تعيش كرة القدم
الغزية في الموسم القادم مرحلة مهمة في تاريخ تطويرها بعدما أصبح ثلاثة من أصل
خمسة ملاعب مجهزة بشكل كامل, بعد إعادة تطويرها وترميمها وفرش بعضها بالعشب
الصناعي الأمر الذي سيسهل عملية تنظيم البطولات لمختلف الفئات السنية.
واجهت الكرة في
غزة العديد من الصعوبات على مدار السنوات الماضي ولعل أكثرها كان عدم توفر البنية
التحتية اللازمة لإقامة البطولات بشكل منتظم خاصة بطولات الناشئين, التي اقتصرت
على إقامة البطولات المصغرة والتي تغيب عنها الكثير من العوامل المطلوبة من أجل
التطوير.
وجود ثلاثة
ملاعب مفروشة بالعشب الصناعي إلى جانب اقتراب جاهزية ملعب رفح البلدي ووجود ملعبي
اليرموك وفلسطين على أتم الجاهزية, سيكون لهم الأثر الكبير في تغيير الصورة التي
عانت منها كرة القدم على مدار السنوات الماضية.
صناعة الفارق
يرى محمود
المزين مدرب فريق غزة الرياضي أن وجود ملاعب العشب الصناعي في غزة سيشكل نقلة
نوعية في مستوى كرة القدم, لكن يجب أن يوازيه تطور أخر في جوانب كرة سواء على صعيد
الحكام أو على الإداريين في الأندية لكي تسير عجلة التطور بنفس المستوى.
وأضاف المزين
لـ:"فلسطين" أن وجود العشب الصناعي في الملاعب سيصنع الفارق في المستوى
لدى اللاعبين وسيطور الشكل العام لكرة القدم الغزية, وأنه لا وجود مبرر لأي فريق
أن يشتكي من أرضيات الملاعب مثلما كان يحدث سابقاً.
وقال المزين إن
الملاعب الجديد ستعطي الفرق فرصة للعب كرة قدم جميلة وتنظيمية بشكل أفضل, مشدداً
على أن هذا التطور بحاجة إلى تطوير مستويات الحكام وتطوير العمل الإعلامي الرياضي
ومنح الفرصة للمتخصصين في هذا المجال لتحليل المستويات الفنية للفريق.
وأوضح المزين
أن حصول مجموعة كبيرة من المدربين على شهادات تدريبية عليا سيكون لها الأثر الكبير
في عكس مدى التطور على مستوى الفرق واللاعبين, خاصة وأن أرضية ملاعب العشب الصناعي
تكون مستوية بشكل مميز وتساهم في تنفيذ خطط الفرق التي تعتمد على اللعب من خلال
التمريرات القصيرة أو لعب الكرة على الأرض.
وأوضح المزين
مدى التطور الذي حصل في الضفة الغربية على مدار السنوات الماضية في ظل اعتمادهم
على ملاعب العشب الصناعي, مشدداً على أن الكرة الغزية ستشهد طفرة نوعية خلال
السنوات القليلة القادمة في مستوى كرة القدم في ظل وجود ملاعب تساهم في تطوير
مستوى اللاعبين والفرق.
استراتيجيات
التطوير
التطور بحاجة
إلى وضع استراتيجيات من أجل الوصول للهدف المنشود, خاصة وأن لعبة كرة القدم لا
تقتصر على المدرب واللاعب بل هناك العديد من العناصر الأخرى مثل الاتحاد وأعضاء
ادارات الأندية والحكام والجماهير, وجميعهم بحاجة لأن يكونوا فاعلين في مسيرة
التطور الرياضي.
التجارب
العديدة للكثير من الدول النامية التي أصبحت تُشكل علامة فارقة في كرة القدم من
خلال تطوير اللعبة بكافة مكوناتها, يجعل فكرة العمل على تكرار مثل هذه التجارب أمر
قابل للتحقيق والتطبيق.
أحمد الحسن
المحاضر الآسيوي يرى أن غزة هي الخزان الاستراتيجي لتطوير كرة القدم الفلسطينية
ويجب أن يتم استغلال هذا الخزان بأفضل صورة, لكن بشرط أن تنتهج الأندية الغزية دور
المؤسسة المنظمة في العمل.
ويضيف الحسن إن
توفر الملاعب هو جزء رئيسي من عملية التطوير لكن يجب أن يصاحبه تطوير على عدة
أصعدة الإداري والكادر التدريبي والعمل بشكل منظم من خلال التدريبات على نفس
الملاعب التي تخوض الفرق عليها المباريات لكي لا يفقد اللاعبين تركيزهم الخططي
والتكتيكي.
المصدر : فلسطين
أون لاين
20/12/1439
31/8/2018