فقديماً بريطانيا والللجنة التنفيذية اليهودية اتفقتا على تبادل
السكان اليهود بالعرب بين العراق وفلسطين سنة 1929م وتقديم الاغراءات لتنفيذ
مشروعهم الاستعماري وها هم في هذه الأوقات يعدون العدة لتنفيذ مخططاتهم .
فقد نشرت جريدة " تايمس اف انديا " في سنة 1929م رسالة
جاءتها من البصرة في العراق تتضمن فكرة جديدة هي تبادل السكان بين العراق وفلسطين
وذلك بأن ينزح الوف اليهود الذين يقيمون في العراق الى فلسطين ويهاجر الى العراق
ما يسويهم من العرب .
وتعلق الجريدة على ذلك قائلة ليس هذا الاقتراح قريباً كما يبدو
لاول وهله بل هو عبارة عن تبادل بسيط , ولقد اصبح العراق قريبة من فلسطين بسبب
مشروع انابيب البترول الذي يربط القطرين ببعضهما ربطاً محكماً والصهيونيون يخشون
كثيراً على مستقبل فلسطين من خطر الاكثرية العربية الساحقة .
وهذا الاقتراح هو الحل الوحيد للأمر وتبادل السكان ليس به في الشرق
الادنى ما يخيف خصوصاً بعد التجربة التي اجرتها تركيا واليونان والتي نجحت تماماً
وستنجح اكثر اذا ما اجريت بين فلسطين والعراق لتشمل مستقبلاً التبادل ما بين مصر
وفلسطين واليمن وفلسطين والمغرب وفلسطين وما الى ذلك من بلدان يتواجد بها يهود .
والعراق هو قطر عربي محض ولكن هناك اقلية يهودية هامة يبلغ عددها
ستين الفاً في بغداد وحدها فإذا ما جاء العرب من فلسطين بدل هؤلاء اليهود فان
اخوانهم من العرب في العراق يقابلونهم بالترحيب والاكرام لان البلاد في حاجة ماسة
الى العمال الجدد وهي وان كانت تحتاج الى عمال للقيام بمشاريعها الهامة الا انه من
الممكن التأثير على اثرياء اليهود لأن يتركوا اموالهم واملاكهم في العراق لقاء
شروط معينة .
إسماعيل بن عياد الترباني
المصدر : دنيا الرأي
21/4/1440
28/12/2018