قصيدة: خفايا واسرار- عادل العمرو

بواسطة قراءة 2387
قصيدة: خفايا واسرار- عادل العمرو
قصيدة: خفايا واسرار- عادل العمرو

كالعادة هجوم وحشي على قرية صغيره كما جاء في الاخبار
طوقوا وحاصروا المكان وبدأ العدو بالتمركز والانتشار
وبدأوا بقتل البشر ,هدم المنازل ,جرف التربة واقتلاع الاشجار
القصف لم يتوقف ومستمر طوال الليل والنهار
لم يتركو شيئاً الا وجعلوه حطاماً وخراباً ودمار
محاصرون انتم ومطوقون , محظور عليكم الخروج من الدار
الخوف والرعب ملئ قلوب الاطفال الصغار
ناهيك عما تعانيه وتكابده النساء والشيوخ الكبار
لا حراك ولا كلام فكل شيء مستهدف بشر ,حجر دواب ازهار واشجار
فالى متى يبقى هذا الوضع والى متى يبقى هذا الانتظار
لكن مختار ذاك الفتى البطل المغوار لم يحتمل الذل والاهانة والمرار
آثرت على نفسك لم تستطع الاختباء وان تتوارى عن الانظار
لابد من مواجهة العدو والتصدي للاشرار
اوقفوه ومنعوه لم يأبه لمن حوله وكنت شديد البأس
قوي التحدي والاصرار
خرجت وواجهت وقابلت عدوك الغدار
واوجعتهم ضرباً وكبدتهم خسائر
تراجعو الى الخلف وتبعثرت صفوفهم اصابهم الهلع ولاذوا بالفرار
ابليت بلاءاً حسناً ولقنتهم درساً في الشجاعة والاقتدار
وكنت مسلط على على رقابهم كالسيف البتار
جن جنون العدو والعقل منهم طار
رصدوك وحاصروك واطلقوا عليك النار
طلقات اصابتك واخترقت الكرامة والشموخ واخترقت الجدار
سقطت يا مختار ولم تسقط
وكنت رمزاً للعلو والفخر والاقتدار
ستة ايام لم يتوقف القصف وضيقوا الخناق واحكموا الحصار
ستة ايام والجسد ملقى خارج الاسوار
ستة ايام والجسد يلاقي ما يلاقي من حرارة وبرد ورياح وتراب وغبار
واياك الاقتراب والا سيطلق عليك النار
قالو انتنت الجثة وتفسخت وجهلوا انها تحت رحمة الجبار
وانسحب العدو تاركاً خلفه خراب ودمار
والكل هب مسرعاً لم يأبهوا للخراب الذي حصل والدمار
ولكن كان جل همهم انتشال ودفن الشهيد البطل مختار
واقتربوا وشاهدوا ما لم يكن بالتوقع والحسبان
فالجسد يتلئلئ نور وتشع منه انوار
ورائحة طيبة زكية تفوح من ارض المكان
ومن حوله نبت زرع وورود وازهار
وعيناه شاخصتان الى السماء
كأنه يرى اشياء عُميت عنها الابصار
وابتسامة عريضة ملئت وجهه كانه في فرح وسعادة وانتصار
وجرحه لا زال ينزف دماً والجسد دافئ وطري وحار
من يراه يظن انه في ساعات الاحتضار
شهداء اموات احياء عند الله احرار وابرار
لا تستغرب ولا تحتار فالكون مليء بالخفايا والخبايا والاسرار
لو اطلعت عليها لذُهلت وصعقت ولوليت الادبار
لا تتعجب ولكن قل : سبحان الله القادر المقتدر الجبار


الكاتب
عادل العمرو

25/10/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"