فتى يبلغ من العمر خمسة عشر سنة في الصف الثالث المتوسط يسكن مع أمه وأخواته اليتيمات في الطابق الأرضي مستأجرين في منطقة الغزالية ، والطابق العلوي تسكن فيه عائلة عراقية ، يبدو أن هذه العائلة من يرتاد إليها كثير فعدد صاعد وأعداد نازلة ، فهذه المرأة الفلسطينية المسكينة في الطابق الأرضي ارتابت من هذه الحشود الداخلة والخارجة ، فتصرفت بفطرتها وأخلاقها وحسن نيتها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا تدري بأنها تعيش في غابة مليئة بالحيوانات المفترسة وفي وقت ضاعت فيه الذمم وأصبحت الذئاب ترعى فيه الغنم ، فذهبت المرأة واشتكت إلى مركز الشرطة وأخبرتهم بحال جارتها .
وفعلا أتت الشرطة ويا ليتها لم تأت ، لأنها لم تفعل شي !! والأمر انقلب رأسا على عقب ، فاغتاضت هذه المرأة وبدأت تكيد لها المكائد ، وفي ذات يوم جلبت للمرأة الفلسطينية شرطة آخرين ومعهم سيارة مضللة مدنية !! واعتقلوا الفتى محمود من بيته ، أمه تمسك به من خوفها عليه ، وهم يجرونه جرا وبالقوة ، حتى وصلت النذالة والخسة بهم أن هددوا أمه إن لم تدعهم يأخذوه وإلا أطلقوا عليها النار ، وفعلا أخذوه منها عنوة وقهرا وبقيت تصرخ وتبكي ، ولكن لأسمعت لو ناديت حيا !! وقالوا لها بعد يومين تجديه في مركز شرطة الشعلة ، وكل ماجرى كان في منتصف شهر حزيران لهذا العام .
ذهبت المرأة التي فجعت بفقد فلذة كبدها للمركز المذكور ، فنفوا أن يكون لهم علم بهذا الشخص وهذا الأمر ، وبعدها وضعت أمه المسكينة نداءً على دارها للتعريف بمواصفات ولدها وعنوان البيت ، فاتصل بها جماعة نتيجة هذا النداء وقد يكون أمر مبيت ، ولا يعلمون هذه الجهة المتصلة أهم شرطة ؟ أم عصابة ؟ أو جهة مجهولة ؟ لا علم لهم بذلك ، ثم طلبوا مبلغ كبير وساوموها على ولدها وما زالوا بها حتى اضطرت دفع مبلغ ( 2000000 ) دينار عراقي أي ما يقارب ( 1300 ) دولار ، دفعتها المسكينة بعد جهد وعناء بجمعها ولم يرجع ابنها إليها .
ولحد هذه اللحظات لا أحد يعرف مصير ولدها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فمن لهذه المرأة المنكوبة بفقد حبيبها وولدها ، كان الله في عونها ، ورد لها ولدها سالما معافى .