرازيل منذ أن فتحت أبوابها للجوء وغالبية اللاجئين فيها من نفس القارة من كولومبيا وغيرها من دول الجوار البرازيلي ... الذين يتكلمون نفس اللغة بفارق بسيط ، وهم نفس التقاليد والدين ، مثل اللاجئين الفلسطينيين عندما يكونون في الأردن وسوريا والعراق فليس بفارق كبير بينهم وبين مواطني هذه الدول ، لكن في البرازيل الفوارق الموجودة وسوء أوضاع البلد السابق ذكرها وسوء الإشراف على اللاجئين وإهمال وكذب المفوضية المتواصل منذ سنة ونصف عليهم والمصير المجهول لمسنين ومرضى وعوائل وأطفال ، كل هذه عقبات بوجه اللاجئين !! وعلى أساس أن الغرض من إخراجهم من المخيمات هو إعادة تأهيلهم للحياة وليس القضاء عليهم .. هل ما ذكر من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل يعطي بصيص أمل صغير بالحياة ومستقبل للأطفال ؟ .

بعد سنة ونصف لن يكون صعباً على اللاجئين معرفة ما يدور حولهم فقد أدرك اللاجئون أن ما فتح لهم هي شوارع البرازيل لتكون نهاية مطاف رحلتهم ..

بعد كل هذا لم نسمع أن مسؤول في بلد مهدد فيه اللاجئون بالتشرد يريد أن يتدخل ليرى حلاً لهذه المشاكل، لماذا لم يحدث هذا مع اللاجئين في دول أخرى غير البرازيل والتشيلي ... وعندما يتشرد اللاجئين سيكون ذلك في شوارع البرازيل أم شوارع الأمم المتحدة ؟ وما هي مسؤولية البرازيل عن ما يحدث على أرضها وعن هذه الناس في حالة حدوث ذلك وماذا سيكون رد الفعل على ذلك ؟ هل تدرك البرازيل أن نتيجة هذا البرنامج اللاإنساني في ضل الأوضاع المعيشية الصعبة في البرازيل سيكون وخيماً على العوائل والأطفال والمسنين والمرضى ؟ أم سيلقونهم في مراكز لإيواء المتشردين إذا كان هناك مثل هذه المراكز في بلد مثل البرازيل ..

كان المفترض من البرازيل أن تحسب الحسابات أفضل من ذلك فهذا مصير عوائل و أطفال ومرضى ،، فإن الواقع الذي يطرح نفسه أن البرازيل ليست من الدول المهيئة والقادرة على استقبال لاجئين من جنسيات بعيدة عن دول جوارها وإعادة تأهيلهم  ودمجهم وما شابه هذا الكلام مما قالوه ...

نرجو أن يصحح هذا الخطأ قبل فوات الأوان فاليوم ضحاياه من المسنين والمرضى ونتمنى أن لا يكون ضحاياه غداً الأطفال والنساء ......

وشكراً للبرازيل على استقبالها للاجئين فلسطينيين

6/4/2009

بقلم - عصام عرابي - البرازيل